أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3961
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رغم شغف الشعب التونسى بالمناظر الطبيعية الخلابة فإن إحدى أمنياته اليوم أن ينام و لا يستيقظ إلا على زوال جبل الشعانبى بكل ما فيه و بمن فيه، لم يعد الجبل يمثل للناس مكانا للسياحة أو الزيارة أو التمتع بالهواء النقى بل أصبح المكان الذى فيه اغتيلت زهور تونس من الشباب المقبل على الحياة على يد الجماعات الارهابية التى نتمنى أن تتمكن لجنة التحقيق البرلمانية فى فك شفرة الارهاب من حيث التمويل و التسفير و التسليح و بالذات الدعم اللوجستى فى خصوص وثائق السفر ‘ القانونية ‘، يقال أن معرفة الحقيقة تحتاج الى كثير من البحث و الارادة السياسية و الشجاعة، يقال أيضا أن تكليف هذه اللجنة هو مجرد عملية ذر رماد على العيون و يقال بطبيعة الحال أن تباطىء اللجنة فى كشف المستور سيؤكد هذه المرة كل الشكوك المصوبة نحو حركة النهضة و سيجعلها حركة ارهابية شاءت أم أبت لأنه لا يعقل أن يستمر النقاش فى هذا الملف دون الوصول الى رأس الخيط أو رأس الحية التى نكلت بأبناء الشعب شر تنكيل، بطبيعة الحال تملك وزارة الداخلية كثيرا من الادلة كما يملك بعض نواب مجلس الشعب من هذه الادلة الشيء الكثير خاصة بعد الزيارات المتتالية للشام و الحوار مع السلطات الامنية السورية .
لم يفلح المؤتمر العاشر لحركة النهضة فى اقناع المتابعين بوجود تحول فى رؤية حركة النهضة لكيفية تعاملها مع الشأن السياسى التونسى خاصة و أن هذا التحول لم ير النور فى مسألة العلاقة العضوية مع النظامين القطرى و التركى حيث بقيت الحركة على علاقتها المشبوهة مع الدولتان الذى يعرف الخاص و العام أنهما أداة فى يد المشروع الصهيونى لضرب المنطقة العربية و بالذات عناوينها الواضحة المتعلقة بالمقاومة و مقاومة الوجود الصهيونى فى المنطقة على وجه التحديد و على رأس هذه الدول تأتى سوريا، لم يقطع السيد راشد الغنوشى أيضا علاقته مع الاخوان المسلمين فى مصر بل سجل تراجعا فى أقواله المتعلقة بخطأ قيادة الاخوان فى كيفية ادارة الازمة الدموية مع النظام و ذلك بعد الضغوط و الاتهامات التى طالته من عدة قيادات اخوانية و بالطبع من القيادة القطرية المساند الرسمى للإخوان و مخططات الاخوان التخريبية فى المنطقة العربية، لم تقطع حركة النهضة علاقتها مع النظام السودانى المتهم دوليا بارتكاب مجازر و انتهاك حقوق الانسان و لم توضح الحركة مصادر تمويلها الخيالية التى لاح منها البعض فى بهرجة المؤتمر ، بالطبع يميل الوجدان الشعبى دائما الى ربط مخاتلة النهضة بما حدث فى عهد بورقيبة و بن على و يفكر البعض أن الحركة تقف اليوم على صفيح ساخن خاصة و أن هناك سعى لدى المعارضة لكشف المستور حول العلاقة المفترضة للحركة مع الارهاب و بالذات بشبكات تسفير الارهابيين الى سوريا .
لا يفهم الشارع التونسى اليوم كيف عجزت المؤسسة العسكرية لحد الان عن انهاء مشكلة الارهاب فى جبل الشعانبى و لا يفهم سر هذا التعتيم المقصود على كل ما يحدث فى تلك المنطقة بل هناك من يتهم القيادة السياسية الراهنة بفقدان الارادة فى ضرب الارهاب نهائيا فى هذا الجبل خاصة بعد حصول القوات المسلحة على عدة معدات و طائرات متطورة قادرة على ضبط الوجود الارهابى و تتبع اثاره و القضاء عليه نهائيا، من المثير فى هذا النطاق أن الجميع يتهم حركة النهضة بالإرهاب و بتسيير شبكات التسفير و لكنهم لا يصوبون علامات الاستفهام نحو بعض نواب الحركة الذين يحضرون أعمال لجنة الدفاع فى مجلس النواب بحيث يمكن لهم تسريب المعلومات المهمة كما يحصل مع بعض المحامين أو القضاة الفاسدين الذين يلتقون بالإرهابيين الموقوفين، نفس الشيء بالنسبة لتكوين اللجنة البرلمانية للتحقيق فى شبكات تسفير الارهابيين الى سوريا و التى تشتمل على أعضاء من النهضة و الذين كان عليهم القدح فى أنفسهم تجنبا للقيل و القال و تدعيما لمصداقية اللجنة و ما تتوصل اليه من نتائج، طبعا يجب التوقف حول تصريح شيخ النهضة حول ‘ الاسلام الغاضب ‘ فى تحليله لظاهرة داعش مما اعتبره البعض شكلا من اشكال ‘ التبييض الارهابى ‘ المقصود، يضاف أيضا اليه تصريحه الخطير حول اللحم النتن فى اشارة الى قبوله بعودة الارهابيين الى تونس خاصة بعد تحقيق الجيش السورى لعدم انتصارات متتالية شكلت بداية الهزيمة لمشروع الاخوان و الصهيونية العالمية فى ضرب سوريا و اسقاط نظامها .
يقف جبل الشعانبى اليوم شاهدا على كثير من الاسرار المرعبة و تقف القوات العسكرية المرابطة بسفح الجبل على استعداد لتقديم مزيد من الشهداء الابرياء الذين يسقطون دفاعا عن الراية الوطنية و نتيجة رعونة القيادة السياسية التى ادت بهم الى محرقة قذرة بكل المقاييس ، يقال أن أهالى المنطقى يعرفون كثيرا من الاسرار و يقال أن هناك من يستثمر بقاء الارهابيين بالجبل لغايات سياسية رغم تأثير ذلك على الموسم السياحى و على رجوع المستثمرين الى تونس ، فى كل الاحوال لا أحد اليوم يصدق أن المؤسسة العسكرية غير قادرة على انهاء الوجود الارهابى فى جبل الشعانبى و لا أحد يعلم متى تتحرك الارادة السياسية لكن من الواضح أن هناك أسرارا خطيرة ترغب عديد الاطراف فى ردمها فى كهوف هذا الجبل الى الابد و هناك من يسعى الى اطالة أمد هذه الحرب الارهابية الملعونة الى حين التمكن من كل مفاصل الدولة و انهاكها و بعثرة أوراقها و لعل الحديث عن فتح بحث قضائى فى خصوص ما أثير حول الوجود القطرى فى تونس و مدى علاقته بتمويل الارهاب يكشف مدى تشعب الازمة و تشابك مصالح عدة أطراف داخلية و خارجية لضرب الاستقرار فى تونس بل من المؤكد أن كتاب ‘ قطر هذا الصديق الذى يريد بنا شرا ‘ المنشور لأحد الكتاب الفرنسيين قد اكتفى بكشف قليل من المستور و من يريد الحقيقة عليه انتظار بقية حلقات مسلسل الحرب فى جبل الشعانبى .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: