فتحي الزغل - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4239
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما رأيكم في عصابة من الذين غرّر بهم شيطانهم فأطاعوه فأصبحوا بنعمة الله إخوانا في معصية الله، فإذا بهم في زلقة صبح و هم في وكرهم يعمهون، و أطراف حديث شائن يتجاذبون ، نطق كبيرهم ظلما أقنعهم به مفاده باختصار أن نشاطهم يحتاج إلى التوسعة و النماء،كما يحتاجون هم أنفسهم إلى جواميس جديدة يمتصون دمها، فما لبثوا أن اتفقوا، و على الجريمة اتحدوا، و على ضحية كأني باسمها شعب اقتسموا، و بدأوا بتنفيذ أمر كبيرهم الذي و منذ ذلك الاجتماع أصبحوا يكنوه بفريد عصره الثاقب رأيه.
و بقوا كذلك لا أجزم كم عدد سنين، لكنهم اجتازوا و على ما أذكر العشرين و هم يمتصون الجاموسة و هي صامتة رغم الألم ، حتى إذا أخذ منها الرعاف مأخذه، و أدركت أن لا مناص من دحر الرهط و زعيمهم ، قلبت قرونها فسال الدم منها سيل الزلال في الفلج، و بسيله هرب كبير السحرة و بقي هاماناته الذين و ما إن أدركوا غضبها و قوّتها و حدّة عينها حتى بدأوا في التذلل إليها، فصدّقتهم -و لا مؤاخذة هنا عليها فالجاموس من البقر- و أخذت تلملم جراحها و تروي سنين هتك كبيرهم لعرضها و مصّه لدمها.
لكن العصابة دارت ناحية ذيلها و أخذت في الاصطفاف تحت ضرعها، مدّعين رقّة قلوبهم و حرصهم على دمها، فصدّقتهم -و لا مؤاخذة هنا عليها فالجاموس من البقر- و ما إن فعلت حتى انقضوا عليها و على ضرعها و لحمها و شحمها، و تنادوا مصبحين و لا يستثنون، و عندها ،ما كان من أوسطهم إلا أن صاح من داخلهم بأن من أوكد ضوابط الوفاء و الشهامة أن ينادوا ...كبيرهم.....
و لعلّه آت إليهم على مهل.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: