أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3602
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
شيء مخجل و معيب، قمة العار ، أن يصبح موضوع الأسير الفلسطيني المناضل الكبير مروان البرغوثى نسيا منسيا بالنسبة للسلطة و لبارونات السلطة و لمن يجلسون بجانب السلطة، فالسلطة الفلسطينية اليوم تحتاج إلى حملة نظافة كاملة لتتطهر من استسلامها ولامبالاتها و لعبها بالمصلحة الفلسطينية و اختيارها طريق ‘الصلح المنفرد’ بدل البحث عن الصلح المفروض بقوة ضغط المقاومة و تبادل الأدوار بينها و بين القيادة التفاوضية مع الجانب الصهيوني المحتل، و فتح التي شكلت النواة الأولى للثورة الفلسطينية ترهلت و سقطت في لعبة الاستثراء و البحث عن المكاسب المادية بحيث لا يمر شهر دون أن تفوح رائحة الصفقات المشبوهة مع العدو الصهيوني و رائحة بيع الضمائر و المصالح الفلسطينية في سوق متعفنة باتت حديث القاصي و الداني على الساحة العربية .
من المؤسف أن لا أحد من المثقفين العرب يتحدث عن قضية الأسير مروان البرغوثى بحيث أصبح العبء محمولا على السيدة زوجته و بعض المتعاطفين القلائل مع مصير المناضل الكبير، و من المؤسف أن ينال الوضع العربي مساحة شاسعة و متفرعة في أذهان الأقلام الفلسطينية و بالذات السيد عبد الباري عطوان و لا يأخذ الأسير المناضل مروان البرغوثى من هذه المساحة ما يستحقه من اهتمام و ما تستحقه قضية الأسرى من ‘ تبجيل’ كأحد القضايا المهمة التي تمس الغالبية من الشعب الفلسطيني المحتل أرضا و ثقافة و مصيرا، و بعد أن تحولت دكاكين ‘حقوق الإنسان’ إلى دكاكين سمسرة و بيع ضمائر و صيد في الماء العكر السياسي العربي باتت قضية المناضل الكبير في طي النسيان خاصة في ظل تعتيم إعلامي عربي و دولي متعمد ، و حين يصرح خالد مشعل و ‘نائبه’ اسماعيل هنية بان قضية الأسرى هي من القضايا المهمة في عقل حماس فالواضح أن بقاء السجين في سجنه ستطول في ظل علاقة مخفية بين حماس و العدو الصهيوني برعاية دولة خليجية صغيرة معروفة باتت تتحكم في مقود حماس و بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى .
كل المتابعين للقضية الفلسطينية هم على قناعة اليوم بأن المناضل مروان البرغوثى قد أصبح عبئا على القيادة الفلسطينية و على بعض الدجالين السياسيين العرب، فالرجل يمثل رقما صعبا و تاريخا مشرفا و قائدا ملتزما بكل الثوابت الفلسطينية بما فيها قضية الأسرى، لكن السلطة اليوم لا تريد أن تفرج إسرائيل على السيد مروان حتى لا يكشف بعض الأسرار التي توصل إليها و هو في السجن خاصة في علاقة بتعاون الأجهزة الفلسطينية الأمنية مع الشين بيث الصهيوني للتعقب و القبض على بعض من تبقى من المناضلين الدين يرفعون السلاح و يلقون مصيرا مجهولا بفعل الوشايات و التعقب، و حتى لا يكون للنضال الفلسطيني المطلوب رمزا و هامة بقامة المناضل الكبير مروان البرغوثى، هذا على الأقل ما يفسر صمت ‘ القيادة’ و رموزها المتخاذلين عن استمرار اعتقال الأسير البرغوثى و مسايرة بعض المشتغلين على هذا الملف للضغوط الصهيونية بحجة عدم تعكير الأجواء بين السلطة و العدو .
في ظل انتصار سوريا ضد ‘أصدقاء سوريا’ الذين دبروا مؤامرة إسقاط النظام السوري تحت ضربات الجماعات الإرهابية و غطاء ما يسمى ‘بالثورة’ السورية القذرة، و في ظل رفع الدول الكبرى لحاجز العقوبات الاقتصادية على إيران بعد إمضاء الاتفاق النووي بين الطرفين و في ظل انكسار إرادة تيار المستقبل اللبناني و رضوخه لقرار قائد القوات اللبنانية سمير جعجع بترشيح العماد ميشال عون الصديق الوفي المقرب لسماحة السيد حسن نصر اله و في ظل رجوع الدب الروسي بقوة إلى المناطق الدافئة و اشتغاله على تقويض ‘سلطة’ الجماعات الإرهابية التكفيرية بات واضحا أن كثيرا من الأمور قد تغيرت في المنطقة و بات الجميع يبحثون عن موقع و عن موعد مع الرئيس السوري بشار الأسد، و لذلك يمكن القول أن أولويات المرحلة القادمة هي إعادة بناء الاقتصاد و البنية التحتية السورية في كل عناوينها بما فيها العنوان العسكري المطلوب لحماية الانتصار السوري، لكن ذلك لن يمنع المقاومة و محور المقاومة من بناء إستراتيجية مدروسة، قوية، قادرة على فرض مفاوضات تبادل للأسرى و إطلاق سراح المناضل مروان البرغوثى بما سيشكل ردا قاسيا على عملية اغتيال الشهيدين عماد مغنية و سمير القنطار و تعويض تلك الخسارة الفادحة بشخص قادر على رفع التحديات من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، هذا من ناحية و من ناحية ثانية صفعة قوية لهؤلاء الزعامات الكرتونية الخليجية و لبقايا الخونة المثقفين الذين يستهزئون بمقولة ‘الرد المناسب’ المعروفة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: