البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6691


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


... و عندما نظرت إلى عمليّات تصنّف "إرهابيّة" توزّعت جغرافيّا على مناطق متباعدة في العالم ، و توزّعت تاريخيّا على أكثر من مائة سنة، رأيتُ أنّها تشترك في أركان و مميّزات ثابتة، مهما يكن مكان وقوعها أو سببه أو طريقة تنفيذها. مميّزات يخصّ أحدها العمليّة نفسها و يخصّ الآخر دافعها.

فالمميّزات الّتي تخصّ العمليّة هي في نظري "السرعة" و "محدوديّة المجال" و"الفجئيّة" و"التّخفّي".

فخاصّيّة السّرعة تظهر جليًّا في ما تتّصف به تلك العمليّات من الخطف في مقياس الزّمن، بحيث لا تكون ممتدّة عليه، لتستغرق شهورا أو أياما أو حتّى ساعات عديدة مثلا، بل يكون زمن وقوعها دقائق أو ثواني أو أكثر من ذلك بقليل.

أمّا محدوديّة المجال، فالقصد منه أن تكون العمليّة مستهدِفَةٌ لمكان بعينه، أو لمصلحة بعينها، أو لشخص أو لأشخاص بعينهم، فلا يمتدّ مجالها على رقعة واسعة من الأرض . و قد سجّل التّاريخ هنا، أنّ منفّذين لعمليّاّت "إرهابيّة " أرادوها منتشرة على مجال جغرافيّ واسع، قد التجأوا إلى تنفيذ عمليّات عديدة في نفس الوقت في أمكنة مختلفة ليضمنوا اتّساع مجال تأثيرها. ممّا يجعلها تصنّف عمليّات عديدة تأخذ صفة الاستقلاليّة عن بعضها البعض، لا عمليّة واحدة في مجال جغرافيّ ممتدّ.

و ثالث ميزات تلك العمليّات ميزة "الفجئيّة"، الميزة الّتي تجعل التّكهّن بها، و بمكان وقوعها و بزمانه، أمر غير ممكن. فكلّ العمليّات تحدث بلا إشارات مسبّقة لحدوثها، أو علامات تعلن عن تنفيذها، و عنصر "الفجئيّة" هذا، لا يتعارض مع تلك التّحذيرات الّتي تصدرها بعض الدّول من حدوث عمليّات هنا أو هناك. لأنّ التّنبّؤ، هو نتاج عمل استخباراتيّ يعتمد على الوشاية، و ربط أحداث و تحرّكات يعلمون مسبقا بأنّها تشابه إلى درجة ما تلك الّتي يستعملها منفّذون بعينهم في عمليّاتهم، و الّتي تكون معروفة لديهم بحكم تكرارها. و المعلوم أنّ تلك التّحذيرات لم تنجح في صدّ معظم العمليّات التي وقعت، رغم علميّتها و اعتمادها على معلومات و أساليب تصنّف حديثةً، ممّا يؤكّد ميزة "الفجئيّة" الّتي صنّفتُ بها هذه العمليّات.

أمّا الميزة الأخيرة لتلك العمليات فهي "التّخفّي" عند تنفيذها. فجلّ مخطّطيها و منفّذيها لا يعلنون عن أنفسهم، و عمّا سيقومون به قبل قيامهم به. و ذلك لأنّهم يُدركون أنّهم سيحاصرون و سيطاردون في الجهة المصنّفة عدوّة لهم. فهم يخطّطون في سرّية تامّة، و يتوجّهون إلى مكان العمليّة في سرّيّة تامّة، أو ينفّذون عمليّاتهم عن بعد في سريّة تامّة كذلك . إلاّ أنّ هذه الميزة تختلف حسب نوع العمليّة نفسها، و هو موضوع سأورده له مجالا خاصّا به. ففي حين تشترك فيها كلّ العمليّات قبل وقوعها زمن ضربتها إلاّ أنّها تحضر في نوع منها، و تغيب في نوع آخر. فمتى كانت الجهة المنفّذة تنتقم من عدوها، فإنّها تعلن عن نفسها بعد تنفيذها للعمليّة، و متى كانت الجهة المنفّذة تريد نشر فوضى لتهيمن على واقع معيّنٍ، فإنّها لا تعلن عن نفسها أبدا، بل يمكن أن لا يقع كشفها و اكتشافها إلّا بعد عقودٍ و سنواتٍ ضمن اعتراف ما، أو تسريب وثائق مثلًا أو محاكمة بعد فوات الأوان.

و هذه الدّوافع هي التي ستكون محور تحليل الجزء القادم بإذن الله، فإلى اللقاء.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الإرهاب، الثورة، تاملات، الفكر السياسي، تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-12-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمود علي عريقات، د. عبد الآله المالكي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، المولدي الفرجاني، محمود طرشوبي، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، عمار غيلوفي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - مصطفى فهمي، سلوى المغربي، ماهر عدنان قنديل، فهمي شراب، محمد يحي، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، د - عادل رضا، كريم السليتي، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، د. أحمد بشير، سامر أبو رمان ، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، ياسين أحمد، إياد محمود حسين ، الناصر الرقيق، العادل السمعلي، عبد الله الفقير، يحيي البوليني، سفيان عبد الكافي، ضحى عبد الرحمن، وائل بنجدو، صلاح المختار، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، فتحي الزغل، أنس الشابي، محمود سلطان، فتحي العابد، أحمد الحباسي، رافع القارصي، حسن عثمان، جاسم الرصيف، د. طارق عبد الحليم، حسن الطرابلسي، حميدة الطيلوش، سلام الشماع، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، د - شاكر الحوكي ، عبد العزيز كحيل، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. خالد الطراولي ، سليمان أحمد أبو ستة، د - الضاوي خوالدية، محمد علي العقربي، صالح النعامي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، رحاب اسعد بيوض التميمي، بيلسان قيصر، محمد الطرابلسي، أبو سمية، سيد السباعي، عواطف منصور، د- هاني ابوالفتوح، صباح الموسوي ، أحمد ملحم، خالد الجاف ، د- محمد رحال، مجدى داود، أحمد النعيمي، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رضا الدبّابي، الهيثم زعفان، مراد قميزة، طلال قسومي، الهادي المثلوثي، رمضان حينوني، عراق المطيري، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، نادية سعد، د - صالح المازقي، المولدي اليوسفي، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، محرر "بوابتي"، تونسي، طارق خفاجي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، صفاء العربي، علي الكاش، مصطفي زهران، محمد الياسين، عمر غازي، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي، منجي باكير، أحمد بوادي، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي عبد العال، صلاح الحريري،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة