الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7418
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ذكرت بعض الصحف و المواقع الإلكترونية خبر إلتحاق السيدة منوبية البوعزيزي والدة الشهيد محمد البوعزيزي رحمه الله بحزب نداء تونس و رغم أن السيدة منوبية مع إحترامي الكامل لها ليست من الأهمية بمكان حتى يشكل إلتحاقها بنداء السبسي نصرا لهذا الكيان السياسي بل أن هذا الفعل الذي أقدمت عليه والدة الشهيد يستمد أهميته من المكانة التي تحتلها السيدة منوبية في قلوب التونسيين و في الرمزية الثورية التي إكتسبتها نتيجة كونها الأمّ البيولوجية لمحرر المستعبدين الشهيد محمد البوعزيزي.
حقيقة إن صحّ هذا الخبر فسأقول على الدنيا السلام و لن أسأل السيدة منوبية عن السبب الذي جعلها تتلحق بهذا الكيان السياسي بالذات في حين أنه كان بإمكانها أن تنضم لأي حزب أخر خاصة و أن الساحة السياسية التونسية تعج بعشرات الأحزاب ذات اليمين و ذات الشمال أو ربما كان من الأصلح لها أن تبقى خارج التجاذبات السياسية و أن تكتفي بكونها أمّ الشهيد الذي حرر القلوب و الشعوب و أعاد للشعب التونسي ألقه الذي فقده سنين طويلة و هذه المكانة عظيمة جدا لو كنت تعلمين يا خالتي منوبية.
قلت أني لن أتوجه بالسؤال للسيدة منوبية لأنه لا يهمني أن أعرفه بل سأتوجه بكلامي لروح الشهيد محمد البوعزيزي الذي ذرفت من أجله دموع كثيرة ذات يوم حين أسلم الروح لبارئها و أيقنت وقتها أن عرش فرعون قد سقط فكانت مشاعري مختلطة بين الحزن على وفاة البوعزيزي الذي رحل دون أن يرى ما فعل و فرح لأن هذا الفعل لا يقدم عليه إلا العظماء الذين يحفظ لهم التاريخ ما فعلوه و يسجلهم بماء الذهب في صفحاته البيضاء الناصعة التي لا تكون حكرا إلا على الأحرار من أمثال محمد البوعزيزي رحمه الله.
أتعرف يا محمد ماذا فعلت والدتك ؟ لقد نسيت أن دمك المسفوح و دماء الذين لحقوا بك لازلت معلقة برقاب الطاغية و أعوانه ؟ و هل تعلم أن والدتك مدّت يدها للذين أحرقت نفسك هربا من ظلمهم و طغيانهم و إنتصارا لكرامتك المهدورة لكن لا تحزن يا أخي فربما تكون السيدة منوبية هي أمك البيولوجية و هذا لا يعني شيئا في فلسفة الأمومة و الإنتماء و لك في أمهات تونس اللاتي فقدن أبنائهن على مدى خمسين سنة من الإستقلال المغشوش و لم يرضخن لك فيهن جميعا أمّا تتمنى أن تحبل لتنجبك من جديد لتكبر تحت عينيها في تونس الثورة حتى تبقى حارسا بيده قارورة بنزينه يمكن أن يحرق كل من يحاول أن يعادي ثورته التي فجرها.
سأعتذر لك يا أخي الذي لم تنجبه أمّي سأعتذر لأني أعلم أنك حرّ و أن دم الحرّ غالي و أعدك أنك ستبقى قنديلا يضيء لنا طريق الحرية الذي بدأت بفتح أبوابه الموصدة و أوصيك بأن لا تبتئس مما قد يبلغك من أخبار قد تسؤك فنحن سنبقى عسس على الثورة و مكتسباتها و لن نفرط فيها مهما حصل و سنقف صدّا منيعا أمام كل محاولات الإلتفاف و الردة التي يقودها من أجرموا في حقك و حقي و لم تخجل أمّك من موالاتهم و سأقول لها نيابة عنك " الله يهديك يا أمّي ".
مكافح في الجبهة الفكرية
الناصر الرقيق
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: