البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بلا(ل) فضل ... بَلبَلةٌ بلا فَضلٍ!

كاتب المقال د. طارق عبد الحليم   
 المشاهدات: 6207



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا أعرف والله كيف يمكن في مصر، البلد الذي أنجبت مصطفى صادق الرافعيّ، ومحمد محمد حسين، وسيد قطب، أحمد شاكر ومحمود شاكر، وعباس العقاد، وطارق البشري، وغيرهم عشراتٌ بل مئاتٌ من أكابر الكتاب والآدباء والمفكرين، يمكن أن يخرج فيها اليوم مثل هذا الغثاء الذي يدعى بلال فضل (وأحسبه بلا فضل، واللام زائدة!). بل إن مصر التي نعرفها حين أنجبت عقوقاً أو زندقة، أخرجته على درجة عالية من الاحتراف والثقافة، وعليك بطه حسين أو زكي نجيب محمود أو توفيق الحكيم. لكن أن تنجب مثل هؤلاء الأناسيّ الذين يلتحفون رداء الكتابة عنوة وخلسه من ضمير الأمة الثقافيّ ومن وعيها الحضارى، لهو أمرٌ يحتاج إلى تأملٍ تفسير.

وقد لا يكون عَسيراً هذا التفسير، بل لعله قريبٌ مفهومٌ، إذ إن العقود السِّتة الخَالية، قد أخْلت مصر، لا من الشخصيات العبقرية أو الفذة في مجال الأدب والفكر، بل جريمتها الرئيسة كانت في القضاء على البيئة التي يمكن أن ينشأ فيها فِكرٌ أو تنمو فيها موهبة. فقد قضت أولاً على اللغة العربية، فانعدم الحسّ اللغويّ، ثم سعت في القضاء على الدين، ففصلت الناس عن القرآن، ثم نشرت الفضيحة بدلا من الفضيلة، فانحدرت لآفاق الفكر ليجلس على قمته أمثال علاء الأسوانيّ برواية عِمارته التي يسكنها شياطين الجنس والشذوذ، وبلا(ل) فضل، الذى .. والله لا أعرف له عملاً يُذكر ولو في مقام التَبْكيت!

ولكن قضية هذا الرجل أنه تخطى حُدوده المتواضعة، والتي كان من الواجب أن يشكر عليها المولى سبحانه، أن هيأ له مناخاً فكرياً منحطاً، يجعل لأمثاله كلمة تُقرأ، وصورة تننشر، وذهب يتحدث في دين الله، أي والله يتحدث هذا العِلماني اللادينيّ الصفيق في دين الله، ويرسم لله حدود رحمته سبحانه، وما يقبلها من الله سبحانه وما لا يقبل بها! ولا أريد أن أقول أن هذا كفرٌ بواحٌ فالرجلُ قد أعلن الكقر حين أعلن العلمانية والليبرالية وإعتناق هذه المَبادئ الخائبة، التي شاءت الأقدار أن يكون مدّعوها من مُفلسى الفكر، ومُنحَطى الثقافة، وممن يتكئُ على الفكرة العلمانية، من جانبها الجنسي لا غير، على أنها هي الحرية وهي التقدم.
وأمر هذا الدّعي الزنديق أنه لم يكتف باقتراف التدخل فيما ليس منه في شئ، بل إنه راح يعتذر عن هذا الكلام الغث المريض بما هو أقبح من ذنبه، وراح يكذب فيما ذكره، ليدرأ عن نفسه الألسنة الحِداد التي ليست إلا قطرة في بحر ما سيلاقيه على يدي الله الذي استهان برحمته. فقد أحس بوطأة القَادحين المُحقّين في تكفيره، فراح ينبش في الكتب، يريد أن يجد لنفسه مخرجاً، فوجد أمامه قضية العذر بالجهل لمن لم تصله الدعوة، وهي قضيةٌ معروفة في علم الأصول، والفقه، ومعروفٌ الخلاف فيها بين من قال بإعذار من لم تبلغه الدعوة، وبالإمتحان في عرصات القيامة، ومن قال بعدم العذر بالجهل بإطلاق، فإن كلّ من مات على الكفر فهو كافر، وحكم الكافر معروف لأهل هذا الدين. هذه قضية لا علاقة بها بما تقيّأ هذا الزنديق، حيث أنّ مورد حديثه اصلاً كان في أعقاب تلك المساجلات بين أصحاب الصليب من القبط الكفار، وبين بعض مشايخ المسلمين مؤخراً، وما ذكر من أن كلّ من ليس على دين الإسلام فهو كافرٌ وكلُ كافرٍ مخلدٌ في النار، إذ هذه من بديهيات الإسلام، ومما علم من الدين بالضرورة مما يكفر منكره. فإن كلامه كان منصباً على قبط مصر، اليوم، وهل هم من أهل الجنة! وهي القضية التي تحدث فيها القمنى اللعين، وجمال البنا الشيطان الرجيم، من قبل هذا الزنديق. فأن يأتي باستشهاداتٍ على أنه إنما كان يتحدث في تلك القضية الأصولية المتخصّصة، التي تتعلق بحكم من لم تصله الدعوة، لهو كذب واحتيال ونفاق وجبن، في آنٍ واحد.

ومصر اليوم تمتلأُ بمثل هذه الشخصيات العَفنة، التي تتصور إن لها قدراً في الفكر والثقافة، بل وهي التي تقود جماهير ممن ضَحُل علمهم وانعدَمت ثَقافتهم فظنوا أنّ ما عليه هؤلاء عِلماً يقرأ وثقافة تتبع.
وصحيح ما تقوله العامة "الأعور بين العميان مفتح"!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، النخب، الإسلاميون، العلمانيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-10-2011   www.almaqreze.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  دراسة مقارنة للحركة الجهادية والانقلاب بين مصر والشام والجزائر
  لماذا خسر المسلمون العالم؟
  6 أكتوبر .. وما بعده!
  دين السلمية .. وشروط النصر
  اللهم قد بَلَغَت القلوب الحناجر ..!
  أشعلوها حرباً ضد الكفر المصريّ.. أو موتوا بلا جدوى
  يا شباب مصر .. حان وقت العمليات الجهادية
  يا مسلمي مصر .. احذروا مكر حسان
  العقلية الإسلامية .. وما بعد المرحلة الحالية!
  الجمعة الفاصلة .. فليفرَح شُهداء الغد..
  "ومكروا ومكر الله.." في جمعة النصر
  ثورةُ إسلامٍ .. لا ثورة إخوان!
  بل الدم الدم والهدم الهدم ..
  جاء يوم الحرب والجهاد .. فحيهلا..
  الإنقلاب العسكريّ .. ذوقوا ما جنت أيديكم!
  حتى إذا جاؤوها .. فُتِحَتْ لهم أبوابُ أحزَابها!
  سبّ الرسول صلى الله علي وسلم .. كلّ إناءٍ بما فيه ينضح
  كلمة في التعدّد .. أملُ الرجال وألم النساء
  ظاهرة القَلق .. في الوّعيّ الإنسانيّ
  نقد محمد مرسى .. بين الإسلامية والعلمانية
  مراحل النّضج في الشَخصية العلمية الدعوية
  الإسلاميون .. وقرارات محمد مرسى
  قضيتنا .. ببساطة!
  وماذا عن حازم أبو اسماعيل؟
  من قلب المعركة .. في مواجهة الطاغوت
  بين الرّاية الإسلامية .. والرّاية العُمِّيّة
  أنقذونا من سعد الكتاتني ..! مُشكلتنا مع البَرلمان المصريّ .. وأغلبيته!
  البرلمان.. والبرلمانية المتخاذلة
  المُرشد والمُشير .. والسقوط في التحرير مجلس العسكر ومكتب الإرشاد .. يد واحدة
  الشرع أو الشيخ .. اختاروا يا شباب الأمة!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، سيد السباعي، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، محمود طرشوبي، وائل بنجدو، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، أشرف إبراهيم حجاج، محمد شمام ، د - صالح المازقي، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، د. صلاح عودة الله ، د. طارق عبد الحليم، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، يزيد بن الحسين، رضا الدبّابي، أنس الشابي، عبد العزيز كحيل، سلام الشماع، د - عادل رضا، محمد الياسين، طلال قسومي، أحمد بوادي، المولدي الفرجاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد أحمد عزوز، كريم السليتي، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، إيمى الأشقر، عبد الله الفقير، عواطف منصور، الهيثم زعفان، فهمي شراب، د - الضاوي خوالدية، صفاء العراقي، منجي باكير، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد علي العقربي، صباح الموسوي ، سليمان أحمد أبو ستة، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، علي الكاش، فتحي الزغل، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود سلطان، حميدة الطيلوش، صلاح الحريري، مصطفى منيغ، حسن عثمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم فارق، مراد قميزة، رافع القارصي، أحمد النعيمي، الهادي المثلوثي، طارق خفاجي، محرر "بوابتي"، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، المولدي اليوسفي، فتحي العابد، إياد محمود حسين ، محمد العيادي، صلاح المختار، حاتم الصولي، علي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د. مصطفى رجب، محمد يحي، محمد الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، بيلسان قيصر، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، عراق المطيري، عبد الله زيدان، أبو سمية، جاسم الرصيف، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد الحباسي، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، رحاب اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بنيعيش، سلوى المغربي، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمر غازي، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، مجدى داود، د. عبد الآله المالكي، د- محمد رحال، رشيد السيد أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، حسن الطرابلسي، د. أحمد بشير، مصطفي زهران، أحمد ملحم،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة