أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3571
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يقول المناضل البريطاني المعروف جورج قالاوى أن ‘ ثورة’ تقف وراءها إسرائيل بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية و السعودية لا يمكن أن تسمى ثورة، و بعد أكثر من خمسة سنوات من هذه ‘الثورة’ المؤامرة التي دبرتها المخابرات الصهيونية القطرية التركية السعودية لا يمكن لأي متابع مستقل لهذا الحدث الدموي أن يدلنا على خارطة طريق مستقلة لهذه الثورة المشبوهة أو لقائمة أسمية ثابتة لما يسمى بهذه المعارضة السورية الكرتونية التي تقودها المخابرات، فتركيا لها قائمة و قطر لها قائمة و السعودية لها قائمة و بالطبع أمريكا و إسرائيل تحاولان القيام بعملية ضم فاشلة لجملة هذه القوائم المشلولة الخائنة للوطن و الشعب السوري، و حتى نفهم أكثر طبيعة هذه الكيانات نتحدى هذه الدول المتآمرة على سوريا أن تقدم شخصا من هذه الأسماء يتمتع برؤية مستقلة أو بقليل من الشعبية أو له حظوظ في الفوز في أي انتخابات تشريعية أو رئاسية سورية محتملة .
تريد قناة الجزيرة و لفيف الإعلام المضلل المشتغل على تمرير هذه المؤامرة أن يقنع المتابعين بوجود ثورة في سوريا و أن ما حدث من اشتباك مسلح بين النظام و بين الجماعات الإرهابية السعودية هي ثورة ‘سلمية’ تحمل بصيصا من الأمل للشعب السوري، و لعله من الصعب على المنطق أن يتقبل أن تتحالف ‘ ثورة’ سلمية مع جماعات إرهابية توصفها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بالإرهاب لكنها و من باب تشابك المصالح و كما حدث في أفغانستان زمن الغزو السوفييتي تستعين بها لمواجهة المد الشيوعي بالتحالف مع المخابرات الباكستانية، أيضا لا يمكن لعاقل أن يقبل بأن تحل هذه الجماعات التكفيرية المتحالفة مع الصهيونية العالمية مكان ما يسمى ‘بالائتلاف ‘ السوري الممثل ‘ الشرعي ‘ للثورة السورية كناطق رسمي باسم هذه الثورة القذرة الملوثة بالدم و بسيول الخيانة الوسخة، و لأول مرة في العالم يتحدث البعض عن ثورة تديرها جماعات إرهابية و تقف وراء هذه الجماعات مؤسسة دينية تكفيرية سعودية تدير النظام السعودي .
لا خيار اليوم و بعد أن كشف المستور السعودي القطري التركي الصهيوني القبيح لهؤلاء الذين يسوقون لهذه الثورة الإرهابية الدموية إلا الاعتراف بأنهم فشلوا رغم استنفارهم المحموم لمنظومة تضليل إعلامية مشبوهة تتكون من قناة ‘ الثورات العربية’الجزيرة ‘الصهيونية القطرية و قناة ‘ العربية’ السعودية و قناة ‘ المستقبل ‘ ذات اللون السعودي، هذه المنظومة تحالفت مع قنوات الغرب مثل فوكس نيوز و س .ن . ن و فرانس 24 و سكاى نيوز و فرنسا الثانية و بى .بى . سى البريطانية إلى غير ذلك من الدكاكين الإعلامية الساقطة مهنيا و أخلاقيا، و بالنهاية كشفت التسريبات الإعلامية حقيقة هذا ‘ الإعلام’ المضلل للحقيقة و تبين أن كل ما جاء في هذه القنوات إضافة إلى بعض الصحف هو عملية غش و تدليس و تغرير للحقيقة و أن وكالة المخابرات الأمريكية بالإضافة للموساد هما الذين قاما بدور غرفة التحرير و مد هذه القنوات العاهرة بخط التحرير المناسب، و حين تسقط نسبة مشاهدة قناة الجزيرة مثلا مثل هذا السقوط فمن الواضح أن المتابع العربي قد كشف شيئا قليلا من عملية المغالطة و انتهى إلى حقيقة الدور السعودي القطري التركي في تنفيذ مؤامرة إسقاط النظام السوري .
من عيب بعض الأقلام أنها تتحدث عن وجود ‘ثورة’ سورية و عن نظام مستبد و معارضة سلمية، هذا طرح مغلوط و مبسط لحقيقة ما حدث في سوريا، فهناك وسائل إعلامية غربية غير منحازة تحدثت بوضوح عن مؤامرة لإسقاط النظام و عن دول خليجية و غربية شاركت في صنعها و تنفيذها، و هناك مخابرات دربت و أشرفت على تمرير الجماعات الإرهابية إلى سوريا لهذا الغرض، لكن هؤلاء يستمرون في عملية المغالطة، أخرها استغلال القرار الروسي بسحب بعض القوات الروسية من سوريا بالاتفاق المسبق مع الرئيس السوري، كتبوا سيولا من المغالطات لينتهوا لوجود قطيعة بين النظامين تؤكد نهاية الرئيس الأسد ، هم يكذبون طبعا، و كلام سماحة السيد حسن نصر الله بالأمس على قناة الميادين فضح هذه الكذبة و بين للجميع كم هم تافهون في كذبهم و تحاليلهم الطفولية السخيفة، و بين لهؤلاء المتاجرين بالدم السوري أن النظام خط أحمر و أن بقاء الرئيس الأسد أو رحيله مسالة سورية و أن الرئيس الأسد هو من يدير قواعد اللعبة و أن الجيش السوري قد انتصر رغما عنهم و رغما عن كيدهم .
لقد تحدث الرئيس الروسي بعد قرار الانسحاب و قطع أنفاس المتآمرين و قضى على حماقتهم و كذبهم بأن أكد دور الرئيس السوري المهم في عملية البحث عن حل سياسي للحراك السوري، مؤكدا بوضوح أن مؤتمر جينيف و غيره من المسائل ذات العلاقة يدور برعاية أسدية كريمة و أن الحل لن يكون إلا بجلوس السوريين الأحرار مع بعضهم بعيدا عن كل هذه الطجالب ‘المعارضة’ التي تديرها المخابرات في فنادق تركيا و الرياض و تل أبيب، أيضا هناك تأكيد روسي بأن بحث مسألة انتقال السلطة هو شأن سوري سيادي ، بالطبع يحاول بعض الخبثاء التغطية على فشلهم في تحليل مسألة الانسحاب الروسي و في فهم أن الرئيس السوري ليس دمية في يد أي كان مهما كان و أن الرئيس حافظ الأسد هو من وقف في وجه الرئيس كلينتون في مدينة جينيف ، يقول أحدهم أن النظام الروسي يعانى من الكساد الاقتصادي و يتدخل في سوريا فقط للحفاظ على مصالحه، لكن لا ينتبه هذا ‘ المحلل’ أن هذا النظام نفسه قد رفض مغازلة المليارات السعودية التي عرضها الأمير بندر و الأمير سعود الفيصل مقابل التخلي عن الرئيس الأسد و من غيره، أفلا تستحون من الكذب على الحقيقة ؟ .
فشلت السعودية و قطر و تركيا و إسرائيل و أمريكا و تحالف 14 آذار اللبناني العميل، هذا وضح و لا يحتاج إلى بيان رغم نعيق الغربان، و إذا كان هناك طرف يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه فهي الولايات المتحدة و السعودية و تركيا، الأولى لأنها واجهت لأول مرة في تاريخها الفيتو الروسي المكرر في مجلس الأمن و الثانية لأنها كشفت للعالم وجهها القبيح المتعامل مع المؤامرة الغربية لإسقاط الأنظمة العربية الممانعة و الأخيرة لأنها انكشفت بصورة مبكرة و بعد آن كانت سياستها تقوم على الصفر مشاكل مع الجيران انتقلت إلى سياسة مشكلة مع كل جيرانها، الحقيقة المكتشفة الأخرى أن ما سمي ‘بالثورة’ السورية قد كانت مجرد مؤامرة قذرة على المقاومة و جزءا من تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة، الحقيقة الأخرى الثابتة أن محور المقاومة قد خرج من هذه المؤامرة ليصبح قوة إقليمية يتحسس لها الخليج رأسه، يبقى مسألة المراهنة على الجواد الخاسر فالواضح أن عجز الميزانية السعودية الذي وصل للنصف في حدث غير مسبوق منذ اكتشاف و تصدير النفط دون تحقيق انتصار لا في سوريا و لا في العراق و لا في اليمن يؤكد من هو الجواد الخاسر و من راهن عليه من اللوبي الصهيوني الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
22-03-2016 / 19:04:36 فوزي
ما وقع بسوريا وليبيا ليس ثورة وإن كانت البداية كذلك
كان رايي ولازال ان مايقع بسوريا ليس ثورة (ما يحدث بالعراق مختلف لأن الامر يتعلق بمقاومة لاحتلالين امريكي وايراني)، وان ماوقع بليبيا ليس ثورة وان الامر يتعلق بانقلابين، وان ال سعود اولى بالازالة والثورة لو كانت الجماعات الجهادية أمرها بيدها فعلا وليست مخترقة، وان الانظمة الحاكمة ببلدان كالاردن والمغرب اولى بالاطاحة من القذافي وسوريا
بالطبع هذا ليس تنزيها للنظامين المجرمين في سوريا وليبيا
وكان رايي ولازال ان القرضاوي اكبر المجرمين المتاجرين بدم المسلمين حينما دعا لاسقاط القذافي والحال انه يعرف ان ذلك سيقتل المسلمين، بل انه يعرف ان ذلك القتل سيتم بيد الكفار الغربيين (حصل ذلك فعلا حينما كانت فرنسا تقصف الليبيين بسرت)، ولكن الكفر والاسلام هو مجرد اداة لدى اصحاب الاسلام الوظيفي وجماعة الاسلام الامريكي وعلى راسهم القرضاوي وبعض قادة النهضة
هذه بعض مقالاتي في هذا الصدد
22-03-2016 / 19:04:36 فوزي