البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ابناء جهاد النكاح، العودة المنتظرة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2215


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لعل اكثر المتابعين لشؤون الجماعات الارهابية يتعمدون اغفال الحديث عن جهاد النكاح بل يتعمدون الحديث عن هذا الموضوع اصلا رغم اهميته و رغم ما تمثله ‘ المجاهدات ‘ من خطر مباشر او خطر غير مباشر او خطر مستقبلى متمثل فى ابناء هذا ‘ الجهاد ‘ القذر الذى أفتت به حركة النهضة على لسان مرشدها المحلى السيد راشد الغنوشى و مرشدها العام السيد يوسف القرضاوى و بعد الهزائم المتواصلة للجماعات الارهابية فى سوريا و العراق و بعد صعود الاصوات الرافضة لعودتهم لبلدان المنشأ رغم الاغراءات الالمانية و الاوروبية عموما لبلدان المغرب العربى للقبول بعودتهم بات من المهم الحديث عن مصير ابناء جهاد النكاح و هل أن هناك امكانيات لعودتهم و هل تشكل تلك العودة خطرا على دول المغرب العربى خاصة فى ظل ما تعانيه هذه الدول من هشاشة و عدم استقرار أمنى رغم كل الجهود الامنية الذاتية المتواصلة و الانفاق المالى المقتطع من المتطلبات الاقتصادية و التعليمية و الثقافية لمواجهة خطر الارهاب بكل عناوينه و مفرداته و تفرعاته، نحن اذن أمام معضلة أمنية و اجتماعية خطيرة بكل المقاييس تهدد استقرار المنطقة العربية و تدفع الى الاعتقاد بأن القضاء على الجماعات الارهابية فى العراق و سوريا لم يكن يشكل نهاية الحرب على الارهاب بل بداية حرب أخرى لا تقل خطورة و ضراوة و تشعب .

لعل هناك من لم ينتبه من الاساس الى خطورة جهاد النكاح كمشروع و كمخطط اريد من وراءه أن يستمر العقل التكفيرى فى الاشتغال حتى لو تم القضاء على الجماعات الارهابية، فالمؤامرة الارهابية التى تستعمل الدين كواجهة مضللة و مزورة للولوج داخل وجدان الجماعات التكفيرية الارهابية سواء من حيث اقناعها بضرورة القضاء على بعض الانظمة العربية كواجب دينى و اخلاقى و انسانى أو من حيث دفعها الى ارتكاب المجازر تحت تأثير المخدرات التى تضعها المخابرات السعودية على ذمة هذه الجماعات المتطرفة تدرك أن العقل الارهابى يجب أن يستمر حتى لو انهزمت الجماعات الارهابية و لذلك تم الالتجاء الى انتداب القاصرات لدفعهن تحت ضغوط الحاجة و ربما الاقتناع الى القبول بمضاجعة كل من هب و دب و لو أمام ازواجهن طمعا فى الجنة الزائفة الموعودة دون الانتباه الى ثمرات هذه الخطايا و ما ينتج عن هذه العلاقات المحرمة من ابناء السفاح الذين يواجهون مصيرا لا يقل بشاعة عن مصير اللاجئين الهاربين من وحشية هذه الجماعات و التى تتحدث وسائل الاعلام العالمية عن تعرضهم للاغتصاب و لما يسمى بتجارة الجنس و تجارة البشر و تجارة الاعضاء .

في عام 2014 أطلق تنظيم “الدولة الإسلامية ” حملة إعلانية دعائية كبيرة هدفها إغراء الفتيات والنساء الشابات للالتحاق بالتنظيم في سوريا والعراق. كان الهدف من هذه الحملات دفع النساء و الفتيات الى الالتحاق بما كانوا يسمون انفسهم بالمجاهدين فى سبيل نصرة الاسلام و لعل ما شد انتباه المراقبين ان ‘ الدولة الاسلامية ‘ قد اعتمدت فى هذه الحملات المتكررة على احدث تقنيات الدعاية الاعلانية و تمت مخاطبة النساء بواسطة نشر صور جاذبة لبعض الرجال و صور اخرى لبعض المحجبات تتحدثن بكثير من العبارات الرومانسية عن حياتهن الجديدة فى ظل الدولة الاسلامية ، استعمال اخر صيحات الاعلان و تقنيات الاعلان يؤكد أن هناك مخططا مدروسا لدفع النساء للقبول بعلاقات جنسية اقرب الى الزنا المعلن بالمقاتلين الاجانب تحت يافطة مغلوطة اسمها جهاد النكاح و من شأن تلك العلاقات الفاسدة ‘ الحصول ‘ على قطع غيار بشرية ارهابية بصورة متواصلة جاهزة للتغرير و للاستعمال عند الحاجة بدل الحاجة الى التوريد من عدة بلدان و هذه القطع البشرية ستكون المقاتلين المستقبلين فى دولة ‘ الخلافة ‘ الموعودة .

تجمع اراء المحللين على أن ظروف نشأة هؤلاء الاطفال تمثل خطرا على مستقبلهم بل خطرا على نفسيتهم و ظروف تكوينهم الذهنى بالأساس و من الصعب أن ينشأ طفل الزنا الفاقد للسند الابوى و الجاهل لمصيره فى تلك الظروف الامنية و العسكرية المتقلبة نشأة الطفل العادى بل من الاقرب أن يصبح مصابا بصدمات نفسية بما يترتب على ذلك من مصاعب فى كيفية تعامله مع محيطه خاصة فى ظل مشاهدته اليومية للسلاح و للدم و للمناظر المرعبة الناتجة عن القصف و القتل، تقول بعض التقارير ذات المصداقية أن الدولة الاسلامية و فى نطاق مخططها القذر تقوم بتلقين الاطفال لغة التطرف منذ سن السادسة بل هناك من التقارير من تحدثت عن جاهزية بعضهم للقيام بعمليات انتحارية مما يؤكد ان فكر التطرف الذى تشرف عليه المؤسسة الدينية السعودية و اشباهها فى الوطن العربى يتعمد تنشئة هؤلاء الاطفال الصغار على ‘الجهاد ‘ المزعوم و تلقينهم التطرف من البداية لضمان استمرار مسيرة الارهاب لسنوات قادمة لذلك لا يقلل المراقبون من انهيار دولة الخلافة و لكنهم لا يستبعدون خطر هذا التنظيم فى المستقبل القريب .

تكشف دراسة نشرتها مجلة ‘ فورين افيرز ‘ عن قوة جهاز استخبارات الدولة الاسلامية بل تنبه الى ان سر نجاح داعش كامن فى تشغيله لخلايا نائمة تتولى مهمة التجسس و توفير المعلومات بواسطة اناس منخرطين فى المجتمعات العربية و الغربية و لذلك هناك اجماع بان التحدى الاكبر القادم سيكون فى التعامل مع هذا الجهاز الفائق الخطورة و الذى سيكون لأبناء جهاد النكاح دور فى تغذيته بالمعلومات التى يمكن ان تكون سبب الالهام لكبار المتطرفين بالقيام بعمليات انتحارية على شاكلة احداث 11 سبتمبر او تفجيرات كينيا خاصة أن هؤلاء الابناء ينحدرون من اصول و دول مختلفة مما يصعب على اجهزة الاستخبارات مراقبة تحركاتهم الارهابية بدقة رغم تبادل المعلومات بين الاجهزة الغربية و العربية ذات العلاقة بالتنظيمات الارهابية، أيضا يجب التذكير ان القضاء على العناصر البشرية المنتمية لدولة الخلافة لا يمثل نهاية التنظيم المادى و بالذات الترسانة الاعلامية عبر الفضاء الالكترونى القادرة على اعادة ترتيب نفسها بأقل التكاليف و الوقت فى عديد الدول المحتملة و لعل الاصدار الاخير الذى انتجه التنظيم و الذى يحمل عنوان ‘ لهيب الحرب الى قيام الساعة ‘ داعيا انصاره الى الاستمرار فى المعركة يؤكد أن ابناء جهاد النكاح سيكون لهم دور فى مستقبل الصراع الدولى ضد الارهاب .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، سوريا، الحركات الجهادية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-12-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سامر أبو رمان ، أحمد ملحم، صفاء العراقي، د. أحمد بشير، أحمد النعيمي، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، صفاء العربي، عبد الله الفقير، رشيد السيد أحمد، نادية سعد، المولدي الفرجاني، سيد السباعي، سعود السبعاني، رمضان حينوني، عراق المطيري، د.محمد فتحي عبد العال، د. خالد الطراولي ، عزيز العرباوي، عمر غازي، محمود فاروق سيد شعبان، د - مصطفى فهمي، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، د - محمد بنيعيش، أحمد بوادي، إسراء أبو رمان، د. صلاح عودة الله ، د- جابر قميحة، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، عبد الرزاق قيراط ، منجي باكير، يحيي البوليني، محمد يحي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحـي قاره بيبـان، فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، رضا الدبّابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، العادل السمعلي، مصطفي زهران، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، صلاح الحريري، محمد شمام ، صلاح المختار، أ.د. مصطفى رجب، حسن الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، تونسي، فهمي شراب، د - شاكر الحوكي ، أحمد الحباسي، الناصر الرقيق، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، سلوى المغربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، طلال قسومي، جاسم الرصيف، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، علي الكاش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حاتم الصولي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله زيدان، ياسين أحمد، أبو سمية، إيمى الأشقر، مجدى داود، الهادي المثلوثي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي العابد، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، خالد الجاف ، وائل بنجدو، أنس الشابي، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"، كريم فارق، سامح لطف الله، محمود سلطان، صباح الموسوي ، محمد الياسين، محمد الطرابلسي، رافع القارصي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة