أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3955
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
فوجئت الجماهير الرياضية ليلة أمس بتصريح غير رياضي للسيد سليم الرياحى رئيس النادي الإفريقي، أطلق الرجل النار على كل من يتحرك في المجال الرياضي، الوزارة، الجامعة، الحكام، الحكومة، وسائل الاتصال الاجتماعي، الجماهير الرياضية، طبعا تعودنا من كل مسئولي فريق الأكابر بالنادي الإفريقي على مثل هذه الشطحات الغريبة عند كل خسارة، و تعودنا على كسر عنق الحقيقة و اختلاق الذرائع المهينة للمنطق السوي، فهؤلاء الذين يقفون اليوم على سدة الإشراف يفتقدون إلى شيء من الإحساس بالمسؤولية و كثير من الروح الرياضية و يبحثون دائما على تغطية عين الشمس بالغربال، و لعل جماهير الإفريقي تكتشف اليوم بشيء من التأخير أن رئيس النادي نفسه ليس في حجم و سمعة و تاريخ هذا النادي العريق.
هناك شبهات كثيرة حول السيد سليم الرياحى، و هناك لغط كثير و محير حول ثروته الطائلة و هناك شبهات فساد و تلاعب بالمال العام إبان الانتخابات الرئاسية الفارطة، سال كثير من الحبر في هذا السياق و اكتفى ‘المتهم’ بنفس الإجابة النمطية المحيرة ‘ هاتوا برهانكم ‘ ، لكن يكفى أن نقارن بين السن و الثروة، بين ما كان لدى السيد الرياحى عند ‘ الانطلاق’ و بين ما أصبح عليه من ثروة لنسأل السؤال التقليدي : من أين لك هذا ؟، و الذين يعرفون الرجل لا يتمالكون من الضحك عند الحديث عن هذه الثروة ‘الليبية’ و يشيرون بأصابع الاتهام إلى كونها من الثروات الحرام كما نقول بلغتنا العامية و أن ما قام به السيد سليم مع بعض القيادات الليبية في عهد الرئيس معمر القذافى يرقى إلى خيانة المؤتمن و التحيل ، و مع ذلك لا ندرى لماذا صمت السيد محمد عبو وزوجته مثلا على هذه الفضيحة ‘ المالية’ المتنقلة، لماذا لم تقم أية جهة رقابية تونسية بالبحث و لماذا تغاضى الجميع عن هذه الأموال الفاسدة التي تم ضحها في الانتخابات ليحصد الرجل مقاعد بمجلس الشعب و شطرا من حكومة الصيد الفاشلة .
هناك وجه شبه بين السيد سليم الرياحى و رئيس الحكومة الايطالية السابق سيلفيو برلسكونى، هناك حالة تشابك مصالـــح بين المال القذر و النتائج الرياضية المشبوهة و الرغبة الجامحة للتعتيم على الفساد باستعمال قوة الإعلام، نتذكر أن السيد الرياحى قد سعى كثيرا للحصول على قناة فضائية أو ما يعرف ب’ذبذبات سليم الرياحى ‘، و يجمع المتابعون و بعض الخبثاء أن الخلاف الوحيد بين ‘الليبي ‘ كما يسميه جماعة الفايس بوك و بين الكافاليارى كما يسميه الطليان هو النزعة الكبيرة للثاني نحو عالم الجنس و ‘شراء الليالي الصاخبة ‘، في حين لم يتسرب للسيد الرياحى أي خيط مثير للانتباه في هذا المجال، لكن من الأكيد أن جمع الثروات بهذه الكيفية المثيرة للدهشة تؤكد أن الرجل يريد اعتماد هذا الأسلوب و هذه الطريقة في كل المجالات و بالذات في المجال الرياضي على اعتبار أن لعبة كرة القدم اليوم تمكن رؤساء النوادي من كثير من الشهرة و الشعبية اللازمة في الانتخابات و في المشاركة في المجال السياسي .
يقول السيد سليم الرياحى في تصريحه القنبلة الأخير أنه ‘ حط ها الوزير ‘ يعنى طبعا السيد ماهر بن ضياء المنتمى للحزب الوطني الحر، بما يعنى ترجمة أن الرجل قادر على ‘وضع’ الوزراء و تنحيتهم و أن هذا الوزير هو أحد أملاكه و خدمه و عليه أن ينفذ سياسة ‘ عرفه’ و صاحب الفضل عليه، أي و الله هكذا تدار الدولة في عهد السيد سليم الرياحى و هكذا يعين الوزراء و هكذا يخضع الوزير لسلطة الحزب و نزوات رئيس الحزب، و لأنه ‘ حط ها الوزير ‘ فقد كان حريا بالسيد الوزير المحطوط كالأثاث أن يفعل كل شيء لرفع المظالم على النادي الإفريقي بما يعنى ترجمة أن يقوم بكل شيء ليفوز نادى ‘ الشعب’ باللقب في تكرار هزيل لما حدث السنة الماضية من حصوله على بطولة أثارت كثيرا من الشبهات و سميت من المتابعين ببطولة ‘ ضربات الجزاء الخيالية ‘، و بطولة ‘ الغورة ‘، تماما كما يشتبه في ثروة السيد سليم الرياحى، طبعا الوزير لن يستقيل و لن يحتج و لن يتحرك و سيبقى ‘ محطوطا ‘في مكانه إلى إشعار آخر ، طبعا، الأمر يحتاج إلى شجاعة لا يملكها السيد الوزير، فقد سبق للسيد الرياحى توجيه انتقادات قاسية و قرص أذن لهذا الوزير دون أن يحرك ساكنا، طبعا نحن نتفهم لماذا سقطت الرياضة التونسية في عهد هذا الوزير ، و نفهم لماذا يبكى رئيس نادى الشعب و نطالب الجامعة المغضوب عليها بالاستقالة حتى يطمئن قلب السيد الرياحى بأنه رغم فارق النقاط المهول سيجنى هذه البطولة أحب من أحب و كره من كره .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: