كتاب منظومة حقوق الإنسان من منظور الخدمة الاجتماعية (10)
د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5051
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحلقة العاشرة :
الوحدة الرابعة
خصائص وأنواع حقوق الانسان
Human Rights Characteristics &Kinds
محتويات الوحدة الرابعة
(1) – مقدمة الوحدة :
1-1 تمهيـــد
1-2أهداف الوحدة
1-3القراءات المساعدة
(2) - خصائص وسمات حقوق الإنسان
(3) - أنواع وفئات حقوق الانسان :
3-1حسب موضوع الحق : * الحقوق الفردية
* الحقوق الجماعية
3-2حسب ظروف تطبيق الحق : * في اسلم
* في الحرب
3-3حقوق الإنسان حسب تطورها التاريخي :
* الجيل الأول : الحقوق المدنية والسياسية :
* الجيل الثاني : الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
* الجيل الثالث : الحقوق البيئية والتنموية والفكرية
بعد أن أوضحنا مفهوم حقوق الإنسان وبعض المفاهيم ذات الصلة بهذا المفهوم ، وعرضنا لأهمية قضية حقوق الإنسان ، ومراحل تطورها عبر مسيرة التاريخ البشري ، منذ إرهاصاتها الأولى وبداياتها التي تشكل الجذور الممتدة للفكر الحقوقي في أعماق التاريخ ، إلى أن وصلت إلى وضعها الحالي ، ومفهوما الحديث السائد الآن ، يتناول المؤلف في هذه الوحدة توضيح أهم الخصائص والسمات المميزة لحقوق الإنسان عن غيرها من الحقوق القانونية ، وكذلك بيان فئات وأنواع وتقسيمات تلك الحقوق بشيء من الإيجاز ، بما يمكن القاريء من تعميق فهمه لقضية حقوق الإنسان التي أصبحت اليوم الشغل الشاغل لكافة الدول والمجتمعات في عصرنا الحاضر ،
1-2 أهداف الوحدة :
بعد دراسة الطلاب لهذه الوحدة ، والإجابة على التدريبات والتطبيقات الخاصة بها يكون بمقدورهم مايلي :
- تحديد أهم الخصائص والسمات التي تتميز بها حقوق الإنسان عن غيرها من الحقوق ،
- شرح فئات حقوق الإنسان وتقسيماتها وفق المعايير المختلفة ،
- مناقشة الحقوق السياسية والمدنية في إطار منظومة حقوق الإنسان ،
- تحديد أهم المباديء الأساسية لحقوق الإنسان ،
1-3 القراءات المساعدة
( 1 ) -
United Nations : " Human Rights And Social Work" ,A Manual For Schools Of Social Work And The Social Work Profession , New York And Geneva ,1994,
(2) - علي عبد الواحد وافي : " حقوق الإنسان في الإسلام " دار نهضة مصر، القاهرة ، 1979 ط5 ،
(3) - الشيخ محمد الغزالي : " حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة " ، دار الدعوة، الاسكندرية 1993،
(4) - محمود سلام زناتي : " حقوق الإنسان - مدخل تاريخي " القاهرة، 1992،
******
(2) - خصائص وسمات حقوق الإنسان :
استنادا إلى ما تم عرضه في الصفحات السابقة حول نشأة فكرة حقوق الإنسان وطبيعتها ، وحدود المفهوم ، وتطور منظومة حقوق الإنسان عبر المراحل التاريخية التي مرت بها ، وانطلاقا من أن المعنى العام لحقوق الإنسان – في الوقت الراهن – ينصرف إلى النظر إليها – في الغالب الأعم - باعتبارها مجموعة من الضمانات القانونية العالمية التي تحمي الأفراد والجماعات والمجموعات من إجراءات الحكومات – والدول - التي تتدخل في الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية ، ويُلزم القانون العالمي لـ (حقوق الإنسان) الحكومات بفعل أشياء معينة ، ويمنعها من فعل أشياء أخرى ، وتأسيسا على كل ذلك نود التأكيد على أن لتلك الحقوق مجموعة من الخصائص والسمات ، ( المميزات والمشتركات العامة التي تجمع بين تلك الحقوق ) ، والتي تميزها عن سائر الحقوق المتعارف عليها في عالم القانون كالحقوق العينية والحقوق الشخصية وغيرها ، وفي هذا المجال نستطيع أن نحدد ابرز الخصائص العامة والسمات المميزة لتلك الحقوق - والتي يُستشهد بها أكثر من غيرها – على النحو التالي : (1)
1- أنها حقوق قديمة موغلة في القدم : Ancient Rights
بمعنى أن هذه الحقوق قديمة قدم الإنسان ذاته في هذا الوجود ، أي أنها موجودة منذ خلق الإنسان لكونها لصيقة به ولا تنفك عنه ، ومن ثم فهي – في حقيقتها وأصل فكرتها - لم تكن أبدا وليدة التطورات الاجتماعية والأحداث العالمية كما قد يظن البعض ، لأن الإنسان - كل إنسان – هو بحاجة إليها بحكم طبيعته الإنسانية ، ولا يستطيع العيش بدونها ، فلكل إنسان الحق في الحياة والكرامة والحرية 000 الخ ويرتبط بذلك القول بأن تلك الحقوق هي حقوق فطرية ( طبيعية ) Innate - natural Rights
وهنا يثار التساؤل حول مفهوم الحق الطبيعي ومفهوم الحق المكتسب ، فماذا نقصد بالحق الطبيعي وماذا نقصد بالحق المكتسب ؟
* الحق الطبيعي : Natural Right هو ذلك الحق الذي يولد مع الإنسان ، والذي هو محض هبة وتفضل من الله ( الخالق ) تعالى له ، والذي لا يمكن لأحد أن يسلبه منه إلا واهبه جل جلاله ،
* أما الحق المكتسب : Vested Right فهو الحق الذي يمنح للإنسان من مصدر ما قد يكون ذلك المصدر متمثلا في القانون ، أو العرف ، أو الأفكار والاتجاهات الفلسفية ، وطالما كان ذلك الحق ممنوحاً كان لمانحه الحق في سلبه متى شاء وكيفما أراد ،
والقول بأن حقوق الإنسان هي حقوق فطرية يعني أنه ليس بإمكان السلطة – أيه سلطة - أن تحرم الأشخاص من حقوقهم تحت أي دعاوى أو مبررات ، وإن حدث أمر كهذا فان ذلك يجعلها مسئولة عن انتهاك تلك الحقوق .
ويترتب على القول بان حقوق الإنسان هي حقوق طبيعية – فطرية - ما يأتي :
* إنها فطرية وهي تكريم من الخالق عز وجل لخلقه وهي منجبلة بالإنسان أي بفطرة الإنسان ذاته ،
* إن هذه الحقوق غير قابلة للتصرف : فلا يمكن بيعها أو شرائها ولا رهنها ولا هبتها للآخرين ولا استئجارها ، والمقصود بالحقوق هنا أصل الحق ، لا ما يرتبه الحق ، فلا يمكن للإنسان أن يتخلى عن حقه في التملك بشكل عام ، ولكنه يستطيع التصرف بملكه بيعاً أو شراءً وهكذا الأمر بالنسبة لباقي الحقوق الأخرى ،
* إن التمتع بهذه الحقوق واستخدامها لا يتوقف على قبول السلطة الحاكمة ( رضاها ) أو رفضها .
2- أنها حقوق أبدية : Eternal Rights
بمعنى أنها ستظل باقية ما بقي جنس الإنسان في الوجود ، وستظل دائمة ما دامت كرتنا الأرضية تضم على ظهرها البشر، لأنها الضمان الأساسي الذي لا غنى عنه ليحيا الإنسان حياة حرة كريمة تليق به كما أراد له خالقه جل جلاله ،
3- التلازم والرسوخ : Correlation & Rootage
التلازم يعني أنها ملازمة للإنسان حيث ترافقه منذ تشكله جنينا – في بطن أمه - إلى ولادته وحتى وفاته بل وفي الاسلام حتى بعد وفاته له حقوق ، ولا يستطيع أحد أن ينزعها عنه ، أو يحجبها عنه ، فهي ملازمة للإنسان لم يمنن بها عليه أحد ، ولم يمنحها له أحد ، ولا تنفصم عنه مطلقا ، كما أنها لا تقبل التصرف بالتنازل عنها كما أشرنا سابقا ، فهي ثابتة لكل إنسان حتى مع عدم الاعتراف بها من قبل دولته أو حكومته بشكل رسمي ، كما أن الرسوخ يعني أنها حقوقا راسخة إذ هي ملك لكل فرد ولا يمكن أن يتم انتزاعها منه سوءا تم التنازل عنها قصرا أو طوعا.
4- الإعلانية : Advertisment
فما سبق من خصائص يترتب عليه حتما أن حقوق الإنسان موجودة حكما ، لا موجب ( ولا حاجة ) لإقرارها من قبل سلطة تشريعية أو دستورية أو أية سلطة أخرى 000 وهذا ما أشارت إليه الأمم المتحدة عندما قالت ( بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولم تقل بإقرار هذه الحقوق ) ، أي أن الوثيقة الصادرة عن الأمم المتحدة هي إعلان لتلك الحقوق وليست إقرار ، وإنما مهمة التشريع تنحصر في تنظيم ممارسة هذه الحقوق فحسب0
5- الشمول والعالمية : Comprehensive & Universal
أي أن هذه الحقوق ليست قاصرة على فئة معينة من الناس دون الآخرين ، ولا على بقعة جغرافية واحدة في العالم ، ولا في زمان محدد من الأزمنة ، وإنما هي حقوق أبدية شاملة ملازمة لجنس الإنسان في كل زمان ومكان، وبالتالي فهي توصف بالعالمية 0
فحقوق الإنسان حق لكل آدمي اتفق في الدين مع الآخرين أم اختلف ، وتوافق معهم في الجنس أو اللون أو اللغة أم اختلف ، والإنسان – في نهاية المطاف – هو إنسان مهما اختلف دينه أو لونه أو وضعه الاجتماعي (2) ، أما في التصور الإسلامي فلقد أكد الإسلام على تلك الحقيقة ورسخها وأعلى شأنها ، ويكفي أن نشير إلى آية واحدة في القرآن الكريم تكرس الحق في الحياة وحمايتها لكل إنسان ، وذلك في قوله تعالى : {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ...... الآية }( المائدة : 32 ) ، مع ملاحظة أن القرآن هنا يتحدث عن " النفس الإنسانية " بالمطلق " أي نفس " دون أن يحدد لها صفة معينة أو اعتبار معين ، وهذا هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وهو أمير للمؤمنين - قبل أربعة عشر قرناً من الزمان – يقول لعامله على مصر ( عمر بن العاص ) كلمته الشهيرة الذائعة الصيت " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" (3) فهو قد أطلق الحرية للناس وليس لفئة منهم أو طائفة أو جنس أو لون ، ومن هنا نفهم عالمية حقوق الإنسان التي هي سمة أساسية من سمات تلك الحقوق ، فهي مشتركات إنسانية تكاد لا تختلف – في أغلبها على الأقل - من مجتمع لآخر أو من بلد لأخر (4) ، ولذا أصبح الاهتمام بها في الوقت الحاضر على مستوى العالم بآسره ، وأصبحت تتداول في أروقة المنظمات والهيئات الدولية والعالمية ، ولم يعد بإمكان أي دولة في العالم إنكار تلك الحقوق أو تجاهلها ، كما أن عالمية تلك الحقوق تأتي من عالمية فكرة الحق ، فالحق مفهومه واضح وبين ولا يصعب على أي إنسان في العالم فهمه أو التعامل معه ،
إن حقوق الإنسان ما هي – في حقيقة الأمر – إلا استحقاقات لجميع الأفراد ، بحيث يكون للجميع ظروفا أساسية تدعم جهودهم للعيش في سلام وكرامة واستقرار ، وأن يحظوا بتطوير إمكانياتهم البشرية ، وتحسين نوعية الحياة التي يعيشونها ، ولذلك فإن مكتب الأمم المتحدة للمفوض السامي لحقوق الإنسان ينص على أن : "حقوق الإنسان يمكن تعريفها على أنها ضمانات عالمية تخص جميع البشر، وأنها تحمي الأفراد و / أو الجماعات من أفعال أو إهمال يؤثر على الكرامة الأصيلة للإنسان ".
6- أن حقوق الإنسان يلتقي فيها الشرع ( الوحي السماوي ) مع العقل،
وهذا يعني أن تلك الحقوق لا يختلف حولها الشرع الصحيح ولا العقل الصريح ، وإنما لها سندها في الشرع والعقل معا ، فهي ثابتة ومنظمة بالشرع الحكيم ، ويؤيدها العقل السليم ، وفي ذلك قال الأمام الغزالي " إن العقل شرع من داخل ، والشرع عقل من خارج " (5) ،
8- النسبية : Relativity
أي أن هذه الحقوق تتصف بالنسبية ، بمعنى أنها تتباين وتختلف في أشكالها وفي صورها وفي طبيعة فهمها من مجتمع لأخر وفقا للظروف السائدة في كل المجتمع ، ففي الظروف الاستثنائية نجد أن الدول قاطبة تميل إلي تقييد التمتع بهذه الحقوق ، بل قد تصادر البعض منها كليا أو جزئيا ، فيما يعرف بحالات الطواريء ، أو الحالات الاستثنائية ، كما أن تلك النسبية تأتي من الخصوصية التي تتمتع بها المجتمعات الإنسانية ، والتي تتميز من مجتمع لأخر تبعاً لاختلاف منظومة القيم والأخلاق والأعراف الاجتماعية السائدة ، وتبعاً لأحكام الشرائع السماوية والأديان التي تحكم كل مجتمع من المجتمعات ، والخلاصة إذا أن الحقوق والحريات ليست لها بصفة عامة وصف الإطلاق ، بل هي نسبية فما يعد حقا في بعض البلاد قد لا يعد كذلك في بلد آخر، ( كالإجهاض ، والشذوذ الجنسي مثلا ) كما أن نطاق كل حرية ومدي إمكان تقييدها يختلف من مجتمع لآخر ، وفقا للعديد من العوامل والظروف التي يخضع لها كل مجتمع ،
7- القابلية للتطور : Evolution
بمعنى أن حقوق الإنسان متطورة ومتجددة بتطور وتجدد الحياة الإنسانية ، وتبعا لنمو المجتمعات الإنسانية وارتقائها في سلم الحضارة ، فهي ما دامت مرتبطة بالإنسان نفسه ، وما دام الإنسان في حالة تطور مستمر في معيشته وحاجاته وأفكاره وتطلعاته ، فإن تلك الحقوق تواكب تطورات العصر في تجذرها وتجددها لتشمل مختلف مجالات ومناحي الحياة ، فهي تظهر بمظاهر جديدة ومختلفة مع تعاقب الأجيال البشرية ، وهذا الأمر جعل تلك الحقوق لا تعد ولا تحصى .
8- الكلية وعدم القابلية للتجزئة : Holystic
بمعنى أن هذه الحقوق كل لا يتجزأ ، حيث تشكل بنياناً متماسكاً غير قابل للانقسام أو التجزئة ، وعدم قابلية الحق للانقسام أو التجزئة تأتي على مستوى الحق الواحد وعلى مستوى الحقوق مجتمعة في منظومة واحدة ، والمثال على عدم قابلية الحق للتجزئة على مستوى الحق الواحد ( الحق في التملك ) والذي يعطي صاحبه امتيازات مختلفة كالبيع والشراء والرهن والهبة والتنازل ، ففي حال صدر قانون أعطى للمالك الحق في أن يبيع ويشتري ويوهب ويؤجر ، ومنعه من الرهن كان ذلك القانون غير مشروع ، لماذا ؟ لأن الحق وحدة واحدة لا يتجزأ ، وكذالك الأمر مع باقي الحقوق بالنظر إليها ككل ، ( كمنظومة واحدة ) فلا يمكن – مثلا - أن يمنح قانون الأفراد الحق في العمل ويحرمهم من الحق في التعليم أو غيره من الحقوق (6) ، إن حقوق الإنسان هي وحدة واحدة وغير قابلة للتجزئة سواء كانت مدنية أوسياسية أو اقتصادية واجتماعية وثقافية ، كلها وحدة واحدة تنطوي على الحرية والأمن والمستوى المعيشي اللائق والكريم ،
إن خاصية عدم قابلية الحقوق للتجزئة تؤكد على الأهمية المتساوية لحقوق الإنسان سوءا كانت مدنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية ، إذ أن جميع هذه الحقوق ذات منزلة متكافئة ، ولا يمكن ترتيبها هرميا ، كما ولا يمكن أن يتم انتزاع حق من حقوق الفرد لأن شخصا ما قد قرر أن ذلك الحق أقل أهمية أو اعتبره ثانويا ، وقد تم التأكيد على حق عدم التجزيء في اعلان فينا.
9- الإعتماد المتبادل : Interdependence
ويقصد بالاعتماد المتبادل هنا أن حقوق الإنسان متبادلة، وهذا الأمر يشير إلى الإطار التكميلي لقانون حقوق الإنسان ، بحيث أن استيفاء حق من حقوق الإنسان يعتمد اعتمادا كاملا أو جزئيا على استيفاء باقي الحقوق ، فعلى سبيل المثال ، فإن استيفاء حق الصحة – مثلا - قد يعتمد على استيفاء حق التنمية ، أو حق التعليم ، أو حق الوصول الى المعلومات ، وبالمثل فإن ضياع حق من تلك الحقوق – أيا كان - يسلب جزءا من باقي الحقوق.
وتجدر الإشارة إلى أن ثمة من ينظر إلى السمات والخصائص التي تميز حقوق الإنسان على أنها :
- أنها حقوق تركز على الفرد الإنساني
- أنها حقوق تحظى بالحماية القانونية
- أنها حقوق موضع ضمانة وحماية دولية
- أنها حقوق تحمي الفرد والمجموعات والجماعات
- أنها حقوق تلزم الدول والعاملين باسم الدولة
- أنها حقوق لا يمكن التنازل عنها /انتزاعها
- أنها حقوق متساوية ومترابطة
- أنها حقوق عالمية
وختاما نود التأكيد على : أن حقوق الإنسان لا تُشترى ولا تُكتسب ولا تورث، فهي ببساطة ملك الناس لأنهم بشر، وهي متأصلة في كل فرد، وواحدة لجميع البشر بغض النظر عن العنصر أو الجنس أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل العرقي الوطني أو الاجتماعي ، وقد وُلدنا جميعاً أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق .. وهي حقوق عالمية، ومُلزمة التطبيق في جميع الدول ، إذ تلزم الدولة والعاملين باسمها بتطبيقها ، ولا يمكن انتزاعها ، فليس من حق أحد أن يحرم شخصاً آخر من أي حق من حقوق الإنسان حتى لو لم تعترف بها قوانين بلده ، أو عندما تنتهكها تلك القوانين ، فحقوق الإنسان ثابتة وغير قابلة للتصرف كي يعيش جميع الناس بكرامة ، فإنه يحق لهم أن يتمتعوا بالحرية والأمن ، وبمستويات معيشة لائقة ، وهي غير قابلة للتجزؤ ، كما أن حقوق الإنسان ليست منة من أحد ، وهي ثابتة لكل إنسان سواء تمتع بها أم حرم منها واعتدي عليها ، أو تم انتهاكها ، وأخيرا يجب التنويه إلى أن احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية يرتبط بشكل أساسي بوعي الأفراد بحقوقهم كونه يشكل ضمانة هامة لعدم التعدي عليها لاحقا ويشكل الأساس العملي للمطالبة بها.
وباختصار فإن حقوق الإنسان تتسم بسمات هامة منها أنها : متأصلة ، عالمية ، وغير قابلة للتصرف ، والاعتماد المتبادل ، والكلية والتلازم ، كما أنها غير قابلة للتجزؤ ،
الهوامش والمراجع :
===========
(1) – انظر : هيثم مناع : " العام والخاص في مفهوم حقوق الإنسان " نقلا عن :
www.mokarabat.com/mo10-23.htm
(2) – فقد جاء في وصية الأمام علي – كرم الله وجهه- إلى " الأشتر النخعي" حين ولاه على مصر ، وما فيها من مسلمين وغير مسلمين قال له في تلك الوصية " اشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم فإنهم صنفان :" إما أخ لك في الدين ، وإما نظير لك في الخلق "، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه"0
(3) – موسى الموسوي : " الثورة البائسة - عن الثورة الخمينية وعن الخميني في ايران " ، ط4 ، 1428م/2007م
(4) – أبو حامد الغزالي : " معارج القدس في مدارج معرفة النفس " ، تحقيق : محمد بيجو ، دار الألباب للطباعة والنشر والتوزيع ، 1998م
(5) – هذا بالطبع لا ينفي خصوصية بعض الحقوق تبعا للخصوصيات الثقافية والحضارية والعقدية لبعض المجتمعات ، وهو ما عالجته العديد من الكتابات التي ناقشت وضعية حقوق الانسان بين العالمية والخصوصية ،
- أنظر على سبيل المثال : هيثم مناع : "الخصوصيات الحضارية وعالمية حقوق الإنسان " ، نقلا عن :
http://www.amanjordan.org/aman_studies/wmview.php?ArtID=347
(6) - حسين علي الحمداني : " مفهوم حقوق الانسان ودور المؤسسات التربوية " ، نقلا عن :
www.siironline.org/alabwab/human_rights(14)/042.htm
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: