بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
فتــحي الزغــــــل - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6439
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
على إثر صدور مشروع القانون الّذي يلزم الأطباء في بلادنا بالعمل 3 سنوات في المناطق الدّاخليّة، و على إثر رفض الأطبّاء لهذا الإجراء و تفعيليهم لتحرّكات احتجاجيّة تراوحت بين الإضراب و الوقفات الاحتجاجيّة، و نظرا لفساد المنظومة الإعلاميّة الحاليّة الذي يجعلها تعطي الحظّ الإعلامي و الحضوري للآراء الّتي تُظهرُ معارضة من هم في السّلطة و لو كانت دون منطق أو حجّة، و تمنع الآراء الّتي تخالف الفوضى و تنادي بالعدالة الاجتماعيّة و تحقيق أهداف الثّورة ... فإنّي أسّجل النّقاط التّالية:
1 - أنّ حقّ الجهات الدّاخليّة المحرومة من وطننا، يساوي حقّ الجهات السّاحلية النّامية في التّغطية الصّحيّة، و في نوعيّة الخدمات الصحيّة، و في توفير الخدمة الصحيّة. و أنّ الخَوَرَ الرّاهن في توزيع هذه الخدمة على كلّ مواطنينا هو حيفٌ و ظلمٌ نرفضه و نعمل على تجاوزه. لأنّنا نعتبر أنّه من مخلّفات الاستبداد و الدّيكتاتوريّة و السّرقة و العصبيّة الجهويّة الّتي كرّست وجود صنفين من المواطنين: صنف يتمتّع بمباهج الحياة، و صنف يولّد مباهج الحياة، و هو الصنف الغارق في فقره و خصاصته منذ ما قبل الاستقلال.
2 - أنّ قطاع الطّب عموما فيه وطنيّون و شرفاء أبدوا استعدادهم للعمل بالمناطق الدّاخليّة. و هو واجب عليهم، إلاّ أنّي أُكبِرُ فيهم معارضتهم لتحرّكات زملائهم المسيّسَة أصلًا. و عليه فإنّ ما في هذا البيان لا يعنيهم ، بقدر ما يساند رأيَهُم و يشدُّ على أيديهم و يؤيّد نهجهم و ينعتُهُ صوابا.
3 - أنّ رفض الأطبّاء لإسداء الخدمة الصّحيّة ضمن العمل الدّوري لمواطني المناطق الدّاخليّة، ضرب من ضروب الأنانيّة وانعدام الوطنيّة الصّادقة. بالنّظر إلى أنّ العمل الدّوري هو نظام متّبَعٌ في أغلب قطاعات الوظيفة العموميّة كالتّعليم و الدّيوانة و الجيش و الفلاحة... و من المرفوض تماما استثناء قطاع الطّب منه خاصة و أنّ الطّبيب هو أكثر هؤلاء انتفاعا بالمنظومة التّعليميّة المجانيّة الّتي وفّرها له الشّعب بكلّ جهاته.
4 - تسجيل كامل استغرابي من أنّ الّذين يُساندون تحرّكات الأطبّاء الرّافضة للعمل بالمناطق المحرومة، هم أساسا إمّا منحدرون من تلك المناطق و قد كانوا صدّعوا آذاننا يُصوّرون أنفسهم يدافعون على حقّ مناطقهم في التّنمية، أو من مناصري الإيديولوجيات اليساريّة التي يدعون بها أنّهم يناصرون الفقير المعدم و يبغضون تغوّل المال و الرّخاء لدى فئة من الشّعب دون غيرها.
5 - أنّ الوضع في الجهات الدّاخلية أصبح معكوسا حيث أنّ التّجهيزات الطبيّة و الآلات الرّقميّة أضحت في المراكز الطبيّة من مستوصفات و مستشفيات لا تجد المختصيّن و الأطبّاء و الفنّيين لتشغيلها رغم البطالة الّتي يُقال أنّها تصيب هذا القطاع. ممّا ينذر بوقوع كارثة تلف تلك التّجهيزات المُكلِفة على المجموعة الوطنيّة و عدم انتفاع المحتاجين إليها بها.
--------------
فتــحي الزغــــــل
ناشط مدني و سياسي – مؤسس منتدى حرّيات و مواطنة (ت.ت)
رئيس قائمة الهلال و الزيتونة: مستقلّون... لعدالة اجتماعية
في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: