كتبت منذ يومين مقال بعنوان "اقتلوهم .. ولا تقتلوا أنفسكم" قلت فيه "أهل الباطل متمسكون بباطلهم، إذ يعلمون أنّ رقابهم على المحكّ. قيادات الجيوش الثلاثة، قيادات الأسلحة والمخابرات الحربية والحرس الجمهوري، كلها ضالعة في هذا الإنقلاب".
لم يمر يومان، حتى خرج الخَسيسيّ، يُعلن إنه لن يستسلم، وأنه سيتعمل القوة والسلاح في مواجهة الشعب المصريّ المسلم.
هذا ما توقعناه، أنّ السلاح هو الحلّ الأخير والوحيد في هذه المواجهة[1].
حاولت بعض القوى أن تُصوّر أنّ السّلمية يمكن أن تُنهى هذا الموقف الذي صنعته قوى الصليبية القبطية في مصر، بالتعاون مع العلمانية الملحدة، وقوى الشر العلمانيّ الخليجيّ المرتدّ، التي موّلت هذا الإنقلاب الخبيث. وقد رددنا مراراً أنّ سنن الله في الأرض لا تتحول ولا تتبدل، وأنّ سنن الثورات هي من سننه الكونية الثابتة. الثورات لا بالهتافات، بل تنتصر بالتضحية والدماء والشهداء،
وللحريةِ الحمراءِ بابٌ بكلِّ يدٍ مُضَرّجَة تُدَقُ
نعم، السّلمية قد تصلح بداية لفتح أبواب الثورة، وحشد جماهيرها، لكنها لا تُنْهِى ثورة، ولا تأتي بثمارها، هذا لا يكون في دنيانا هذه.
إنّ القتال مفروضٌ على كلِّ من أراد تغيير الباطل وإحقاق الحق "كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌۭ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكْرَهُوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ شَرٌّۭ لَّكُمْ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ". هذا ما تعلمناه من تاريخ العالم كله، ومن سيرة سيد الخلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد خرجت قوى الجاهلية، فرادى في الفترة المَكية، وجماعاتٍ في الحقبة المدنية، تقاتل المسلمين، وخرج المسلمون لقتالهم، سواءً رداً على عدوان، أو ابتداءً بجهاد. لكن الشاهد أن القتال بين الإسلام والكفر لا مفرّ منه، إن أراد أنصار السّلمية أن يفقهوا عن الله ورسوله. ويا ليت الأمر كان بهذه السهولة، إذا لمَا ظَلّ على وجه الأرض ظلمٌ ولا جهالة قال تعالى "وَكَأَيِّن مِّن نَّبِىٍّۢ قَـٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌۭ فَمَا وَهَنُوا۟ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا۟ وَمَا ٱسْتَكَانُوا۟ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّـٰبِرِينَ" آل عمران 164، "أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوٓا۟ أَن يَقُولُوٓا۟ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ" العنكبوت 2.
إنّ السيناريو المعدّ له يوم الجمعة معروف سلفاً. تخرج حشودً من القبط الصليبيين، مع بعض جهلة الشعب من المرتدين بجهل أو علمانية، مدعومين بقوات ميليشيات الكنيسة التي يسمونها البلاك بلوك، وأعداد من مجموعات "تمرد" الملاحدة، كلها مدجّجة بالسلاح، فتقتل في
· إننا ندعو الشعب المصريّ المسلم أن يحتشد احتشاداً مشهوداً يوم الجمعة الفارقة، فيخرج ثم لا يتفرق إلا منتصراً. اثبتوا في الميادين، سدوا الطرقات، اغلقوا المنافذ، الجمعة والسبت وبقية أيام الله حتى يومُ النصر بإذن الله.
· وندعو رجال وشباب الشعب المصريّ المسلم أن يحملوا ما يمكنهم أو يتاح لهم من وسائل الدفاع عن النفس، فلا يُقَتلون في أماكنهم بلا ديةٍ قتل الأنعام، فإنّ هذا مضادٌ لشرع الله سبحانه، بل وللفطرة الإنسانية ذاتها، بغضّ النظر عن دينها.
· ندعو الشعب المصريّ المسلم أن يَثْبُت وأن يتحمل التضحية والفداء، وليعلم الجمعُ أنّ الشهادة هي أجل ما يسعى له مسلمٌ.
وقد أراد ربنا ألا نكون في ساحة قتال اليوم ولكن أراد لما أن نكون من المحرضين كما أمر الله رسوله صلى االله عليه وسلم "فَقَـٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ۚ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًۭا وَأَشَدُّ تَنكِيلًۭا" عسى الله سبحانه أن يجعل ذلك منا عملاً مقبولاً.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: