أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6828
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من بركات الثورة التونسية أنها أفلتت الجميع من عقالهم الأخلاقية و الدينية بحيث بات الجميع يقتل و يذبح و ينتهك أعراض الجميع ، و باتت الصحف تطالعنا يوميا بأخبار مرعبة عن الابن الذي ذبح والدته من أجل مصروف الجيب و الزوجة التي طعنت رضيعها بعشرات الطعنات دون أن يرف لها قلب أو جفن نكالا في حماتها المتسلطة إلى غير ذلك من الجرائم المثيرة للاشمئزاز و القرف ، و من بركات المؤسسة الدينية العربية أنها جاءت إلينا بكم هائل من الشيوخ الظلاميين الذين يدفعون العقول المهمشة إلى قاع الرذيلة الأخلاقية و الدينية باسم مناصرة الإسلام ، و من بركات فضائيات العرب أنها تبيع الوهم للبائسين المحبطين حتى تدفعهم إلى ‘الجنة’ الموعودة بعد أن يقتلوا من الأبرياء ما يقتلون و ينتهكون من الأعراض ما ينتهكون .
في بعض الدول العربية ، سوريا مثالا ، أصبح المواطنون الأبرياء مشاريع ذبائح لرجال الميليشيات الدينية التكفيرية السعودية ، و على بعد أمتار من المسجد النبوي يقبع كهنة الموت السعوديين يحرفون الآيات و السنن عن مواضعها و أهدافها لتصبح الحجة الباتة التي بفضلها و على أساسها يقتلون و يذبحون و ينتهكون و يغتصبون و يدمرون البشر و الحجر ، و بعد أن ظن البعض أن يصبح مال النفط نعمة الفقراء و المستضعفين باتت تلك الأموال لا تصرف إلا في توفير اليد العاملة التكفيرية و نشر ‘ثقافة ‘ كريهة تسمى ثقافة النصرة الدموية ضد أعداء الله من الشعوب العربية التي جعلت منها هذه الميليشيات القذرة ذبائح و قرابين يومية تقدمها لصاحب المقاولة الصهيوني برنار هنري ليفي و أتباعه من الصليبيين و من المنتهكين للمقدسات مثل هذه الصحيفة الفرنسية ‘شارلي هيبدو ‘ التي تداعى لنصرتها أقوام عربية فقدت عزتها و بوصلتها الأخلاقية .
لا أدرى لماذا أكره تصريحات النظام السعودي عندما يتحدث عن خطر الجماعات الإرهابية و يدعو إلى مواجهتها و لا أفهم بنفس المشاعر ما تطالب به الإدارة الأمريكية من وجوب التكتل ضد هذه الجماعات و أكاد أصرخ من وجع ضرسي عندما أجد رئيس الوزراء الصهيوني في مقدمة المتحدثين الداعين لمقاومة الإرهاب ، بل هناك من بين هؤلاء القتلة من يتحدث أن داعش قد تجاوزت كل الخطوط الحمر مع أن كل مراقب للأحداث قد أشار من البداية أن هذا القطيع القذر من القتلة قد تجاوز هذه الخطوط في سوريا و العراق و ليبيا و تونس و مصر ، لا أفهم لان ممول هذه الحركات المتطرفة هو نظام السعودية و دويلات مجمع مجلس التهاون الخليجي إضافة إلى بعض أجهزة المخابرات الإقليمية التي ترعى وصولها إلى بلاد الشام و تمدها بالخبرة التقنية اللازمة لفرض فكرها الدموي داخل الجسم العربي الرافض لكل الحقن الإعلامية المنادية بالتطبيع و بالاستسلام و بالقناعة بأن إسرائيل هي القدر .
من برنار هنري ليفي إلى بندر بن سلطان إلى تسيبي ليفنى إلى جون ماك كاين إلى عقاب صقر إلى القرضاوى و الغنوشى و عبد الحكيم بلحاج و الظواهري إلى هذا البغدادي القذر تحرك الجميع في التوقيت المطلوب أمريكيا و صهيونيا لإنزال العقوبة القصوى بالنظام السوري بعد أن وقف بشرف مع المقاومة في غزة و المقاومة في لبنان و المقاومة في العراق ، كان على سوريا أن تواجه ‘أصدقاء سوريا ‘ بوجههم القبيح الحقيقي و كان على نظام الأسد أن يواجه ثورة على المقاس أنجبتها الإدارة الصهيونية الأمريكية و صنعتها من عدم لتعطى لنفسها الحق في التواجد معها بعنوان مساندة ما يسمى بتطلعات الشعب السوري، و في هذه المحنة القاسية كلفت أمريكا الجماعات التكفيرية السعودية بهذه المهمة القذرة حتى تغسل يديها من مسؤولية توريط الجنود الأمريكيين في معركة تدرك أنها لن تفلح في الانتصار فيها بعد أن لطخت المقاومة العراقية وجهها في التراب ، و رغم تكالب قوى التخدير باسم الدين التي تمولها السعودية و قطر و تركيا فقد فشل الذباحون في انجاز المهمة و لم يبق أمام أمريكا إلا الخضوع لحساب اللحظة السياسية و العسكرية التي فرضها الصمود السوري المتماسك مع حزب الله و مع إيران و مع روسيا و بقية الدول الحرة في العالم .
لقد شرب الذباحون الإرهابيون الوهابيون من دم الأبرياء في سوريا و كثير من البلدان العربية ، شربوا حتى الثمالة ، و قطعوا الأرحام و الرؤوس و حرقوا الأجساد و مثلوا بالجثث بشكل يفوق فعل الشياطين ، عرفنا هوية هؤلاء الذباحين المحترفين القادمين من كل الدنيا و جاء الشريط الأخير حول ذبح 21 قبطيا مصريا في ليبيا ليؤكد مرة أخرى أن النظام السعودي قد زرع في قلب هذه الأمة فيروسا محموما قاتلا تفوق خسته خسة الحيوانات المفترسة ، و لعله الآن قد بدأ البعض في مراجعة ‘معرفتهم ‘ بحقيقة هذا النظام النازي الذي يشرف إشراف الدولة على منظومة الإرهاب التكفيرية و يصنع منها سلاحه المميت ضد حلف المقاومة و ضد كل الشعوب الذي ترفض مجرد بقاء هذا النظام الشمولي الفاسد بعد أن تحول إلى مافيا فساد و تدمير للحضارة و ما فعله أبناء هذا النظام منذ يومين بالتراث الحضاري العراقي في إحدى المتاحف من تدمير هو دليل آخر على وجوب التخلص من هذا الوباء المدمر.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: