البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السادة القضاة المحترمون

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3189


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


دعكم من الشعارات البائسة و من كل الكلام المنمق الذى تسمعونه على مدار الساعة فى وسائل الاعلام، ما يحصل فى اروقة المحاكم و فى ميدان القضاء بالخصوص هو حوار معيب بل أن ما يحدث اليوم قد يرقى الى مستوى الجريمة الاخلاقية و يؤكد أن بعض السادة القضاة قد تخلوا عن واجبهم المهنى و تركوا معالجة الملفات و البت فيها و هرعوا الى الساحة السياسية بحثا عن مفقود اسمه ‘ هيبة القضاء ‘ يعلم الجميع أنه توفى مغدورا و تفرق دمه بين ‘ القبائل ‘ و لم يعد هناك من يطالب أو يسعى اليه أو يريد البحث عن هذا المجهول الذى قيدت باسمه قضية ‘ اغتيال هيبة القضاء ‘ ، أى نعم، اليوم لم يعد هناك من ينادى بهيبة القضاء و السبب بسيط و واضح و جلى و لعل السادة القضاة المحترمين هم سيد العارفين بالأسباب التى ادت الى فقدان المواطن للثقة فى القضاء و بكامل الظروف الملتبسة التى جعلت بعض القضاة يخرجون عن الاجماع و يتولون القضاء باسم نزوات و طلبات رئيس الدولة السابق و حاشيته بدل القضاء ‘ باسم الشعب ‘ حسب العبارة الشهيرة التى تأتى أول تضمين الاحكام القضائية، هنا بدأت الجريمة و هنا اختلت الموازين و هنا تم اغتيال القضاء بيد ابناءه و ترك الشرفاء منهم بل سند ليتم ‘ اغتيالهم ‘ بدم بارد و عن سابق اصرار و ترصد على يد السلطة بإبعادهم و نفيهم و الانتقام من شرفهم المهنى، لكم فى القاضى الشريف المختار اليحياوى خير مثال يا اولى الالباب .

من كان منكم بلا خطيئة فليرمنى بحجر و بعض القضاة تحديدا ملطخون بالخطايا و السقطات المهينة بالطول و العرض، لذلك من المعيب اليوم أن تصاغ كل هذه الحملات المشبوهة بعلة الدفاع عن ‘ هيبة القضاء ‘ فى حين لا تزال هناك هيئات قضائية تنفذ التعليمات و تبغى على الحق ليصبح باطلا و الباطل ليصبح حقا و هنا من الوجيه الاشارة الى أن اصرار السادة القضاة المحترمين فى السنة الماضية على ركوب موجة السياسة قد أخل بميزان العدالة اخلالا جسيما و غير مسبوق فى تاريخ القضاء التونسى، فمثلا كان لكل تلك الوقفات الاحتجاجية العشوائية و المتكررة انعكاس سيء سواء على مستوى هبوط نسبة البت فى ملفات المواطنين و المحاكم تعانى اصلا من البطيء و التثاقل الذى تسبب فى زيادة و انتشار الفساد و الرشوة داخل اروقتها أو على مستوى تدنى الثقة المتهرئة اصلا فى القضاء بفعل عوامل يطول شرحها أو على مستوى الصورة الايجابية التى تركها بعض القضاة الشرفاء ليتم ضربها فى الصميم من طرف زملاء المهنة ، نحن اذن أمام هيكل مريض سريريا يريد الايحاء بالعافية على خلاف كل نتائج ‘ التحاليل ‘ بل يريد أن نظن خيرا و فيه من لا يزال ملتصقا بقضاء التعليمات و منفذا لكل الرغبات و النزوات .

لعل ما حصل منذ ساعات بالمحكمة الابتدائية ببن عروس مثير الى اقصى حد و لعل هذه الحادثة قد كشفت كثيرا من المستور و اعطت للمتابع صورة عن تدنى اجهزة الدولة بشكل مفزع ، ان هروب البعض سواء من النقابات الامنية أو القضائية الى وسائل الاعلام يطرح مسالة مهمة و على غاية من الخطورة لان هؤلاء لم يفهموا للمرة الالف ان الشعب قد استفاق لحسن الحظ من غفوته التى طالت اكثر من اللازم و هذه الاستفاقة تجعله يرتاب فى الجميع و بالذات من كل هؤلاء الذين يتلاعبون بالمفردات و يقسمون بأغلظ الايمان انهم المدافعون عن العدالة و عن مفهوم حرية الانسان و الحاثون للآخرين على مبادلتهم نفس الشعور و المشاعر و هم يعلمون ان الامر يعد من رابع المستحيلات لان القضاء سيبقى على ‘ حالته ‘ طالما لم يتطهر فى الاعماق و فى الاطراف و المؤسسة الامنية ستبقى الوسيلة الرادعة مهما تلونت الافكار و حاولت نسيان الماضى لتدخل عالم خدمة المواطن لا خدمة الحاكم ، ربما خرج الجسم الامنى عن واجب ضبط النفس و التحفظ حين احاط احاطة السوار بالمعصم بمقر من مقرات السيادة القضائية و الوطنية فى حركة خارجة عن كل الاعراف و اللياقة الوظيفية و لكن من حق الجميع ان يتساءل هذه المرة على الاقل لماذا وقع المحظور و لماذا الان و من يقف وراء كل هذه الزوابع الامنية .

أبضا يجب اليوم على هيكل القضاء و على من يقفون على شؤونه و ادارته ان يتدبروا امرهم ليفهموا ان ما يحصل من سراح لبعض الارهابيين و ما يشاع من اختلاط الماء بالزيت كما يقال و من ما يهمس به البعض سرا من تدخل الاحزاب فى القضاء و من وجود اطراف مشبوهة داخلية و خارجية تريد ان تتلاعب بحقوق المواطنين ،هذا كله يستدعى وقفة تأمل صارمة للفرز و التدبر و اخذ القرارات المهمة الكبرى التى تحفظ او تعيد هيبة القضاء المفقودة، يكفى سادتى القضاء المحترمين من ايقاف الامنيين بهذه السرعة لإطفاء بعض الحرائق الموهومة او المشبوهة و تفضلوا بكشف المستور على مستوى تدخل بعض المحامين المعروفين بعلاقتهم الاثمة بالإرهاب فى شؤون القضاء، ان ما حصل بالمحكمة الابتدائية ببن عروس هى فضيحة مست كل الاطراف فى الهيكل الامنى و القضائى و ما يحصل اليوم من توقف عن العمل بعلة الغضب القضائى هو مزيد من اضاعة حق المواطن و اعطـاء الفرصة لتواصل الرشوة و الفساد اضافة الى تدنى نسبة الثقة الشعبية فى هذا الهيكل، ان الاحتجاجات بهذا الشكل ليس لها مبرر و لن تحسن من صورة القطاع و لن تمنع عنه الهزات و التدخلات لان الجهة الوحيدة القادرة على اعطاء القضاء صورته الحقيقية هى الشعب و حتى يتفهم الجميع هذا الامر فستبقى الحالة على ما هى عليه و على المتضرر الالتجاء الى وقفة غضب .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، النقايات الامنية، القضاء، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-03-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العربي، محمد اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، ماهر عدنان قنديل، كريم فارق، أحمد ملحم، يزيد بن الحسين، فتحي الزغل، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، فتحـي قاره بيبـان، علي عبد العال، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفي زهران، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، العادل السمعلي، سعود السبعاني، صفاء العراقي، عبد الله زيدان، محمود سلطان، تونسي، محمد العيادي، سيد السباعي، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، إياد محمود حسين ، د. طارق عبد الحليم، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الطرابلسي، عمار غيلوفي، عواطف منصور، محمد شمام ، إسراء أبو رمان، أنس الشابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، رمضان حينوني، أحمد بوادي، محمد عمر غرس الله، رضا الدبّابي، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، صالح النعامي ، كريم السليتي، الهادي المثلوثي، صلاح المختار، صباح الموسوي ، عزيز العرباوي، د- محمود علي عريقات، علي الكاش، سلام الشماع، د - محمد بن موسى الشريف ، عمر غازي، سلوى المغربي، جاسم الرصيف، منجي باكير، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، محمد أحمد عزوز، أ.د. مصطفى رجب، محرر "بوابتي"، محمد الياسين، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد الحباسي، فتحي العابد، فهمي شراب، مراد قميزة، أبو سمية، المولدي الفرجاني، طلال قسومي، فوزي مسعود ، أحمد النعيمي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد يحي، رشيد السيد أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، سامر أبو رمان ، حسن عثمان، ياسين أحمد، مجدى داود، د - عادل رضا، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، د. مصطفى يوسف اللداوي، عراق المطيري، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة