كنا قد ذطرنا أنّ الوضع القائم في مصر ستظهر نتيجته بعد ثلاثة أيام على الأكثر، وكما توقعنا، نهاية الإخوان أصبحت قلب قوسين أو أدنى. فقد أمهل العسكر الفريقين المتناحرين 48 ساعة لحل الأزمة وإلا استولى على السلطة. وهو الإنقلاب العسكريّ، وعودة حكم العسكر إلى سدة الحكم.
وليس لهذا الإنقلاب معنى إلا انتصار الشرك، وزوال حكم الإخوان، وإعلان مصر العلمانية.
حقيقة أنّ السيسي وضع الفريقين على مستوى واحد، معنى بيان السيسي أنّ الجيش يقف مع معارضي الحكم القائم بصراحة ووضوح ضد من أتت به ديموقراطيتهم. المفترض أنّ رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يصح بشكلٍ من الأشكال أن يخرج السيسي ليعطيه مهلة، سواسية مع الخارجين عليه، وكأنّ من هم رابعة العدوية ليسوا شعباً له مطالب!
هذا إنقلابٌ عسكريٌّ، وفرضٌ لوضعٍ سياسيٍ معينٍ بالقوة، ونبذ للديموقراطية المثصطنعة التي آمن بها الإخوان والسلفيون، وكفر بها العلمانيون الليبراليون المثليون الملحدون! وأية ديموقراطية، إلا ديموقراطية مصر، تخضع فيها الأغلبية المنتخبة لحكم الأقلية بقوة الجيش! عجيبٌ والله عجيب. لكن مصر هي بلد العجائب!
ونحن لا نبكى مرسى وصحبه، فإن هؤلاء قد وضعوا مصر في هذا الوضع الخطير. لكننا نرى أن انتصار العلمانية الفاجرة تحت قوة الجيش هو سحقٌ للإسلام ونبذٌ نهائيّ للشريعة، اعتلاء الكفرة الفجرة لسدة حكم مصر. هذا نتيجة ما قدمت أيدى الإخوان أجهل خلق الله بالسياسة وأساليب الحكم ومقتضياته.
والمبكي أنهم لا يزالون يدعون للتحاور والتفاهم وتحكيم المنطق، خيبكم الله، أنى توفكون. أيّ منطقٍ تدعون اليه يا خيابى الدنيا وعار الإسلام؟ لقد نجح الكفرة الفجرة في أنْ يحركوا الجيش في 72 ساعة لينزع عنكم سلطانكم، وأنتم وأتباعكم تدّعون الحكمة والحنكة والسلمية، لا بارك الله لكم في سلميتكم الخائبة.
على كلّ حال، الأمر الواقع اليوم يستدعى حراكاّ خاصاً، ندوّنه هنا شهادة للتاريخ، رغم أننا نعلم جيداً أنّ مخصيّي الإخوان والسلفيين لن يفعلوه.
الواجب الآن أن يخرج الشعب المسلم عن بكرة أبيه، يدافع عن إسلامه ضد السيسي والبرادعي، كليهما. وأن يردوا الكيد بالكيد والسلاح بالسلاح والعنف بالعنف، دون هوادة. وإن كنا على يقينٍ من أنه لن يخرج شبه رجل من الإخوان أو السلفيين للوقوف في وجه الكفر القادم. الزاحف.
السيناريو الذي نراه اليوم ينبؤ بمجزرة للإخوان والسلفيين، ولكل سُنيّ أو ملتحٍ أومُحجبة في مصر. الأمر لم يعد تطبيق الشريعة، فهي لن تطبق في بلد غالبه كفار أو معاونين لهم أومغرورين بهم. الأمر في أنّ معالم الإسلام الظاهر ستكون تهمة وبذاتها كما كانت في أظلم عصور القهر الناصريّ.
الإسلام في مصر اليوم على شفا جرفٍ، بعد أن نَسِىَ مُدَّعوه الله فنسيهم.
الوضع القائم يستدعى استراتيجية جديدة للدعوة، بعد أن يستولى الكفرة الفجرة على الحكم. استراتيجية لها فكرها وأدبياتها ومبادئها وأساليبها. وأول قواعدها أن ليس للإخوان محلّ في منظومتها، فهم سبب عارٍ وشنارٍ ومصدر ضعفٍ وانهيار.
ونظنّ أن قد آن الأوان لخطّ معالم تلك الإستراتيجية الجديدة، في مقالنا القادم إن شاء الله.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: