أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4122
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بضاعة السياسي هي الكلام و بيع الكلام، و لأنها مهنة من المهن ‘ الحرة’ و لا تحتاج إلى كثير من المصاريف، و في ظل البطالة و أفواج العاطلين عن العمل أصحاب الشهادات العليا الذين يقظون مضاجع الحكومة و مضاجع رجال الأمن، يلجأ البعض إلى ممارسة السياسة بداية كهواة ثم كمحترفين ، هناك من يرتقى السلم بصورة طبيعية و هناك من يحاول من البداية الركوب على الأحداث لحرق المراحل و هناك من يستجير ببعض الأصدقاء ليصبح بين عشية و ضحاها من السياسيين أصحاب المقاعد الأولى ، عيب السياسة أنها قذرة تحتمل و تتحمل كل الأشكال الهندسية السياسية و فيها ما يسمى بعلم تدوير الزوايا و علم ‘حفر القبور’ و علم سياسة المراحل و علم الطعن في الظهر و علم الوشاية و بث الإشاعات المغرضة، هذه العلوم هي زاد السياسيين و بقدر تزودهم منها يتفوقون .
على قناة ‘الحوار التونسي’ مساء الأمس كشف الأستاذ عبد الستار المسعودي المستور، مستور زميله في المهنة و زميله السابق في قصر قرطاج و في حزب النداء السابق ، أيضا تجول الأستاذ بين كل القنوات ‘ لتأبين ‘ زميله الراحل عن كرسي الحكم ' الرئاسي’ الملطخ حسب رواية الأستاذ المسعودي طبعا بكل الوشايات المشينة و الإشاعات المغرضة و التكمبين و ما إلى ذلك من أدوات الغش السياسي الكريه ، هناك من يعرف و هناك من تفاجأ و هناك من لم يفاجئه نشر هذا الغسيل الوسخ و عراك الإخوة الأعداء ، خاصة و أن السياسة دائما ما تكشف العورات و في مثال الحرب الطاحنة بين ساركوزى و دى فيليبان و شيراك و ساركوزى ما يؤكد أن السياسة قد تحولت مع الوقت إلى استراتيجيات و مؤامرات متتالية و يومية لاغتيال الطرف المقابل بكل الطرق .
في ‘ اتهام’ الأستاذ للأستاذ رائحة التشفي و الانتقام رغم أنه ينكر ذلك من البداية بالطول و العرض، و في تصريحات الأستاذ كثير من الألغام و من الاتهامات المبعثرة التي ستطال في قادم الأيام بعض رموز السلطة الحاكمة، لكن أكثر ما جاء على لسان الأستاذ وقعا هو اتهام الأستاذ بالحاج بالوشاية و بتكبير النفوس و بالغدر، نحن لا نبحث عن صحة الاتهام من عدمه فلسنا جهة تحقيق أو نيابة عمومية، لكن من الظاهر أن الأستاذ المسعودي قد سقط هذه المرة في الخطأ و في ما يسمى بالطفولة السياسية و ما يعرف بالفرق بين الهواية و الاحتراف، فاتهام الأستاذ بالحاج بهذه ‘ التهم ‘ لا يليق في عرف السياسة و لا في عرف ممارسة السياسة، فالسياسة هي ممارسة هذه ‘ التهم’ و غيرها، و الوشاية و الغدر هي جزء مهم من العمل السياسي، و الوشاية هي أحد السكاكين التي يستعملها السياسي لممارسة السياسة بكل قذارتها، و لا يهم السيد بالحاج أن يكون زميله الأستاذ المسعودي بمثل هذه السذاجة في فهم و ممارسة السياسة، فالبحث عن المثالية في السياسة هو ضرب من المستحيل .
لقد جاء على لسان الأستاذ المسعودي كلمة ‘البقرة ‘ في أكثر من مرة، معتبرا أن البقرة سقطت هذه المرة بعد أن استنفذت كل خراطيش النفاق السياسي، مضيفا أنه لا يتكلم الآن بعد أن سقطت البقرة أو تفعيلا للمثل العامي المعروف ‘ عندما تسقط البقرة تكثر السكاكين ‘ بل هو يعبر عن موقف ‘ قديم’ من خط السير السياسي للزميل المحترم بالحاج ، جميل، جميل جدا، على رأى المنشط فيصل القاسم، لكن ما يحز في النفس حقيقة أن كثيرا من ‘أصحاب القصر’ و من غير أصحاب القصر كانوا يعبدون هذه البقرة و يتقربون إليها تماما كما يحصل في الهند، فهل كان هؤلاء بنفس ‘ أوصاف’ مدير مكتب الرئيس أم ‘بأوصاف’ الأستاذ المسعودي ، و لماذا لم يخرج من بين هؤلاء من يكشف السر و المستور حتى لا تتعفن الساحة السياسية، و هل يمكن اعتبار الأستاذ المسعودي بطلا قوميا تماما كما حصل مع النقيب سمير الطرهونى في حادثة إيقاف الطرابلسية في المطار في الساعات الحرجة للثورة و بعد بعض الوقت يكتشف المتابعون زيف الحقيقة، ثم هل سقطت ‘ البقرة’ فعلا ؟ من يراهن أنها لم تسقط .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: