البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4441


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كما نعلم فقد فاز مؤخرا "رجب طيب أردوغان" بالانتخابات الرئاسية في تركيا، و بهذا الفوز قد اكتمل وضع الحجر الأخير في صرح و مجد التيار الإسلاميِّ الذي يتزعّمه هناك، و وُضِعت الياقوتة الأخيرة في تاجِ تربّعِ فكر ذلك التّيّار في المجتمع التركي. فالرجل بفوزه إنّما فاز فكرٌ، و تيّارٌ، و مرجعيّةٌ و أسلوب حياة في هذا البلد. البلد الذي حاول الشقُّ المقابل لهذا التّيّار أن يسحبه من هويّته و يجرّه نحو التغريب و تكريس نمط العيش الغربيّ المادّيِّ، الذي لا يؤمن أصلا بما شرّعه الإسلام للمسلمين في أمور حياتهم. و الذي أخذ يحارب كلّ مدٍّ أو كلّ أسلوبٍ يوحي بالتّديّن منذ بدايات القرن الماضي... فكان - و كعادة أدبيّات ذلك التّيّار- أن أعملَ الظّلمَ و القهرَ في البلاد طيلة عقود طويلة، و مارس التّزويرَ و القتلَ و الإعدامات، لكلّ من تجاسر و أعلن هويّته الإسلاميّة في ذلك البلد الإسلامي، مسخّرًا آلة جيشٍ تُهيمن عليه عقيدة التشبّه بالغرب، و آلة قضاءٍ يتواطأُ معهم في الليل ليحكم في النهار، و آلة إعلامٍ تفوح منه لعقود روائح المؤامرة و الكذب و الخيانة. و هذا لعمري ما اشتركت فيه تركيا مع دول الربيع العربي طوال تلك العقود إلى غاية هذه السنوات التي تلت إسقاط الديكتاتوريات فيها.

و لذلك و إن كنت أربط بين التّمظهرات السياسية في مجتمعات هذه الدول الشبيهة بما وصفتُ آنفا في تركيا... فإنّي لن أجدَ صعوبة في ملاحظة علاقةٍ متينةٍ بين المشهدين في كلّ هذه الأقطار... فما عاشته تركيا لعقود تحت حكم العسكر و الحداثيّة و الجيش، لا تزال ماكينته تعمل بأقصى جهدها إلى اليوم، من حرب شعواء على الفكر الإسلاميّ و مظاهره المجتمعية و الشخصية و السيّاسيّة و الثقافيّة. و هو نفسه ما تعيشه بلدان الرّبيع العربي بعد الثورات الشعبيّة التي قامت فيها منذ سنواتٍ قليلة. و أقصد تحديدًا ذاك الاصطفاف السّياسيّ المرجعيّ الذي وصل و لا يزال إلى درجة الدّمويّة في عديد الأحيان، و الذي طبعته وتطبعه المؤامرة و المكيدة من قِبَل غير الإسلاميّين ضدّ الإسلاميين. لكن و من المفارقات الغريبة أن التيار الأوّل هو في حقيقة الأمر، خليط هجين بين اليساريين، و اللّيبيراليين و ما يُسمُّون أنفسهم بالحداثيين، و بعض القوميين، وأهل الضمير الميّت ممّن قامت عليهم تلك الثورات من منتسبي النّظم البائدة. في اصطفاف واضح للعيان، لا يجمعهم سوى عداؤهم المشترك و المبدئي للفكر و للمنهج السياسي ذي الخلفيّة الإسلاميّة مبادئا و منهجا. و خير مثال على ما أقول ما حدث في مصر من انقلاب تواطأ فيه هؤلاء جميعهم دون أن يغيب فصيلٌ منهم، على مؤامرة أطاحت بالإسلاميين من الحكم، رغم وصولهم إليه عبر انتخابات نزيهة كما هو معلوم لم تشهدها مصر منذ عهد الفراعنة.

و لذلك، فلا تتعجّبوا من رؤية هؤلاء يُعزّون أنفسهم تعزية حارّة يملأها الحنق و الغيض، عندما فاز الرجل و تياره هناك بالرئاسة. لما يُمثّله فوزه من تأييد شعبي جارف لفكره السياسيِّ و لمرجعيّته الإسلاميّة، و لما عكسته الانتخابات من هوًى لا شكّ فيه، نحو الفكر و المرجعيّة الإسلاميّة لشعب تركيا العظيم، و من خلفه الحقيقة المرّة - بالنسبة إليهم - و هي اشتراك بقية شعوب المنطقة بأسرها، معه في ذاك الهوى و الانحياز، و هي عين الحقيقة التي لا يريدون الاعتراف بها رغم علانيتها و وضوحها.

فكلّ تهنئة في المنطقة العربية الإسلاميّة بفوز صاحبنا في انتخابات الرئاسة في بلده، قابلتها و لو بأقل عددٍ، لكن من المؤكّد بأنّها بأشدّ تأثيرٍ إعلاميٍّ، تعزية لوصول فكره إلى أعلى منصب في الدولة التّركيّة. و هنا يحضرني سؤالٌ تكون الإجابة عنه بمثابة المحرار لمدى وعي الشعوب بضرورة الحفاظ على تديّنها... و هو هل سيسمح المُهنّئون للمعزّين أن يقلِبُوا فرحهم نكدًا كما حدث في مصر مثلا؟... خاصّة و أنّ الأيام و التاريخ قد أظهر لنا بأنّهم و بماكيناتهم الداخليّة و الخارجيّة قادرون... و لو حتى حين؟...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تركيا، طيب أردوغان، حكم الإسلاميين، العلمانيون، الكيان الموازي، أردوغان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-08-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفى منيغ، رمضان حينوني، أنس الشابي، د - محمد بنيعيش، فتحي العابد، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، محمد عمر غرس الله، بيلسان قيصر، مراد قميزة، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، عمر غازي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - شاكر الحوكي ، محمد اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد، إيمى الأشقر، محمد شمام ، صلاح الحريري، محمود سلطان، فهمي شراب، علي عبد العال، نادية سعد، محمد الطرابلسي، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العراقي، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، ضحى عبد الرحمن، رافع القارصي، أحمد ملحم، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، محمد الياسين، محمد علي العقربي، فتحي الزغل، عراق المطيري، سيد السباعي، حسن الطرابلسي، عبد الله الفقير، إسراء أبو رمان، د. عبد الآله المالكي، صفاء العربي، عبد العزيز كحيل، د - الضاوي خوالدية، يحيي البوليني، أحمد بوادي، علي الكاش، محمد العيادي، محمد أحمد عزوز، حاتم الصولي، سعود السبعاني، حميدة الطيلوش، ماهر عدنان قنديل، مجدى داود، كريم السليتي، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، أ.د. مصطفى رجب، صلاح المختار، وائل بنجدو، د.محمد فتحي عبد العال، إياد محمود حسين ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، د. أحمد محمد سليمان، د- جابر قميحة، د - صالح المازقي، رافد العزاوي، د. طارق عبد الحليم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، د - محمد بن موسى الشريف ، رضا الدبّابي، أحمد النعيمي، د. خالد الطراولي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، سليمان أحمد أبو ستة، خالد الجاف ، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، د. أحمد بشير، طارق خفاجي، أبو سمية، كريم فارق، الناصر الرقيق، الهادي المثلوثي، عبد الغني مزوز، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، تونسي، سفيان عبد الكافي، سامر أبو رمان ، طلال قسومي، سامح لطف الله، منجي باكير، د - المنجي الكعبي، العادل السمعلي، صباح الموسوي ، د - عادل رضا، محمد يحي، المولدي اليوسفي، د- محمد رحال، د - مصطفى فهمي، فوزي مسعود ، محمود طرشوبي، سلوى المغربي، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة