جمعية تونس الخيرية، طارق الكحلاوى، في البحث عن أموال البترول
أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4084
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هم يتحدثون عن الشفافية و المحاسبة و هيبة الدولة و ضرورة رفض التمويل الأجنبي المشبوه، هذا في الظاهر طبعا، و هم يضعون من هذه العناوين الرنانة يافطات معارضتهم منذ بداية الثورة و خاصة منذ انتقال الحكم من حركة النهضة إلى جماعة الوسطية السياسية، هذا في الظاهر أيضا، لكنه من الغريب أن تصمت ألسنتهم الكاذبة و عيونهم المراقبة عن موضوع تمويل الجمعيات الخيرية التي تناسلت بشكل فاجع بعد الثورة، و عندما يقفز رقم الجمعيات ‘ الخيرية’إلى مثل الأرقام المفزعة الحالية فلا بد أن هناك مشكلة و هناك شبهات و هناك ما يحضر بليل ضد الشعب و ضد الكومة و ضد مبادئ و طموحات الثورة التونسية، فأموال هذه الجمعيات ‘الخيرية’ مشبوهة و رائحتها نفطية قذرة و مراميها مبعث ريبة و أهدافها دنيئة عكس الظاهر، لذلك وجب التنويه .
في تحقيق استقصائي للصحفي معز الباى منشور في موقع جريدة آخر خبر أن جملة الأموال القادمة من الخارج لفائدة جمعية تونس الخيرية أكثر من مليون دينار خلال شهر واحد من سنة 2015 فقط ، هذا تم التأكد منه و بطبيعة الحال المبلغ أكبر عشر مرات من هذا المبلغ ، المثير في هذا التحقيق أن هذه التمويلات المشبوهة لم تخضع من الجمعية ‘ الخيرية ‘ إياها لواجب الإعلام المنصوص عليه بالفصل 41 من المرسوم 88 المتعلق بتنظيم الجمعيات ، و هو نص مهجور لا تطبق الدولة و مجالس الرقابة المالية للحكومات التي تبعت الثورة، ما هو ثابت من التحقيق أيضا أن أغلب ‘الداعمين’ لهذه الجمعيات ‘ الخيرية’ تحوم حولهم شبهات دعم الإرهاب و الجماعات الإرهابية المسلحة، بما يعنى أن هذه الجمعيات هي جمعيات تمويل للإرهاب متخفية تحت غطاء الفعل الخيري و أن المسئولين هم جزء لا يتجزأ من منظومة تمويل الإرهاب بما فيه استقطاب الشباب و تدريبهم و تسليحهم للذهاب إلى بؤر التوتر ف الشرق الأوسط .
يشرف على جمعية تونس الخيرية المرتبطة بحزب النهضة و بحزب المؤتمر كما جاء بالتحقيق المدعو عبد المنعم الدايمى شقيق عماد الدايمى المدير السابق لديوان رئيس الجمهورية المؤقت محمد المرزوقي، بلغ حجم التمويلات الخارجية سنة 2013 ما قدره 222 ألف دينار و 114 ألف دينار و منحة ثانية بقدر 260 ألف دينار خلال سنة 2014 كما حصلت الجمعية على 160 ألف دينار من جمعية ‘ أيادي الخـير نحـو آسيا’ و هو مؤسسة قطرية تابعة ل’قطر فواندايشن ‘، هذه المؤسسة القطرية المشبوهة جاء ذكرها في الكتاب الشهير للصحفيين الفرنسيين كريستيان شازنوت و جورج مالبرونو ‘ قطر...أسرار الخزينة ‘، من المثير للانتباه أن مسئولي جمعية تونس الخيرية قد اكتفوا بالصمت تجاه هذا الكم من المعلومات الدقيقة و الخطيرة و التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن حركة النهضة و حزب المؤتمر قد ساهموا بشكل غير مباشر في تمويل الإرهاب و دعم هذا الزخم الإرهابي بالمال، و أن هناك من تستر على حكم الترويكا على عملية تمويل الإرهاب و إدخال السلاح الذي يتم اكتشافه يوميا منذ سقوط حكم الإسلام السياسي المشبوه.
من المؤكد أن الأموال الخليجية تدفع لشركاء الحكم من أحزاب الترويكا بصورة مستمرة مباشرة دون أن تمر عبر بوابة البنك المركزي التونسي، في هذا الإطار نستحضر تلك المعركة المحمومة التي خاضتها حركة النهضة حول إقالة محافظ هذا البنك السيد مصطفى كمال النابلى و تعويضه بالسيد الشاذلي العيارى و هي معركة تأتى في إطار التعتيم على دخول الأموال لهذه الأحزاب و المنظمات و الجمعيات النهضوية المشبوهة و هي نفس المعركة التي خاضتها النهضة لعدم إقالة رئيس فرقة المطار عبد الكريم العبيدى و هو الذي كان يشرف على دخول ‘ الحقائب المالية الخليجية’ التي تصرف في تمويل الإرهاب و خزن السلاح لحين اللحظة الصفر التي لم تحصل بسبب اعتصام الرحيل في باردو و سقوط حكم الإخوان الفاسدين في مصر، و لان حزب المؤتمر كما كشف وزير التشغيل السابق عبد الوهاب معطر عليه شبهات فساد مالية كبيرة تطال رئيسه المنصف المرزوقي مباشرة، فقد كان حريا بالسيد طارق الكحلاوى مثلا أن لا يتحدث عن حملة ‘ وينو البترول ‘ و لا عن دعمها من باب الشفافية المطلوبة بعد أن تبين أن منزل النجار بلا باب و مخلوع تماما، و بدل أن يبحث هو و من والاه من أدعياء العفة المالية على أموال البترول فقد كان مطلوبا أن يتشمم تلك الحقائب المالية الآتية من الخليج برائحة النفط ليفهم أين ذهب البترول و أين ذهبت أموال البترول، لكن في نهاية الأمر هل يملك البعض شيئا من حمرة الخجل ؟ .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: