البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشرع أو الشيخ .. اختاروا يا شباب الأمة!

كاتب المقال د.طارق عبد الحليم   
 المشاهدات: 5389



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا شباب الإسلام، لم يعد هناك كثير وقت للحيرة والتردد، بل حان وقت العمل والحَركة. لم يعد ما يقال هو المعتبر، بل ما يُفعل هو المؤثر.
هناك ثلاثة معسكرات، ترسم كلها صورة للشرع، يريدكم أصحابها أن تعوّلوا عليها وتأخذوا بها.

• معسكرٌ يقوده مشايخ السلفية التقليديين، وهم قد تخلفوا عن الإنتفاضة السابقة، بحجة أنّها خروج على وليّ الأمر (الذي يعتبر كافراً حسب ما كانوا يقولون نظرياً، لرفضه تحكيم شرع الله)، ثم إذا هم يباركون العمل السياسيّ، ويسارعون فيه، ويغيرون جلدهم ولسانهم، فيلبسون غير الملبس ويتحدثون غير الحديث، رغم أنّ النظام قد ظهر أنه لم يسقط، كما أحببنا له أن يسقط، ورغم أن العسكر قد قالوا صرحوا بأن دولة العلمانية باقية، لا سبيل إلى تبديلها، إذ لن يسمحوا بهذا! لكن هؤلاء جاؤا بكل المتناقضات، في أقوالهم وأفعالهم، وظهر أن إتباعهم للسُّنة لم يتجاوز الهدي الظاهر، فزعموا أنهم لا يزالون متمسكين بأن الحاكم بغير ما أنزل الله كافر، ثم إنّ العسكر، الذين يدعون للحكم بغير ما أنزل الله، مسلمون موحدون، بل وإنهم بصفتهم الحكام، قد وجبت طاعتهم ... بل ويحلّ لهم قتل مخالفيهم (المنافق أحمد فريد)، وأنه لا بد أن نتعاون مع أمن الدولة للقضاء على المعارضة (المنافق محمد حسان)، وسبحان مثبّت العقول ومقلّب القلوب.

• ومعسكرٌ يقوده الإخوان من أصحاب البرلمان، فهؤلاء قد تخلفوا كذلك عن الإنتفاضة، وخرجوا اليها بعد أنْ تيقن لهم أنها ستؤدى إلى تغيير في بهض الموازين، وإنما خرج بعض شبابهم مبكراً لنصرة المتظاهرين قبل أن تسمح الجماعة بهذا رسمياً. ثم، إن هؤلاء يرون أن الحاكم بغير ما أنزل الله عاصٍ، وهو ما كان عليه مبارك، طاغية عاصٍ، لكن يمكن التعامل معه والحركة من خلال تنظيماته، إذ هو وأولياؤه لا يزالون مسلمين. وهو الحكم الذي استصحبوه في العسكر. وركزوا على حصد مقاعد البرلمان، وهم يعرفون تماما أن العسكر مُتربصٌ بهذه العملية السياسية، قد وضع لها حدّا لا تتخطاه، بل وأقام مجلساً موازياً يشرع له ما يراه ملائما لأعراضه في الإستيلاء على السلطة حقيقة، بتشريع قوانين تضعه فوق الدولة والدستور والبرلمان. وقد صرح أولياء هذا المعسكر بأن الشرع بالنسبة لهم ثانويّ في التطبيق، وأنهم راضون بوسائل العلمانية، مشاركون في وسائلها، ليتم رفع الفقر والجهل والمرض عن الشعب (وكأن أحكام الشرع لا تفعل ذلك)، وأن أحكام الشرع توجيهية للفرد، لا إلزامية للجماعة. بهذا، وبأشد منه نفاقاً وتلوّناً في دين الله، صرح قادة هذا المعسكر، حتى بلغ بهم الضلال ببعضهم إلى التسوية بين عقيدة المسلمين وعقيدة القبط من أصحاب التثليث! هذا دينهم وهذه عقيدتهم، عليها سيقابلون ربهم، وسبحان لله العظيم.

• ومعسكر ثالث، ظل أولياؤه يدعون في العقود الستة الأخيرة، إلى أن لا حكم إلا لله، قولاً وعملاً، تصريحاً وتلميحاً، فرداً وجماعة. وهؤلاء قد شاركوا في الإنتفاضة منذ اللحظة الأولى، واستمروا على تحذيراتهم من خيانة العسكر، وحيلهم، واعتبروا مبارك وعصابته مارقين من دين الله صادّين عن سبيله، وكذلك مجلس عسكره من بعده، وأن النظام لم يسقط، بل لم تتبدل فيه شعرة، وأن الشَرعية المَدنية لا يمكن أن تتوازى مع حُكم العَسكر بشكلٍ من الأشكال. كما رأوا أنّ لا مقايضة على دولة لا إله إلا الله، فهي المراد واليها المسعى، لنيل رضا الله، ونصره، وبركاته في السماء والأرض، وأن التغيير الوحيد على الساحة المصرية كان تغييراً في الشكل لا في الموضوع، وذلك بتعديل نسب المشاركات البرلمانية، لا غير. وقد عرف أبناء هذا المعسكر ما يريده العسطر بأبناء هذه الأمة، ووقفوا ضد ممارساته الغاشمة في قتل وسحل الناس في الشوارع، وشاركوا في كافة التظاهرات والإحتجاجات التي مرت بها مصر في الشهور الماضية، كاشفين خداع العسكر، وتلون السلفيين ونفاق الإخوان.
ويظهر لكلِّ ذي عقل وضميرٍ وبصيرة ودين، أن المعسكرين الأوّلين، هما ظلٌّ تابعٌ لما يسمح به العسكر، يرضون بالفتات الظاهر الذي يلقونه اليهم، طالما أنّ مشايخهم وقادتهم لا تمس مصالحهم، أيا كانت هذه المصالح، ولكن المبدأ العام هو أنهما تابعين لهؤلاء المشايخ والقادة، لا لشرع الله وحكمه ومنهجه. هذا قَدْرٌ لا يمكن الشّك فيه، إلا لمن فقد بوصلة الإيمان كلية، وفقد معها القدرة على النظر الدقيق وتمحيص المواقف، وهو عقابٌ من الله سبحانه لمن رضى بالدنية في دينه، وانحرفت بوصلة إيمانه.

إن لكل معسكر مشايخه وقادته، يدعون إلى منهجهم ورؤيتهم، وإنّ الإختيار ليس صعباً، وليس تعجيزياً، بل هو واضحٌ صريحٌ، لا غبش فيه، كما كان دائما، إما المشايخ والقادة ممن ثبت إنحراف بوصلتهم، وإما المشايخ والقادة ممن لم يبدلوا ولم يغيروا، بل ثبتوا وصَمدوا ووافق قولهم عملهم، ووافق منهجهم منهج السُّنة المطهرة طاهراً وباطناً.

فتخيروا يا شباب الإسلام، بين شرع الله وبين مشايخ الفتنة وقادة الذلة، فوالله لم يعد هناك وقت للتردد، ولإن تجاوز الأمر 25 يناير، فعلى الثورة الرحمة، ولأهلها الصبر والسلوان.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السلفية، الإخوان المسلمون، فقهاء الفضائيات، علماء السلطان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-01-2012   www.almaqreze.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  دراسة مقارنة للحركة الجهادية والانقلاب بين مصر والشام والجزائر
  لماذا خسر المسلمون العالم؟
  6 أكتوبر .. وما بعده!
  دين السلمية .. وشروط النصر
  اللهم قد بَلَغَت القلوب الحناجر ..!
  أشعلوها حرباً ضد الكفر المصريّ.. أو موتوا بلا جدوى
  يا شباب مصر .. حان وقت العمليات الجهادية
  يا مسلمي مصر .. احذروا مكر حسان
  العقلية الإسلامية .. وما بعد المرحلة الحالية!
  الجمعة الفاصلة .. فليفرَح شُهداء الغد..
  "ومكروا ومكر الله.." في جمعة النصر
  ثورةُ إسلامٍ .. لا ثورة إخوان!
  بل الدم الدم والهدم الهدم ..
  جاء يوم الحرب والجهاد .. فحيهلا..
  الإنقلاب العسكريّ .. ذوقوا ما جنت أيديكم!
  حتى إذا جاؤوها .. فُتِحَتْ لهم أبوابُ أحزَابها!
  سبّ الرسول صلى الله علي وسلم .. كلّ إناءٍ بما فيه ينضح
  كلمة في التعدّد .. أملُ الرجال وألم النساء
  ظاهرة القَلق .. في الوّعيّ الإنسانيّ
  نقد محمد مرسى .. بين الإسلامية والعلمانية
  مراحل النّضج في الشَخصية العلمية الدعوية
  الإسلاميون .. وقرارات محمد مرسى
  قضيتنا .. ببساطة!
  وماذا عن حازم أبو اسماعيل؟
  من قلب المعركة .. في مواجهة الطاغوت
  بين الرّاية الإسلامية .. والرّاية العُمِّيّة
  أنقذونا من سعد الكتاتني ..! مُشكلتنا مع البَرلمان المصريّ .. وأغلبيته!
  البرلمان.. والبرلمانية المتخاذلة
  المُرشد والمُشير .. والسقوط في التحرير مجلس العسكر ومكتب الإرشاد .. يد واحدة
  الشرع أو الشيخ .. اختاروا يا شباب الأمة!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، محمود سلطان، الناصر الرقيق، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، بيلسان قيصر، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، عراق المطيري، محمد علي العقربي، سليمان أحمد أبو ستة، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، منجي باكير، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، أحمد النعيمي، أحمد ملحم، العادل السمعلي، أحمد الحباسي، إسراء أبو رمان، فتحي العابد، رضا الدبّابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، محمد الياسين، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، علي عبد العال، طارق خفاجي، تونسي، د. عبد الآله المالكي، محمد أحمد عزوز، د. طارق عبد الحليم، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، المولدي الفرجاني، د. صلاح عودة الله ، د - شاكر الحوكي ، صلاح المختار، المولدي اليوسفي، رافد العزاوي، محمد شمام ، د. أحمد محمد سليمان، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سيد السباعي، محمود طرشوبي، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، سامح لطف الله، صفاء العراقي، سعود السبعاني، سلام الشماع، فهمي شراب، حاتم الصولي، رافع القارصي، عبد العزيز كحيل، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم السليتي، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، علي الكاش، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، ياسين أحمد، عمر غازي، نادية سعد، عمار غيلوفي، حسن عثمان، مجدى داود، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، عواطف منصور، جاسم الرصيف، يحيي البوليني، مصطفي زهران، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، مراد قميزة، الهادي المثلوثي، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح الحريري، أحمد بوادي، أبو سمية، أنس الشابي، إياد محمود حسين ، عبد الله الفقير، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحي الزغل، د - المنجي الكعبي، د - صالح المازقي، د- هاني ابوالفتوح، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله زيدان، رمضان حينوني، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، طلال قسومي، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز