أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3953
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أجمع حلفاء السعودية قبل خصومها على أن انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة لبنان يمثل قمة الفشل و الهزيمة للسياسة الخارجية السعودية و لعل هؤلاء الحلفاء قبل الخصوم هم من يقرون اليوم بحجم المأزق الذي يعيشه النظام السعودي نتيجة فشل سياسته في المنطقة لا سيما على الجبهة السورية و اليمنية و العراقية بحيث أصبح النظام يبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهه الدموي القبيح خاصة بعد فتور علاقته بالإدارة الأمريكية اثر توقيع الاتفاق النووي مع إيران، أيضا لا يمكن اليوم إغفال قرار الكونغرس الامريكى الصادر بالإجماع و الذي وصم النظام بنظام رعاية الإرهاب و تمويله و حمله مسؤولية اعتداء 11 سبتمبر 2001 و فرض عليه فرضا تقديم و دفع تعويضات خيالية لأسر و أهالي الضحايا ، هذا القرار الصفعة قد دق مسمارا موجعا في نعش العلاقات التاريخية بين البلدين و أسس لمرحلة غامضة لا يملك أحد كشف سرها في المستقبل خاصة إذا نجح المرشح دونالد ترامب في الوصول إلى الجلوس على مقعد الرئاسة في البيت الأبيض .
اليوم يشاهد النظام العميل عناوين فشله الرهيب في سوريا و العراق و اليمن و لعل القرار المصري الأخير بعدم التصويت للمشروع السعودي في مجلس الأمن قد كشف للمتابعين حالة من عودة الوعي لدى القيادة المصرية و رغبتها في التملص و التخلص من ارتدادات الفشل السعودي خاصة و أن الضربات الجوية السعودية التي أزهقت مئات الأرواح اليمنية البريئة منذ أيام قد ألقت بضلالها على العلاقة بين البلدين و كشفت للعالم مدى وحشية هذا النظام القروسطى الآيل للسقوط لولا الحماية الصهيونية الأمريكية، من المفارقات المثيرة للسخرية أن هذا النظام الفاسد قد تعمد خدمة للأغراض الصهيونية الصليبية استصدار قرار قذر من مجلس وزراء الخارجية و الداخلية العرب يوصم حزب الله بالإرهاب فجاء قرار الكونغرس الأمريكي الأخير بوصم النظام السعودي بالإرهاب و بإرهاب الدولة صفعة مدوية قوية تؤكد مرة أخرى أن الإدارة الأمريكية قد بدأت تتخلص من هذا النظام كما تخلصت من أنظمة عربية كثيرة خدمتها و لكنها لم تفهم أن أمريكا لا صديق لها في المنطقة إلا إسرائيل .
يعلم المتابعون أن قطر قد تعهدت في البداية بإسقاط النظام السوري لكنها فشلت في هذا الهدف و جاء القرار الأمريكي بإحالة الأمير السابق على التقاعد المبكر في عقوبة مذلة كشفت عمق استهانة الإدارة الأمريكية بهؤلاء الصغار العملاء، بعدها تعهدت المملكة ب’المهمة’ القذرة و لهذا الغرض جاءت بأمير الدهاء الأمير بندر بن سلطان السفير السابق في أمريكا و الصديق المقرب من عائلة بوش لقيادة المخابرات السعودية المكلفة بملف الجماعات الإرهابية الناشطة في سوريا لكن انتصار القوات السورية بالتعاون مع حزب الله في معركة ‘القصير ‘ قد شكل نهاية هذا القاتل المأجور ليحل محله بنفس علامات الفشل الدائمة الأمير محمد بن نايف، استمرار الفشل السعودي دفع ببعض أمراء العائلة المالكة إلى مطالبة الملك سلمان بإعادة النظر في سياسته الخارجية و بالذات في ملفات اليمن و سوريا و العراق و القيام بقرارات مؤلمة من بينها وقف العدوان البربري على اليمن و محاولة إيجاد مخرج في الملف السوري خاصة و أن الخزانة السعودية قد تم إشهار إفلاسها نتيجة الأعباء المالية التي بذلتها السعودية كلفة للحرب في اليمن و سوريا .
يقول المتابعون أن قبول المملكة المهين بصعود الرئيس عون إلى سدة الحكم في لبنان هو انعكاس للضربة الموجعة التي تعرضت إليها الخزانة المالية السعودية رغم عوائد النفط الخيالية بحيث أن النظام لم يعد قادرا على تمويل عميله اللبناني رفيق الحريري الذي يتعرض بنفسه إلى ضائقة مالية كبيرة جعلت مؤسساته غير قادرة على دفع رواتب عمالها منذ أشهر ، بالمقابل يمثل نجاح العماد عون انتصارا تاريخيا لمحور المقاومة و بالذات سوريا و حزب الله و إيران ، و إذا انتبهنا اليوم إلى ما يقع على الحدود السورية العراقية و بداية الحسم مع الجماعات الإرهابية في مدينة الموصل العراقية و فهمنا مغزى اجتماع وزراء خارجية روسيا و إيران و سوريا في موسكو منذ يومين يضاف إليها التسريبات حول وجود غرفة تنسيق عمليات عسكرية بين القيادات العسكرية التابعة لهذا المحور للإعداد لمعركة حلب الفاصلة فمن المؤكد اليوم أن النظام السعودي المتحالف مع الصهيونية العالمية قد بدأ يتحسس رأسه لأنه سيدفع فاتورة ثقيلة في السنوات القادمة نتيجة وقوفه القذر إلى جانب الأعداء ، يبقى ملاحظة لكل هؤلاء الذين وقفوا مع المؤامرة مثل محمد المرزوقي و أتباعه بأن الخيانة مهما طالت ستكشف يوما و أن الذين باعوا سوريا العروبة سيندمون يوما و يتم رميهم في سلة المهملات .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: