البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اللهم قد بَلَغَت القلوب الحناجر ..!

كاتب المقال  د. طارق عبد الحليم   
 المشاهدات: 5540



أي والله، قد بلغت القلوب الحناجر في هذه الطامة التي يعيشها أهل الإسلام في أيامنا هذا. فقد اشتدّت سطوة هذه الطُغمة وطغت وبغت واعتدت. قتلت الأبرياء والأطفال والنساء، وحرقت الجثث وحاصرت المساجد وحرقتها، وأغلقتها في وجه المصلين، وغلّقت مدارس الدعوة واعتقلت طواقمها، واعتقلت المسلمين من الإخوان، وغير الإخوان، أطباء وعمداء واستشاريونومهندسين ومهنيين ودعاة.

طالت أيدي الكُفر الفَاجر كلّ من له صلة بدين الله، وفَجَرَت في الخصومة فاستهدفت أبناء وبنات الدعاة خاصة، وضَربت قادة الإخوان وأهانتهم، دون رحمةٍ ولا ضمير.

لم يعد هناك أطراف للحوار، فإن الطرف المُلحد قد أنهى بشكلٍ تامٍ وجود الطرف المسلم الذي يمكن أن يدير حواراً، رغم أننا نرفض أيّ حوارٍ، إذ لا فائدة من التحاور مع حيوانات آدمية، خارجة لا عن دين الله فقط، بل عن كافة القيم الإنسانية الفطرية، التي لا يكون الكائن آدمياً إلا بها.

إن الحيل التي يستخدمها الملأ من الكفار في كل زمان واحدة لا تتبدل، وهي التضليل والإرهاب "سَحَرُوٓا۟ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ"الأعراف116، الإعلام يضلل ويسحر أعين الناس، بالكذب والتزييف، والعَسكر يرهب بالقتل والسحل والإعتقال. أصبح الرعب هو السائد العام بين أبناء مصر المسلمين، حتى من مجرد سماع القرآن!

قسّم الكفار شعب مصر إلى ثلاثة طوائف، طائفة الأسياد، وهم العسكر والشرطة والقضاة المرتشون وعهرة الإعلام، وطائفة من الشعب، خّدّامٌ طائعون راضون، يعيشون على فتات الأسياد، وهم طبقة القاعدين الصامتين أو المطبّلين المُزمّرين، ثم طبقة المسلمين، وهؤلاء لهم حيلة الإرهاب والقتل بلا هوادة والإعتقال ومصادرة الأموال، وتخريب البيوت.

فياللعجب لتلك الدولة التي يسعى المشركون لإقامتها في مصر اليوم! الأمر ليس أنها دولة بوليسية أو علمانية، الأمر إنها دولة استعباد بكل معاني الإستعباد.

هؤلاء الأنجاس لن يُثنيهم عن عزمهم أمر، ولن يتوقفوا عن سياسة الإرهاب والتضليل لحظة، ولن تؤثر على مسارهم مظاهرات أو اعتصامات. وهم بالفعل قد نجحوا في تفريق ومنع أي اعتصامٍ جديد، وفي الطريق للإجهاز على ما تبقى من زخم المظاهرات، حتى تَصْفوا لهم مصر، يرتعون فيها بفسقهم وكفرهم ما يشاؤون إلى أن يشاء الله.

قد وصلنا يا ربنا إلى حيث وصفت "إِذْ جَآءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلْأَبْصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ﴿10﴾ هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا۟ زِلْزَالًۭا شَدِيدًۭا" الأحزاب 11. فالمسلمون لم يعد لهم أرض أو وطن أو عنوان، أو ملجأ أو مغارات يحتمون فيها من الهلاك الزاحف عليهم بلا رحمة.

لاشك أننا اليوم في وقت الزلزلة. إذ عجزت الوسيلة وانقَضَت الحيلة، ولم يعد أمامنا إلا الدعاء، والجهر به، إذ لا مخرج نراه في عالم الأسباب قائماً.

وفي مثل هذه المواقف، يأتي نصر الله من فوق سبع سموات، لقوم يستحقون النصر من فوق سبع سموات. فالسؤال اليوم، هل نحن هؤلاء القوم؟ هل بلغنا درجة الإستحقاق التي بلغتها الصحابة في ذلك الموقف العصيب في غزوة الأحزاب؟

إن رصيد الإيمان والعمل اليوم هو الذي يحاج عن المومنين لتتنزل عليهم قوة من السماء تأخذ عدوهم أخذ عزيز مقتدر.

لقد دافعت الغالبية، بوازع من الإخوان، عن الشرعية الدستورية الشركية وعن عودة مرسى، ثم لمّا بدأت تظهر بوادر الهزيمة، واستحرّ القتل في الناس، ظنوا أن لا ملجأ من الله إلا اليه، فتحولت النداءات، بوازع من الضمير الإسلاميّ الكامن، إلى الدفاع عن الإسلام وعن الشريعة.

العقيدة ليست صافية إلى هذه اللحظة. والإخوان لا يزالون في خَطَلِهم العَقدي يتحدثون عن إخوتهم في الإسلام لهؤلاء الكفرة الفجرة، وأنهم "إخواننا بغوا علينا"، وضربوا بالتوحيد ومفهومه عرض الحائط. فقل لي بالله عليك كيف تتنزل قوة من السماء بنصر الله على قوم هذا موقفهم وهذه عقيدتهم؟

إن نصر الله غالٍ عزيز. وهذه الثورة لم تدفع فاتورتها كاملة بعد. انظر إلى الثورة الأمريكية، قُتل فيها 50 ألف نسمة، وقت أن كان تعداد الولايات المتحدة 2.5 مليون نسمة، أي بمعدل 2.5% من تعدادها. فإذا قارنّاه اليوم وجدنا أنّ فاتورة مصر تصل إلى2.25 مليون شهيد لتصل إلى ما وصلت اليه أمريكا من تحرر.

فإما أن تتحرك الأمة، دون خزعبلات السلميّة وترهات الإخوان العقدية المُخَنَّثة، لتستعيد حقوقها، أو أن تخضع لعملية استئصال جماعيّ لا يبقى ولا يذر.

اللهم عليك بهؤلاء الكفرة الفجرة. اللهم أحصهم عددا وأقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون، الفلول، حركة تمرد، الفريق السيسي، رابعة العدوية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-08-2013   www.almaqreze.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  دراسة مقارنة للحركة الجهادية والانقلاب بين مصر والشام والجزائر
  لماذا خسر المسلمون العالم؟
  6 أكتوبر .. وما بعده!
  دين السلمية .. وشروط النصر
  اللهم قد بَلَغَت القلوب الحناجر ..!
  أشعلوها حرباً ضد الكفر المصريّ.. أو موتوا بلا جدوى
  يا شباب مصر .. حان وقت العمليات الجهادية
  يا مسلمي مصر .. احذروا مكر حسان
  العقلية الإسلامية .. وما بعد المرحلة الحالية!
  الجمعة الفاصلة .. فليفرَح شُهداء الغد..
  "ومكروا ومكر الله.." في جمعة النصر
  ثورةُ إسلامٍ .. لا ثورة إخوان!
  بل الدم الدم والهدم الهدم ..
  جاء يوم الحرب والجهاد .. فحيهلا..
  الإنقلاب العسكريّ .. ذوقوا ما جنت أيديكم!
  حتى إذا جاؤوها .. فُتِحَتْ لهم أبوابُ أحزَابها!
  سبّ الرسول صلى الله علي وسلم .. كلّ إناءٍ بما فيه ينضح
  كلمة في التعدّد .. أملُ الرجال وألم النساء
  ظاهرة القَلق .. في الوّعيّ الإنسانيّ
  نقد محمد مرسى .. بين الإسلامية والعلمانية
  مراحل النّضج في الشَخصية العلمية الدعوية
  الإسلاميون .. وقرارات محمد مرسى
  قضيتنا .. ببساطة!
  وماذا عن حازم أبو اسماعيل؟
  من قلب المعركة .. في مواجهة الطاغوت
  بين الرّاية الإسلامية .. والرّاية العُمِّيّة
  أنقذونا من سعد الكتاتني ..! مُشكلتنا مع البَرلمان المصريّ .. وأغلبيته!
  البرلمان.. والبرلمانية المتخاذلة
  المُرشد والمُشير .. والسقوط في التحرير مجلس العسكر ومكتب الإرشاد .. يد واحدة
  الشرع أو الشيخ .. اختاروا يا شباب الأمة!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمد رحال، د- جابر قميحة، نادية سعد، ياسين أحمد، عراق المطيري، العادل السمعلي، الهيثم زعفان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفي زهران، طارق خفاجي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، محمد يحي، محمد الياسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إياد محمود حسين ، إيمى الأشقر، د - المنجي الكعبي، مصطفى منيغ، محمد علي العقربي، سيد السباعي، سامح لطف الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، علي الكاش، محرر "بوابتي"، جاسم الرصيف، د. طارق عبد الحليم، صالح النعامي ، رافد العزاوي، محمود فاروق سيد شعبان، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، الناصر الرقيق، محمود سلطان، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، علي عبد العال، بيلسان قيصر، د - الضاوي خوالدية، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، أ.د. مصطفى رجب، أنس الشابي، كريم السليتي، مجدى داود، فتحي العابد، د. صلاح عودة الله ، د - صالح المازقي، صلاح المختار، كريم فارق، د - محمد بن موسى الشريف ، طلال قسومي، حسن الطرابلسي، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، د.محمد فتحي عبد العال، محمود طرشوبي، فهمي شراب، عبد العزيز كحيل، أحمد ملحم، د - عادل رضا، سعود السبعاني، محمد أحمد عزوز، محمد الطرابلسي، عزيز العرباوي، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، يحيي البوليني، المولدي اليوسفي، أحمد الحباسي، د- محمود علي عريقات، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، أبو سمية، خالد الجاف ، محمد شمام ، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي الزغل، أحمد بوادي، يزيد بن الحسين، عمر غازي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، المولدي الفرجاني، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العربي، صفاء العراقي، محمد اسعد بيوض التميمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، حسن عثمان، أحمد النعيمي، حميدة الطيلوش، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، عواطف منصور، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد عمر غرس الله، تونسي، سلوى المغربي، رضا الدبّابي، فوزي مسعود ، وائل بنجدو، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة