البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

البرلمان.. والبرلمانية المتخاذلة

كاتب المقال د. طارق عبد الحليم   
 المشاهدات: 5771



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المحور الأساسيّ الذي ستدور حوله رحى السياسة المصرية في المستقبل القريب، هو ما تَرسمه لها السياسة الإخوانية والتصور الإخوانيّ، الذي أصبح، فجأة وبدون مقدمات، ظهيراً للعسكر، وداعماً للنظام، بما فيه الداخلية وأجهزة الأمن، بعد أن شَرّدوا بهم، واعتقلوهم وأهانوهم سنين عدداً، لكن، قاتل الله المنصب، ذاعت كلّ هذه الأفعال، وضاع معها حق الشهداء، وضاعت معها حقوق الشعب كله، بعد أن تمت صفقة هؤلاء مع العَسكر، والتي شواهدها أكثر من أن تكون محل تساؤلٍ أو تمحيص.
السياسة الإخوانية، تقوم على أساس أنّ الهوية الإسلامية للدولة المصرية تنحصر في حقيقة أنّ الأغلبية مُسلمة، لكنها لا تتعدى إلى حق التشريع، الذي تُرك مَشاعاً بين كافة المَذاهب والطَوائف، والمَصادر والمَرجِعيات. كذلك في محاولة فرض الرؤية الإخوانية، بكل ما فيها من سلبيات عديدة، على السياسة المصرية، في كافة مجالات التطبيق، سواءً الإقتصادية أو الإجتماعية أو الإعلامية. وبإختصار "أخونة" النظام المصريّ.

وفي سبيل هذا الهدف، الذي تحقق منه معظمه، في حسابات المكسب والخسارة الإخوانية، يفعل الإخوان ما يتبدى لهم لإكمال هذه المسيرة، دون مراعاة لشرع ولا وضع ولا حقٍ لقتيلٍ ولا دية لمصاب، ولا كرامة لمواطن. بل هم يخطّطون للحفاظ على الداخلية قائمة، وهم يعلمون أنه لن يتم تطهيرها، ولا إعادة هيكلتها كما يقال. وهم يسارعون بطلب التصويت على قرار السماح للداخلية بقتل الثوار، قبل أن يصدروا قراراً بشأن ما حدث من مجازر في نوفمبر وديسمبر، وفي يناير مؤخراً. بل لم يتقدم أحد منهم بطلب إقالة النائب العام العميل، لضمان نزاهة النيابة وكفاية أدلتها.

إن هؤلاء قد فقدوالقدرة على الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وإنه من المعلوم في علم الأصول، وفي منطق العقل الراشد، أنّ النظر مآلات الأقوال والأفعال، تتساوى في أهميتها مع إعتبار مقاصدها ونياتها. إي إنه لا يكفى أن نصحح عملا بصحة نية فاعله، قبل أن ننظر في مآل قوله وما يؤدى اليه، فمآله جزء لا يتجزأ من صحته أو بطلانه. وانظر يا رعاك الله، إلى قول هؤلاء السلفيين المرضى بداء الحرفية في الفهم، مآل ما يتقولون به على سنة الحبيب المصطفى، إمام العدل وقاهر الطغاة والجبارين، حيث قد أل اليه تأويلهم بما لا يفهمون من سنته أن وقفوا في صفّ قتلة الداخلية، وطغاة العسكر! أولئك الذين قتلوا وسرقوا ونهبوا وسحلوا، وحكموا بحكم الجاهلية، عنوة وكفاحاً، ليس إلا لأنهم جالسون على كرسى الحكم. أرأيت، يا رعاك الله، بعد ما يفعلون عن دين الله. والأمرّ أنهم ينسبونه لدين الله سبحانه! لا والله إن دين الله وسنة رسوله منهم براء. هذا الذي يفعلون لا يليق ولا بدين البوذية، بل إن البوذية قد وقفت لطُغاتها مؤخراً كما حدث في ميدان تيانانمن عام 1989.
هذان الفريقان، هما ما ابتلانا الله به، بعد أن ظننا أن عصر الطغاة قد ولى وأدبر. فريقٌ امتهن سياسة الخِداع والتّلاعب والتآمر والصفقات، وحسبوا أنهم يَخدعون الله سبحانه "وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون"البقرة. وفريقٌ ذهب مذهب الصوفية، وإن ادّعوا السّلفية، حين أسلموا عقولهم لمَشايخ، ممن ابتدع قولاً أدى إلى نصرة القتلة والمجرمين والطغاة، دون سندٍ من شرعٍ أو أثَارة من عَقل. ولو افترضنا أنّ هؤلاء الطّغاة الكافرين بشرع الله، فسقة عاصون، فهل يعنى هذا تأييدهم والدفاع عنه؟ في أي دينٍ هذا؟ خاصة دين الإسلام، الذى أعلى الكرامة والعزة، ورفض العبودية والذلة والخنوع.

الكارثة الكبرى التي حدثت في سياق إضاعة الثورة وإحباطها، والتي خَطّط لها العسكر، واستخدم فيها الداخلية وأمن الدولة كأداة للسيطرة، هي هذا البرلمان الذى يُستَخدم كأداةٍ لتطويع الشعب الثائر، وتخديره، بصورة برلمانية لا حقيقة لها. البرلمان لا قوة له ولا فاعلية، ولا صَلاحية، وهذا أمرٌ معروف مُعترَفٌ به. ثمّ إنّ هؤلاء النواب، لا يتحدثون عن هذا الشَلل الذي وُلد البرلمان مصاباً به. بل هم فرحون بحضور وزير الداخلية، ويردّدون أنها المرة الأولى التي يمثل فيها وزير داخلية أمام البرلمان منذ عقوداً عديدة! وكأن هذا هو منتهى أمل النواب الكرام. ما شاء الله عليكم وعلى مكاسبكم!

والله، إنه لمن دواعى العار أن يكون نواب العلمانية من الكتلة المصرية وغيرها، هم من أنطقهم الله بالحق، وغيبه عن أولئك الذين يدعون الإسلام، ويتحدثون باسمه، ويخدعون الشعب بشعاره. العلمانيون يقفون موقفاً مشرفاً، ويعتصمون لحفظ حقوق الأبرياء، بينما الكتاتني الإخوانيّ يمنعهم من الدخول للمجلس يعتصموا فيه! أي عارٍ عليهم هذا، وأنت ترى الواحد منهم إما يتزين بلحية أكثر من تسعة بوصات، ثم إذا به يتحدث فيقطر كلامه غثاءً من نوع نصرة الداخلية والولاء للعسكر، أو تجده حليقاً نظيفاً قد لمّع وجهه من شدة حكّ الموسى عليه، ثم يتحدث بنفس الحديث، لا يستحى أن يطلق علي نفسه إسلاميّ!

لكن لله جنود لا يزالون، لا تأخذهم في الله لومة لائم، لا يضرّهم من رماهم بالشدة أو القسوة أو التطرف، من منتسبى التيار الإسلاميّ، منهم المهزومين داخلياً، ومنهم من لا تزال بصمة الإخوان مطبوعة عليهم منذ أن انتموا إلى هذا التيار البدعى يوماً. ففتش عن ماضى أحدهم، تعرف لماذا يتفوه بما يتفوه.

إن هؤلاء النواب، من الإخوان والسلفيين، هم الأخطر على الدولة المصرية، وعلى كرامة مواطنيها، وعلى دينها الصحيح، إذ هم الآن أدوات القمع الخفية التي يستخدمها العسكرى لضمان استمراره في السيطرة من وراء الستار، وللحفاظ على الدولة البوليسية التى عانت منها مصر عقوداً، وما على النواب من هذا كله، فهم بالفعل أعضاء في البرلمان، و"خليهم يتسلوا"!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإنتخابات، الإسلاميون، السلفية، الإخوان المسلمون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-02-2012   www.almaqreze.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  دراسة مقارنة للحركة الجهادية والانقلاب بين مصر والشام والجزائر
  لماذا خسر المسلمون العالم؟
  6 أكتوبر .. وما بعده!
  دين السلمية .. وشروط النصر
  اللهم قد بَلَغَت القلوب الحناجر ..!
  أشعلوها حرباً ضد الكفر المصريّ.. أو موتوا بلا جدوى
  يا شباب مصر .. حان وقت العمليات الجهادية
  يا مسلمي مصر .. احذروا مكر حسان
  العقلية الإسلامية .. وما بعد المرحلة الحالية!
  الجمعة الفاصلة .. فليفرَح شُهداء الغد..
  "ومكروا ومكر الله.." في جمعة النصر
  ثورةُ إسلامٍ .. لا ثورة إخوان!
  بل الدم الدم والهدم الهدم ..
  جاء يوم الحرب والجهاد .. فحيهلا..
  الإنقلاب العسكريّ .. ذوقوا ما جنت أيديكم!
  حتى إذا جاؤوها .. فُتِحَتْ لهم أبوابُ أحزَابها!
  سبّ الرسول صلى الله علي وسلم .. كلّ إناءٍ بما فيه ينضح
  كلمة في التعدّد .. أملُ الرجال وألم النساء
  ظاهرة القَلق .. في الوّعيّ الإنسانيّ
  نقد محمد مرسى .. بين الإسلامية والعلمانية
  مراحل النّضج في الشَخصية العلمية الدعوية
  الإسلاميون .. وقرارات محمد مرسى
  قضيتنا .. ببساطة!
  وماذا عن حازم أبو اسماعيل؟
  من قلب المعركة .. في مواجهة الطاغوت
  بين الرّاية الإسلامية .. والرّاية العُمِّيّة
  أنقذونا من سعد الكتاتني ..! مُشكلتنا مع البَرلمان المصريّ .. وأغلبيته!
  البرلمان.. والبرلمانية المتخاذلة
  المُرشد والمُشير .. والسقوط في التحرير مجلس العسكر ومكتب الإرشاد .. يد واحدة
  الشرع أو الشيخ .. اختاروا يا شباب الأمة!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ياسين أحمد، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، رافد العزاوي، صباح الموسوي ، د. عبد الآله المالكي، د - عادل رضا، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، نادية سعد، محمد يحي، حسن عثمان، سلام الشماع، طلال قسومي، فتحي الزغل، د- جابر قميحة، الناصر الرقيق، كريم السليتي، محمد العيادي، صفاء العراقي، كريم فارق، د- محمود علي عريقات، محمد أحمد عزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، رضا الدبّابي، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، علي الكاش، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، أبو سمية، مصطفي زهران، جاسم الرصيف، عواطف منصور، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، د - محمد بنيعيش، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، عبد الغني مزوز، فهمي شراب، يحيي البوليني، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي اليوسفي، صلاح الحريري، سفيان عبد الكافي، الهيثم زعفان، أنس الشابي، صالح النعامي ، ضحى عبد الرحمن، عراق المطيري، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، محمد الطرابلسي، بيلسان قيصر، د. أحمد محمد سليمان، عبد العزيز كحيل، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن الطرابلسي، حاتم الصولي، د - صالح المازقي، يزيد بن الحسين، محمد شمام ، محمود سلطان، طارق خفاجي، عمر غازي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سيد السباعي، المولدي الفرجاني، منجي باكير، د. طارق عبد الحليم، سامر أبو رمان ، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، صفاء العربي، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، فوزي مسعود ، عمار غيلوفي، إسراء أبو رمان، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، مراد قميزة، فتحي العابد، د.محمد فتحي عبد العال، خالد الجاف ، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، تونسي، محمد علي العقربي، عزيز العرباوي، رافع القارصي، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، د - مصطفى فهمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، د - المنجي الكعبي، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد عمر غرس الله،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة