البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قضيتنا .. ببساطة!

كاتب المقال د. طارق عبد الحليم   
 المشاهدات: 5109



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى لا نتوه في خضم تلك التطورات اليومية التي صارت تَعجّ بها الساحة السياسية المصرية، وجعلتها تبدو وكأنها حَلبة صراع قانونيّ سقيمٍ بارد، بين مَجلسٍ يُقال، ومجلس يَعود، وقرار يَصدُر وقرار يُرَدّ، ورئيس يُمَجّد ورئيس يُسَبّ! فإننا نعود مرة أخرى لبيان قضيتنا، التي نحيا ونموت من أجلها، بكل بساطة.

قضيتنا هي قضية دين، تقوم عليه دنيا. قضيتنا هي قضية أرض سَادها هذا الدين قروناً، ثم خانه أهلها فسَمحوا بضياعه والحيدة عنه، ففقدوا حريتهم وكرامتهم وثروتهم وهويتهم.
قضيتنا هي توحيد الله الذي تعبّدنا به، وألزمنا بنشره وبيانه، والسعي لإقامته، وكتب علينا الجهاد في سبيله، والموت دونه.

قضيتنا هي هذه الطُغمة البَائرة الكَافرة، التي تَستخفي بكُفرها وراء اسم العِلمانية تارة، والليبرالية تارة، وتستهين بدين الأمة علناً، فتنحيه بالتواطئ مع منافقى الأمة من المُتأخونين، والمُتأزهرين، ومع استسلام المُتسلّفين.
قضيتنا هي الذلة والمهانة وبذل الكرامة والرضى بالدون والعيش في الهون، الذي فَرضته علينا من تسمى أنفسها بالقوى الإسلامية، فرضت بأن تستَحمِرها تلك المحاكم المُرتشية الملعونة، ثم إذا هي تُعلن أنها تَرضى بحُكم القضاء وتحترمه! لا والله بل هذه المؤسسة الرئاسيّة إن هي إلا خَرْجُ العار والإنبطاح الإخواني المعهود.

قضيتنا هي تلك المنظومة الكفرية التي تبدأ من العسكر الغاصب، إلى القضاء العميل المرتشى، إلى الإعلام العلمانيّ الفاسق، إلى المجالس واللجان الملحدة القائمة على وضع دستور مصر، إلى موسسة الأزهر الكهنوتية الصوفية، التي يقوم عليها ملاحدة يؤمنون بوحدة الوجود، اسمها الأزهر، إلى الأحزاب التى رضيت بأن تعمل داخل هذه المنظومة تفادياً للصدام، جبناً وهلعاً، وكراهةً في الموت، وحباً في الدنيا. كفرٌ في نفاقٍ في ردةٍ، لا يعلم أولها من آخرها إلا الله سبحانه.

قضيتنا هي أننا نعيش في ظلّ هذا الفسوق العارم عن دين الله، الذي لا يضاهيه إلا فسوق إبليس، نرى بأعيننا التزييف والتحريف والإستبدال، والتأويل والزندقة، كلّ يوم، كل ساعة، نرى آيات الله يُستهان بها، وتنحى عن الحياة، ولا نستطيع أن نرفع بالحق رأساً، وإلا رمينا بالخروج، وبالتكفير، وبعدم الوطنية، وبمعاداة الديمقراطية، وبالتخلف، والطائفية، وكلّ بلاءٍ في الأرض، ليس لشئ إلا أن نقول ربُنا الله، هو الذى خلق وهو الذي أمر، لا أمر إلا أمره ولا طاعة إلا له.

قضيتنا هي تلك المؤسسة الكهنوتية التي أوكلوا اليها تفسير دين الله، يجلس على رأسها صوفيّ ملحد في دين الله، عميل مرتشٍ، كبير فقهاء السلطان، لا ذمة له ولا ضمير، يسانده مفتٍ أكفر منه ديناً وأسوأ أخلاقاً وأسلط لساناً، وأجرأ على دين الله من الصليبيين والصهاينة. يوكلون تفسير دين الله لهؤلاء البشر الناقصين، ليسمحوا للعلمانية والليبرالية والتحرر المطلق الفاسق أن يسود البلاد.

قضيتنا هي تلك السلطة الفاجرة التي هي القضاء، والمؤسسة الكفرية التي يسمونها المحكمة الدستورية، والتي هى بؤرة الكفر والفساد في مصر، وأداة العسكر في تخريب البلاد، وهي المؤسسة التي تكرس الكفر الدستوريّ وتتلاعب بالقوانين الوضعية في وقتٍ واحد. ولا حلّ إلا بإزاحتها من مكانها الي تتوارى فيه خلف ذلك البرود الزائف والحديث العفن عن هيبة القضاء، وكأن هيبة القضاء أعلى من هيبة كتاب الله، لعنة الله عليهم من مرتدين.

قضيتنا هي تلك الآلة الإعلامية الشركية المجرمة التي تعمل ليل نهار لتزييف الحقائق، وترويج الأكاذيب، جهاراً نهاراً، فتسحر عيون الناس وتقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، وتعبث بعقول العامة، وتتركهم في حيرة من أمر دنياهم وأمر دينهم.
قضيتنا هي العبث الشرعيّ الذي وقعت فيه البلاد، فأصبحت مضحكة في السياسة، وقضت على كلّ أملٍ في التقدم الإقتصادي والعدل الإجتماعيّ، والرقيّ الأخلاقيّ، إذ إن كلّ هذا مرتبطٌ إرتباك السبب بالنتيجة من الحياة بالمنظومة الإلهية التي هي الكتاب والسنة. فلا يمكن تحقيق عدل حقيقيّ، أو مساواة، أو رقيّ خلقٍ، أو تقدم حضاريّ بعامة، دون هذه المنظومة المتكاملة، دون انتقاصٍ منها أو بتر في أحكامها.

قضيتنا هي ذلك الجَهل المُظلم الي طبّق أرجاء مصر، في كل مجالٍ، شرعيّ ووضعيّ، والذي تفاقم آلاف المرات في العقود الثلاثة السابقة، وفرّغ عقول الجمهور من القدرة على رؤية الحق وصحة التوجه اليه، وتركهم زائغين عن هدفهم الذي يعيشون تحت لوائه، لواء لا إله إلا الله، فإن جاعوا خرجوا، وإن حَنّوا إلى دينهم موّهوا عليهم بعبارات هي والعدم سواء، بل أقنعوهم أن كفر الديموقراطية هو الإيمان، وأن الرجوع للكتاب والسنة هو التخلف، فأكفروهم من حَيث لا يشعرون.
قضيتنا هي الدعوة إلى دين الله سبحانه الحق، والصبر عليها، وتحريرها من البدع والغلو، وحراستها من التفريط والإفراط، والسير بها بين الناس، دون كلل أو ملل، حتى يحكم الله بيننا وبين الباطل بالحق. فإن هؤلاء البشر المخدوعين هم أهلنا وأصحابنا، ونحن متعبدون بهذه الدعوة ما تردد في صدورنا نفسٌ.
هذه هي قضيتنا .. بكل بساطة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإنتخابات الرئاسية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-07-2012   www.almaqreze.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  دراسة مقارنة للحركة الجهادية والانقلاب بين مصر والشام والجزائر
  لماذا خسر المسلمون العالم؟
  6 أكتوبر .. وما بعده!
  دين السلمية .. وشروط النصر
  اللهم قد بَلَغَت القلوب الحناجر ..!
  أشعلوها حرباً ضد الكفر المصريّ.. أو موتوا بلا جدوى
  يا شباب مصر .. حان وقت العمليات الجهادية
  يا مسلمي مصر .. احذروا مكر حسان
  العقلية الإسلامية .. وما بعد المرحلة الحالية!
  الجمعة الفاصلة .. فليفرَح شُهداء الغد..
  "ومكروا ومكر الله.." في جمعة النصر
  ثورةُ إسلامٍ .. لا ثورة إخوان!
  بل الدم الدم والهدم الهدم ..
  جاء يوم الحرب والجهاد .. فحيهلا..
  الإنقلاب العسكريّ .. ذوقوا ما جنت أيديكم!
  حتى إذا جاؤوها .. فُتِحَتْ لهم أبوابُ أحزَابها!
  سبّ الرسول صلى الله علي وسلم .. كلّ إناءٍ بما فيه ينضح
  كلمة في التعدّد .. أملُ الرجال وألم النساء
  ظاهرة القَلق .. في الوّعيّ الإنسانيّ
  نقد محمد مرسى .. بين الإسلامية والعلمانية
  مراحل النّضج في الشَخصية العلمية الدعوية
  الإسلاميون .. وقرارات محمد مرسى
  قضيتنا .. ببساطة!
  وماذا عن حازم أبو اسماعيل؟
  من قلب المعركة .. في مواجهة الطاغوت
  بين الرّاية الإسلامية .. والرّاية العُمِّيّة
  أنقذونا من سعد الكتاتني ..! مُشكلتنا مع البَرلمان المصريّ .. وأغلبيته!
  البرلمان.. والبرلمانية المتخاذلة
  المُرشد والمُشير .. والسقوط في التحرير مجلس العسكر ومكتب الإرشاد .. يد واحدة
  الشرع أو الشيخ .. اختاروا يا شباب الأمة!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محرر "بوابتي"، إيمى الأشقر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، الهيثم زعفان، إياد محمود حسين ، محمود فاروق سيد شعبان، علي عبد العال، د - مصطفى فهمي، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد بشير، حسن عثمان، ماهر عدنان قنديل، عبد الله زيدان، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافد العزاوي، رضا الدبّابي، منجي باكير، المولدي الفرجاني، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، كريم فارق، الهادي المثلوثي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العراقي، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، نادية سعد، مصطفى منيغ، أحمد الحباسي، فتحي الزغل، رشيد السيد أحمد، تونسي، صالح النعامي ، د. أحمد محمد سليمان، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، مجدى داود، سامح لطف الله، د. عبد الآله المالكي، د. طارق عبد الحليم، محمد العيادي، د- محمود علي عريقات، صفاء العربي، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، عبد العزيز كحيل، د. صلاح عودة الله ، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، العادل السمعلي، ياسين أحمد، د - شاكر الحوكي ، أحمد ملحم، عبد الغني مزوز، فهمي شراب، د - محمد بنيعيش، رمضان حينوني، حاتم الصولي، محمود سلطان، سلوى المغربي، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، صلاح المختار، حميدة الطيلوش، عواطف منصور، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سعود السبعاني، صلاح الحريري، أنس الشابي، فتحـي قاره بيبـان، صباح الموسوي ، فتحي العابد، أشرف إبراهيم حجاج، د- جابر قميحة، سليمان أحمد أبو ستة، مراد قميزة، عزيز العرباوي، أحمد النعيمي، جاسم الرصيف، محمد الياسين، يحيي البوليني، المولدي اليوسفي، سلام الشماع، محمد علي العقربي، د - صالح المازقي، د. خالد الطراولي ، محمد أحمد عزوز، أحمد بوادي، علي الكاش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سفيان عبد الكافي، بيلسان قيصر، عبد الله الفقير، محمد يحي، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، مصطفي زهران، محمد شمام ، وائل بنجدو، خالد الجاف ، طلال قسومي، طارق خفاجي، الناصر الرقيق، د - عادل رضا،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة