البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"ترامب"... رحمة من الله على المسلمين

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3208


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ أن بدأت الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية والمهتمين بالحدث يتابعون ما يسمى بــ "الظاهرية التّرامبيّة". وأقصد الصعود العمودي السريع لــ"دونالد ترامب" لينتهي في آخر المطاف سيّدا للبيت الأبيض بعد الأسود الذي كان يسكنه قبله لفترتين رئاسيّتين أي لثمان سنوات كاملة، وهو بالطبع الرئيس "باراك حسين أوباما".

وكما هو معلوم، فقد شذّ الرجل عن المألوف في وعوده الانتخابية إبّان مراحل حملته كلّها، فجعلها محلّ انتقاد من قبل المتابعين باستثناء أنصاره. وصفها العديد منهم بالشعبويّة، و وصفه البعض الآخر بالتّهوّر في إطلاق التّصريحات الناريّة هنا وهناك، وبتجاوزه للمؤسّسات الرّسميّة المتجذّرة في السّياسة والمجتمع الأمريكيّين. إلّا أنّ الرّجل ومناصروه تمادوا إلى الأمام ولا يزالون، وفي تقديري سيتمادون.

فها هو رجل الأعمال النّاجح، يتسبّب في أزمتين من النوع الكبير بعد أسبوع فقط من تولّيه السلطة في بلده، فقد حظر دخول رعايا بلدان إسلاميّة للتّراب الأمريكي، وقد قرّر بناء جدار فصل مع جارته "المكسيك" البلد الذي يقطنه سكّانه الأصليّون خلاف بلده الذي يقطنه وافدون عليه من وراء البحار قبل أن يصيروا "أمريكيّين" بالأقدميّة زمنًا، أو عن طريق قرار إداريٍّ، من قبَل شخص كان مثلهم قبل هجرته إلى هناك.

فالرجل لم يُخفِ عداوته نحو المسلمين في إجراءاته وفي قراراته، بل وصف دينهم بأنّه دين الإرهاب، وبدأ في فرز المسلمين داخل بلاده، وأعلن أنّه سيفرزهم خارجه كذلك بما أنّه يتربّع على عرش القوّة الأولى عالميًّا.

وفعلا فقد أنجز "دونالد ترامب" ما وعد... ومنع آلاف الناس من دخول بلاده،ولو كانوا حاملين لتأشيراتٍ رسميّة ولإقامات، وذلك فقط لأنّهم ... مسلمون. فاصطفّت الطّوابير وامتلأت المطارات والسفارات والموانئ والساحات بهؤلاء الذين لا ذنب لهم إلاّ أنّهم يدينون بدعوة الإسلام.
فماذا فعل "ترامب" بفعلته تلك وهو لا يدري؟

فقد تضامن العالم قاطبة مع المسلمين... وتضامن أهل العدل والحقّ من المفكّرين والسياسيّين والإعلاميّين وأصحاب القرار والتأثير وغيرهم مع المسلمين ومع الإسلام نفسه... وصار الإسلام يذكر مرّات ومرّات في كلّ ثانية، في مختلف المحطّات والقنوات الإعلامية و في كل تعليق على ما يحدث، وفي كلّ رواية للأحداث... وانتشر اسم محمد صلى الله عليه وسلّم بين الألسن العجميّة... فتهافت الناس في أيام قليلة فقط على دين الرّجل الذي توفاه الله منذ 1400 سنة فزاد بذلك في نشر دعوته على ما نشر قبل وفاته وهو عند الله في ملكوته الأعلى... فأحبّ هؤلاء الذين صرّحوا بذلك الحقّ الذي بعثه الله به منذ قرون، فأعلن عدد منهم اعتناقهم لهذا الدين، وأنّهم لم يكونوا يعلمون تعاليمه قبل تهوّر "ترامب" الأخرق ذاك... بل رُفِع الأذان الإسلاميّ للصّلاة في جلّ مطارات الولايات المتحدة، وفي جلّ سفاراتها في عواصم العالم، وفي جلّ موانئها، وفي أمكنة كانت لن تقام فيها صلاة فرديّة حتّى، لبعدها الموضوعيِّ عن هذا الدين جغرافيا مثلا أو تاريخيا أو حضاريا وإثنيّا.

ثمّ هاهو العالم الحرّ يجيّشُ - وعلى غير عادته - الحملات المؤثرة ضدّ مناصرٍ لهذا الرئيس الأشقر الألماني الأصل المتجنّس أمريكيًّا سنة 1892، وأقصدُ ذاك الإرهابيُّ الذي قتل مسلمين يؤدّون الصلاة في مسجد في "كندا" البلد المجاور لبلاد صاحبنا. فانتصر كلّ العالم للمسلمين وشجب المهاجم وفكره "الترامبيّ" المتطرّف الإرهابيَّ.

وأذكر أنّي قد نعتُّ الرئيس "ترامب" في أحد تعليقاتي الإعلامية قبل فوزه بأنّه يحمل حركات وطباع المجانين، واليوم – وأنا اكتب هذه الكلمات لقرّاء انجليز أغلبهم مسيحيون ولا دينيّون - أسمع وزير خارجيتكم "بوريس جونسون" ينعته بالمجنون أصلا وأنّه "لا يصلح لقيادة بلده". فعن أيّ رجل نتكلّم؟

لكن إذا نظرنا بزاوية أخرى وهي الزاوية التي أشرف بها بما انّني من المسلمين ... فقد قدّم "المجنون" هذا ما لم يقدّمه مسلم قبله في عصرنا... فقد تسبّبت عدائيّته للدّين الإسلاميّ في تعرّف العالم على هذا الدين، ومن سمع منه أحبّه كما يقال عندنا نحن العرب، فكان أن اهتدى عديد منهم إليه، علمنا بعضهم وجهلنا أغلبهم. وعليه، وبهذا المقياس، صرتُ كأنّي أرى عمامةً فوق رأس الرّجل، وأقصد الداعية دون أن يدري "أبو الدّوّ بن النّالد التّرمبي".

لكن سؤال آخر قد بدأ يرد في خلدي وأنا في خاتمة هذا التحليل... وهو: هل سيكون لخرف صاحبنا دافعا لتوحّد كلمة المسلمين حكوميّا وسياسيّا ومن بعدُ إجرائيا قد يكون بمثابة شرارة لتموضع استراتيجي جديد بين دول العالم؟... إذا حصل، سيكون عندها صاحبنا من الذين ستدرسه الأجيال القادمة من الأمّة التي إليها انتمي بأنّه "المسيحي المتطرّف" الذي تسبّبت صفعاته للمسلمين التي أراها ستتواصل وستشتدّ ما بقي في مكتبه رئيسا، في تحرّرهم من عقدة "الدّونيّة" لديهم، وفي تطوّرهم نحو إقامة العدل في دولهم...
الأمر الذي إذا حصل أيضا، سيكونون بلا شكّ، أسيادًا لا إمَّعاتٍ كما وصفهم على حالتهم اليوم هذه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلّم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ترامب، أمريكا، معاداة المسلمين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-01-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
تونسي، يحيي البوليني، محمد الياسين، مصطفى منيغ، سلوى المغربي، محمد شمام ، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، رشيد السيد أحمد، د- محمد رحال، فهمي شراب، علي عبد العال، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، جاسم الرصيف، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، الناصر الرقيق، عبد الله زيدان، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، وائل بنجدو، علي الكاش، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، رافع القارصي، صلاح المختار، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، الهادي المثلوثي، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، د- جابر قميحة، المولدي الفرجاني، عواطف منصور، مراد قميزة، د - محمد بنيعيش، أحمد بوادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، صفاء العربي، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، محمد أحمد عزوز، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، د. عبد الآله المالكي، منجي باكير، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، د. أحمد بشير، فتحـي قاره بيبـان، سيد السباعي، أحمد ملحم، ماهر عدنان قنديل، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، ياسين أحمد، كريم فارق، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، محمود طرشوبي، أشرف إبراهيم حجاج، د - الضاوي خوالدية، د- هاني ابوالفتوح، حسن الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد العيادي، د- محمود علي عريقات، أبو سمية، سفيان عبد الكافي، عمر غازي، عبد الله الفقير، محمد يحي، د. صلاح عودة الله ، عمار غيلوفي، رافد العزاوي، محرر "بوابتي"، صباح الموسوي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهيثم زعفان، كريم السليتي، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، رمضان حينوني، خالد الجاف ، العادل السمعلي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أنس الشابي، عبد الرزاق قيراط ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة