وسبحان الله العظيم، الذى أرانا تأويل آياته، وجعل كفار الصليبيين هم من تظهر آياته فيهم، فإذا هم يخرجون حقدهم المسموم وغلّهم المأفون، مصداقاً لقول الله تعالي "أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَـٰنَهُمْ" محمد 29. سبحان الله الذي ذكر كشف أضغانهم وحقدهم في سورة "محمد" على وجه الخصوص! إنها والله لمعجزة وحدها، لو سمعوا أو عقلوا. إن أضغانهم موجهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بشخصه الكريم، لأنه زعيم البشرية المسلمة الموحدة، وحادى قافلة الإيمان، وإمام الأنبياء، وقائد المجاهدين ضد الكفر والكفار، وأفضل خلق الله خلقاً وخُلقاً، وأقوم البشر سيرة، وأعلاهم قدراً، صلى الله عليه وسلم. أفلا يكون هذا العظيم، الذي لا تبلغ الجوزاء قامته، هدفاً للشياطين وأوليائهم من عبدة الصليب وضلال الصهاينة؟
لا والله لا ألتفت إلى تلك الحشرات القذرة، التي تخرج أضغانها، وتبث سمومها، وتبخّ زبالاتها، فكل إناء بما فيه ينضح، وكلما انحطّ هؤلاء في ضغينتهم، كلما أصبحت أقوالهم أشبه بهم، فهم في حضيض الحضيض من أطوار البشرية، إذ ما رأيك بمن يرى إلهه قد صُلب وعّذِب وقُتل، دون أن يحرّك ساكناً، ليغفر لكل زانٍ وزانية، وسِكّير وشاذّ، ولصٍ وقاتلٍ، وكافة من على الآرض من مجرمين، فلا عليهم طالما أنهم قبلا أن ابن الله منقذهم! ألا ما أغباكم وأسخفكم وأحقركم، من عباد أصنامٍ، وحفدة عباد الأصنام من آل يونان.
لكن ما يهمنى هنا هو هؤلاء الخاسرون الحقراء ممن يدّعون الإسلام، لا بل السلفية، ثم إذا هم يتحدثون عن الواقعة كأن من سَبَّه عباد الصليب هو شخصية سياسية، لا إمام البشرية! ترى هذا الخاسر الخنفس نادر بكّار، الذي نفخته الصحافة ليتمادى في نفاقه، ويَسدر في غيّه، وذاك الخاسر الآخر الذي نكص على عقبه، وانتكث في عقيدته، من قيادة الجماعة الإسلامية المخذولة، "فيستنكرا" سب الرسول صلى الله عليه سلم، ويدينا "الهجوم على سفارة أعداء الله، وإنزال علم الكفر من سماء مصر؟! ألا لعنة الله عليكما من دعيِّيَن مخذوليْن. والله إننى لأشعر بالغثيان وأكاد أتقيأ حين استمع لهذين الخاسرين، وهما يحاولا جهدهما أن يطهرا بمظهر السياسيين المحنكين! لا وفقكم الله من خاسرين موكوسين. لا الله إنما لستما إلا بهلوانان لا أنتم في الدين بشئ وى في السياسة بشئ، بل أنتما مجرد أداة يستعملها أعداء الله، وهم يحتقرونكما احتقار الحشرة الطفيلية، التي لا تحيا إلا على قفا غيرها.
هل هذان الدعيّان هما فقط من سقط في هذا الإختبار؟ لا والله، بل سقط فيه كلّ من خرس فمه وانقطع لسانه من دعاة السلفية العلمانية، الذين يفرقون بين الدين السياسة، ويرون مأساة سبّ رسول الله من أمور السياسة التي لا يجب أن يتدخلوا فيها. وها هو المجرم الآخر عبد الرحمن البر، محلل الإخوان فى زواجهم بالأمريكان، يعلن حرمة الإعتداء على السفارات، وكأن هذا هو موضوع الساعة، وكأننا نحن المعتدون، خيبك الله من شبه رجل ناقص.
ثم، أين إخوان السوء؟ يتأخرون عن التظاهر أمام سفارة الصليبيين، لكي لا يحرجوا رئيسهم المخذول، الذي لم يقف موقف الرجال، لا أقول المسلمين، من أمريكا، سيدة قراره، وولية نعمته، باسم السياسة. لكن اكتفوا بما هم متفوقين فيه، ترتيب تظاهرات موقوتة، يمتصوا بها غضب الناس، في حفلة مسائية تنتهى بعد العصر، تماماً كما فعلوا لإنفاذ اتفاقية "كامب سليمان" مع الهالك عمر سليمان، التي عقدها محمد مرسى والكتاتني في لقائهما به في يناير 2011.
إن أدعياء السلفية ومزيفي الجماعة الإسلامية، وأمثالهم، يتخاذلون لجبنٍ وتخنثٍ طبيعيّ في دمهم، منشأه التربية البدعية، أو التراجعات المنكوسة. أما الإخوان، وعلى رأسهم الرئاسة، فقد عقدوا قرانهن على أمريكا منذ عقود، واستلمن مهرهن توافقاً وتقارباً ودعماً ظاهراً، فوجب عليهن أن يحفظن حرمة بعولتهن الأمريكان، أن يحفظوا فروج سياستهن من أن تُنتَهكَ، ولاءً لغير بعولتهن الأمريكان، وإن كان الإسلام هو المنادى.
إن الواجب على المسلمين أن يتحركوا حراكاً لا يوقفه تحرك جنود المارينز من دولة عباد الصليب، لينتقموا لقتيلهم، وهم قد قتلوا مئات الآلاف من المسلمين في العراق وفي أفغانستان، بل قتلوا الشيخ المجاهد بن لادن، والشيخ المجاهد الزرقاوى، والشيخ المجاهد العولقيّ، والشيخ المجاهد أبو يحي الليبيّ، ووالله إن ظفر إصبع قدم أحدهم يزن دول عباد الصليب بساكنيها بلا خلاف.
لكن، يتحدث الفاجر بكار، والخاسر الزمر، والمحلل البرّ عن حرمة بناء السفارة، وحرمة العلم الصليبيّ! أخزاكم الله وأعماكم.
أما أنت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فوالله إن لك لمقاماً لا تناله كلمات تلك الحشرات من آكلي الخنازير، وعبدة التماثيل، فقد قال تعالى "ورفعنا لك ذكرك". ووالله لا نتحايل ونتخنث في نصرتك، كما فعل هؤلاء المخذولون، ومن لفّ لفّهم، بل ندعو المسلمين في أرجاء الأرض إلى هبة رجلٍ واحد، أن كونوا رجالاً مرة، وإلا أهلككم الله بعذاب، فالأمر لا سياسة فيه، إلا عند أمثال متخنثى السلفية وهالكي الجماعة الإسلامية، وعملاء الإخوان الساقطين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: