البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس : ملف الاغتيالات، و ملف القضاء

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4028


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ أن استقبل السيد الرئيس الباجى قائد السبسى زوجة الشهيد شكري بلعيد السيدة بسمة الخلفاوى و قال كلمته المشهورة عند تذكيره بوعده الانتخابي المتمثل في كشف حقيقة اغتيال هذا المناضل ‘ أنا لا أتدخل في سير القضاء ‘ يسأل الشارع التونسي بكثير من الاستهجان و السخرية، من هو هذا ‘ القضاء’ الذي أخاف سيادة الرئيس و جعله يتنكر لوعده و يخلفه على رؤوس الملأ، للأسف حتى الآن لا شيء تغير في هذا ‘ القضاء’ منذ ما قبل عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن على، و لعل حكومة الترويكا قد زادت في إفلاس هذه المنظومة الفاسدة رغم أن وزير العدل السابق نورالدين البحيرى قد حاول الانتقام من بعض القضاة الذين وقفوا إلى جانب الاستبداد ضد منظومة الإرهاب التابعة لحركة النهضة، للأسف أيضا أن هذه المنظومة المخترقة و المسيسة لم تنجب لحد آلان هيكلا نزيها قادرا على رفع تحديات إصلاح القضاء و إعادة النبض لهذا المكون الأساسي من مكونات الديمقراطية المنشودة بعد الثورة .

لا أحد يحرك ساكنا في مجالس القضاء و داخل المكاتب المغلقة لرفع المظالم و كشف الحقائق، فقط هناك حديث و إشاعات و تحاليل تفيد أن هذا ‘ القضاء’ قد قرر قفل ملف الشهيدان شكري بلعيد و محمد البراهمى و تقييد القضية ضد مجهول، بالطبع هناك متهمون موقوفون في القضيتان و هناك ملفات تحقيق ‘كبيرة الحجم ‘ و هناك تصريحات و اعترافات، لكن المتهم الحقيقى موجود خارج أسوار سجن المرناقية، هذا المتهم هو حزب سياسي مشارك في الحكم يعرف أدق التفاصيل عن عمليتي الاغتيال، و هو يعمل على طمس الحقيقة بكل الطرق و آخرها محاولة اغتيال رحل الأعمال رضا شرف الدين النائب بمجلس الشعب و رئيس فريق النجم الرياضي الساحلي ، و حين صمت المنشط معز بن غربية عن ‘ الكلام المباح ‘ فهم المتابعون لملف الاغتيالات أن ‘ الحركة ‘ لا تمزح في مثل هذه المساءل و أنه على هذا المنشط أن يدعى السفه و الخبل و إلا ستصله يد ‘ الجماعة ‘ .

قاتل الشهداء معروف بالاسم و بالهوية و بالسبب، و هو لا يخفى ذلك، بل هناك من هدد علنا بالمجلس التأسيسي بقتل أعداء ‘ الحركة’ و هناك من هدد بنصب المشانق بشارع بورقيبة لكل المخالفين لرأى ‘ الجماعة ‘، وحده ‘ القضاء’ لا يعرف، لا يرى، لا يتكلم ، و وحده هذا ‘القضاء’ من يطلق سبيل كل من قتل و أهدر دماء شهداء الجيش و الأمن بحجة أن ‘ الأدلة’ غير كافية و أنها انتزعت تحت التعذيب إلى غير ذلك من البهلوانيات التي شاهدنا عينة قذرة منها على لسان رئيس مرصد ‘استقلال’ القضاء المدعو أحمد الرحمونى أحد المشتغلين بملف تبييض الإرهاب مثله مثل كثير من ‘ المحامين’ و رجال الإعلام و رجال السياسة الذين كلفتهم الخزائن النفطية الخليجية بالسهر على ترهيب القضاة الشرفاء و تبييض الإرهاب و تسريب ملفات التحقيق و قضاء شؤون المعتقلين و تمكينهم من كل الوسائل ‘البيداغوجية’ لمواصلة جرائمهم التكفيرية داخل السجون .

بعد الثورة، سقط ‘القضاء’ نهائيا و بلا رجعة، و صارت المحاكم و الأحكام مدعاة للتندر و السخرية السوداء اللاذعة، و في ظل حكومة مخترقة من ‘ الحركة ‘ و وزارة عدل تركها وزير العدل نورالدين البحيرى في أتعس حالتها لا مناص من الاعتراف بأنه لا مجال لهذا الجيل على الأقل بأن يتعرف على حقيقة ملف الاغتيالات، بالطبع من الممكن أن يخرج على هذا الشعب رجل شريف يكشف الحقيقة بكل أبعادها الصادمة للرأي العام و من الممكن أن تلفظ وزارة الداخلية يوما حقيقة ملف الاغتيالات، في هذا الصدد يجب أن لا نقصر في حق أبناء بن قردان الذين أعطوا لبقية الشعب درسا غاليا في الوطنية و فداء الوطن رغم الطابور الخامس و رغم كل هنات الخطط الأمنية ذات العلاقة بمواجهة الإرهاب، في هذا الصدد نحن في انتظار رجل شريف يكشف حقيقة الاغتيالات و رجل شريف يكشف حقيقة هذا ‘ القضاء الذي تحول إلى قضاء مدمر للثورة و لتضحيات الشعب و مستقبل أبناء هذا الوطن، لنفهم في نهاية الأمر حقيقة ما سطرته عقول ‘ الجماعة’ و عقول الذين تحدثوا في مجالسهم المسمومة عن أن الجيش ليس مضمونا و أن المهمة العاجلة هي التقية و التمكين، لنتساءل في نهاية الأمر، هل أن سقوط الإخوان في مصر قد أنقذ تونس من حمام دم ؟ و هل أن اعتصام الرحيل قد أنقذ تونس من ‘ رابعة’ ثانية ؟ و متى ستكشف ألغاز ملف الاغتيالات حتى يستريح الوطن و نتقبل العزاء في شهداء الثورة .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإغتيالات، الباجي قائد السبسي، شكري بلعيد، محمد البراهمي، طليقة بلعيد، بسمة الخلفاوي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آسيا العبيدى ، القاضية التي قالت لا
  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، محمد علي العقربي، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، طارق خفاجي، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، بيلسان قيصر، محمد عمر غرس الله، إسراء أبو رمان، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، أحمد الحباسي، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، أبو سمية، نادية سعد، سعود السبعاني، سليمان أحمد أبو ستة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود سلطان، مصطفي زهران، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، كريم السليتي، محمد يحي، رشيد السيد أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، أحمد النعيمي، صالح النعامي ، كريم فارق، جاسم الرصيف، سامح لطف الله، خالد الجاف ، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، الناصر الرقيق، د. خالد الطراولي ، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، عراق المطيري، د - عادل رضا، رمضان حينوني، أحمد ملحم، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، إياد محمود حسين ، وائل بنجدو، فتحي الزغل، عبد العزيز كحيل، صلاح الحريري، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمود علي عريقات، أ.د. مصطفى رجب، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، تونسي، عمار غيلوفي، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي عبد العال، د. أحمد بشير، منجي باكير، مراد قميزة، أنس الشابي، سلوى المغربي، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، فتحي العابد، فهمي شراب، مصطفى منيغ، عزيز العرباوي، يزيد بن الحسين، د - الضاوي خوالدية، المولدي الفرجاني، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، مجدى داود، محمد اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، محمد أحمد عزوز، صلاح المختار، د. أحمد محمد سليمان، محمد الياسين، محمود فاروق سيد شعبان، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، أحمد بوادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافع القارصي، عمر غازي، د- جابر قميحة، محمد شمام ، فوزي مسعود ، يحيي البوليني، صفاء العراقي، سفيان عبد الكافي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، د. صلاح عودة الله ، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، المولدي اليوسفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز