الإخوان يريدون الشرعية .. والمسلمون يريدون الشرع ..والفرق كبيرٌ كبيرٌ، جدُّ كبير.
الإخوان، على لسان العريان بالأمس، يريدون أن تعود الأمور الى ما كانت عليه! يعود الرئيس رئيساً، ويعود مجلس الشورى مجلساً، وتعود مبادرة الإخوان قائمة، يُغَيّر العلمانيون ما يريدون في الدستور، يرفَعون الشريعة منه ويضعون الديموقراطية، طالما أنّ الإخوان في السلطة، فلا بأس. يقولون الجيش جيشنا، الشرطة شرطتنا، القضاء قضاؤنا، ويظل كلُّ فاسدٍ في مكانه، ويخرج محمد مرسى بالتسامح في حقه، "ويا دار ما دخلك شرّ"، كما يقال!
ثورة الإخوان ثورة ضدّ إنقلابٍ عسكريّ، لا أكثر ولا أقلّ. ثورة ينتصر فيها الإخوان للديموقراطية البرادعية التي كفر بها البرادعيّ نفسه. لم يأت على لسان إخوانيّ كلمة عن شرع الله والعودة اليه، بل كلها في نصر الديمقراطية لا غير.
أما الثورة الحقيقية، فهي ثورة إسلام ضد كفر، دين ضد علمانية، مسلمون ضد كفار، شرفاء ضد فساق. ثورتنا لا تعتبر ديموقراطية وغيرها، بل الشرع الشرع لا غيره.
الثورة الإسلامية تقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعله ببني قريظة، حين خانوه، والخيانة هي الخيانة، من حُييّ بن أخطب جاءت أم من السيسي. وتسير على سنن الله الكونية في الثورات، من البطش بالخونة وتبديل القيادات واستبدال المؤسسات.
أعْجَب، ويعجب العاقلون معي، ألم يستوعب الإخوان الدرس بعد؟ ألم يروا ما أتت به لهم الديموقراطية، وما جَرّه لهم، وللأمة كلها، خلق التذلل والتخنّع والضعف وأسلوب المشاركة لا المغالبة؟! أعجب والله ماذا يريدون من آيات الله أكثر مما كان ليستفيقوا للحق؟!
إن التنازل عن حق الله، وحق الشهداء مقابل أن يعود محمد مرسى، لهو خيانة أعظم عند الله من خيانة السيسي.
إن قيادة الإخوان، والعريان على رأسها اليوم، لا تزال كما كانت، تنادى بإحياء مبادرة مرسى، التي تنص على تعديل الدستور، والمصالحة الوطنية (لا أدرى والله ماذا تعنى هذه المصالحة بعدما نكلوا برئيسكم!)، والمشاركة لا المغالبة. وقد استمعت اليوم لحوار العريان مع أحد الصحفيين على منصة رابعة العدوية، فذكر هذا الإجرام كفاحاً! قلت في نفسي، الرجل قد ذهبت بعقله كلمات سيده الصوفي ابن عطاء الله السكندريّ "واللي كان كان"! لا يزال يتمسك بمبادرة المصالحة! عجبي، وفيم إذن كلُّ هذا العناء؟ لإخراج محمد مرسى؟ أم لتولية العريان لجنة في البرلمان الشركيّ المُخلّط؟ لا والله لا تساوى هذه النتيجة ما دفع فيها مسلموا مصر إذن.
إنّنا نحذر الإخوان من اليوم، إمّا أن تتخذوا سبيل الله الذي تَكشّف للناس في الأيام السابقة، وتتوقفوا عن الخديعة واللعب بالسياسة التي أنتم أجهل الناس بها طرّاً، وتتبعوا قول أهل العلم والقوة والفهم والحسم، أو سنكون عليكم جَمّاً، ولكم غمة، وسنفضح أغراضكم، ونُبيّن عَطَل أهدافكم وفَساد سياساتكم التي جرّت على البلاد الويلات.
استمسكوا بما دبّر الله لكم من خيرٍ، إذ محّص القلوب وميّز الصفوف، فرمتنا الأحزاب بقوسٍ احدة، فتمايز المعسكران بأشد ما يمكن أن يتمايزا، فلا تخلطوهما مرة أخرى. هم لا يريدون مشاركتكم، فلا تستبدلوا كفراً بإسلام، وباطلاً بحق، وذلاً بعز.
هذا إعذارٌ وإنذار.
ونحن، إلى أن يتبيّن تلوّنكم، في صفكم ما دامت كلمة الله هي الوحيدة المرفوعة، وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم هي الوحيدة المتبوعة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: