البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الدعوة والتذكير من أخص خصائص أمة البشير النذير-3

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5223


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحلقة الثالثة :
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه، ومن سلك سبيله واتبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد :
وفي هذه الحلقة نواصل حديثنا حول قول الله تعالى : " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " فنقول بتوفيق الله تعالى :

- سابعا : الدعوة والوعظ والتذكير فريضة شرعية ، وضرورة بشرية :

لا يخفى على المسلم الواعي أن الدعوة إلى الله تعالى والوعظ والتذكير كلها – في منظور الإسلام – فرائض واجبة ماضية على الرسل والأنبياء جميعا ، وعلى مجموع الأمة المحمدية – باعتبارها أمة داعية – وذلك بدلائل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،

نعم الدعوة إلى الله فريضة فرضها الله على جميع الأنبياء المرسلين عليهم صلوات الله تعالى وتسليماته ، وفي ذلك يقول الله تعالى :
- { قل إنّى لن يجيرنى من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسو له فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا } (الجن :22-23 ) ، أي ولكن الذي أملكه أن أبلغكم عن الله ما أمرني بتبليغه لكم , وأدعوكم إليه ،
- {وأنذر عشيرتك الاقربين وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ، فإن عصوك فقل إنى برئ مماّ تعملون }، ( الشعراء: 214-216) ، أي أدعو - أيها الرسول - أقاربك وحذِّرهم - الأقرب فالأقرب مِن قومك - مِن عذابنا ، أن ينزل بهم ،
- {يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدى القوم الكافرين ، قل يا أهل الكتاب لستم على شىء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل إليكم من ربكم} ، (المائدة :67- 68) ، أي بلِّغ وحي الله الذي أنزِل إليك من ربك , وإن قصَّرت في البلاغ فَكَتَمْتَ منه شيئًا, فإنك لم تُبَلِّغ رسالة ربِّك, وقد بلَّغ صلى الله عليه وسلم رسالة ربه كاملة, فمن زعم أنه كتم شيئًا مما أنزِل عليه, فقد أعظم على الله ورسوله الفرية ،

وهي أيضا فريضة في حق جماعة المؤمنين والأمة المحمدية ولذلك يقول الحق جل جلاله :

- {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( آل عمران : 104 ) ، أي ولتكن منكم -أيها المؤمنون- جماعة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف, وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا وتنهى عن المنكر, وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا وأولئك هم الفائزون بجنات النعيم ،
- {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }( آل عمران : 110 ) ، أنتم - يا أمة محمد - خير الأمم وأنفع الناس للناس, تأمرون بالمعروف, وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا وتنهون عن المنكر, وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا وتصدقون بالله تصديقًا جازمًا يؤيده العمل. ولو آمن أهل الكتاب من اليهود والنصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند الله كما آمنتم, لكان خيرا لهم في الدنيا والآخرة, منهم المؤمنون المصدقون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم العاملون بها, وهم قليل, وأكثرهم الخارجون عن دين الله وطاعته ،
- {قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين} (يوسف:108) ، أي هذه طريقتي , أدعو إلى توحيد الله وعبادته وحده , على حجة ودليل وبرهان ووعي من الله ويقين , أنا ومن اقتدى بي, واتبع منهجي من المؤمنين ،
- { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين } (فصلت:33) ، أي لا يوجد أحد أحسن قولا ممن دعا إلى توحيد الله وعبادته وحده وعمل صالحًا وقال معلنا هويته ومهمته : إنني من المسلمين المنقادين لأمر الله وشرعه ، وفي الآية حث على الدعوة إلى الله سبحانه , وبيان فضل العلماء الداعين إليه على بصيرة , وَفْق ما جاء عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ،
- { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصو بالصبر } ، (العصر:1-3) ،
- {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }، ( النحل :125 ) ،
-{ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ }( ابراهيم : 5 ) ،
- {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }( النور : 17 ) ، وغير ذلك من الآيات القرآنية كثير ليس هنا مجال تقصيحها وسردها ،
أما في السنة النبوية فهناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي تجلي هذا المعنى نذكر منها :
- حديث أبى موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن مثلى ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال يا قوم إنني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء ، فأطاعته طائفة من قومه فأد لجوا فانطلقوا على مهلتهم ، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق)) ( رواه مسلم ) ،
- حديث عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى رضى الله عنه يوم خيبر: " أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم " ( صححه الألباني : صحيح الجامع الصغير وزيادته ) ،

ثامنا : الأمر بالإصغاء للموعظة والتذكير ، والاستجابة للدعوة والنصيحة الخالصة :

- وإذا كانت الدعوة والتذكير بالمثابة التي أوضحناها آنفا من كونها فريضة شرعية ، وضرورة حياتية ، فلقد أمر الله المدعوين والموعوظين والمستهدفين بالتذكير والموعظة ، أمرهم بالاستجابة للدعوة ، والاستماع والإصغاء للموعظة لما فيها من المنافع العظيمة ، قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) } ( الأنفال : 20 – 25 ) ، قال الشنقيطي : والحاصل : أن آية " إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " مبينة أنه لا طاعة إلا لمن يدعو إلى ما يرضي الله (1) ،
إن على كل إنسان مهما جل قدره وعظم خطره أن يحرص ويجتهد على استماع الموعظة وقبول النصيحة لأنه إذا فعل ذلك فاز بقسطه الأوفر وحظه الأجزل واستحق من الله البشرى في العاجل والثواب في الآجل ومن عقلاء خلقه الثناء الحسن والمدح والإكرام والدعاء ، فإن الله جل ذكره يقول : { فَبِشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } ( الزمر : 17 – 18 ) ، ثم قال : { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ } ( الأنعام : 90 ) ،
والمتدبر للقرآن الكريم وعطاءاته في هذا الصدد يجد أن الله تعالى شبه الكفرة المعرضين عن القرآن الذي هو مشتمل على التذكرة الكبرى والموعظة العظمى بالحمر ، قال تعالى: { فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } ( المدثر : 49 – 51 ) ، قال الشنقيطي : " والعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب ، فيجب على المذكر - بالكسر - والمذكر - بالفتح - أن يعملا بمقتضى التذكرة ، وأن يتحفظا من عدم المبالاة بها ، لئلا يكونا حمارين من حمر جهنم " (2) ، فليحذر المسلم أن يتشبه بهؤلاء الذين ذكروا في الآيات ، ويعرض عن الموعظة والنصيحة والتذكير ،

- وقد جعل الله جل ذكره الخير كل الخير في الاعتبار، وحث عليه في عدة مواضع من كتابه ، قال تعالى : { فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ } ( الحشر : 2 ) ، أي فاتعظوا يا أصحاب البصائر السليمة والعقول الراجحة بما جرى لهؤلاء الذين أصابهم عذاب الله عز وجل ، وقال تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأَبْصَارِ } ( آل عمران : 13 ) ، أي إن في هذا الذي حدث لَعِظة عظيمة لأصحاب البصائر الذين يهتدون إلى حكم الله وأفعاله ، وقال تعالى : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى }( النازعات : 26 ) ، إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظةً لمن يتعظ وينزجر ،
وقال جل وعلا : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى } ( الروم : 8 ) ، وقال جل وعلا وتقدس: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ( الرعد : 3 ) ،
وقال تعالى : {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }( الأعراف : 184 ) ، والمعنى : أولم يتفكر هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا فيتدبروا بعقولهم , ويعلموا أنه ليس بمحمد جنون؟ ما هو إلا نذير لهم من عقاب الله على كفرهم به إن لم يؤمنوا, ناصح مبين ،


تاسعا : نماذج من الآيات القرآنية التي يمكن أن يستعين بها الدعاة في التنبيه والتذكير :

لقد حثت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على التذكير والتنبيه والوعظ والإرشاد من المؤمنين لغيرهم من الناس مؤمنين كانوا أم غير مؤمنين لتسري الدعوة والموعظة في أوساطهم طلبا لاستقامة الحياة الإنسانية على منهج الله ، ولذلك رأينا الأمر الإلهي للرسول صلى الله عليه وسلم ولأتباعه من المؤمنين : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } ، وأيضا : { فذكر إن نفعت الذكرى } ، فالأمر بالتذكير هنا جاء مطلقا ، ذَكِّرهم صباحاً ومساءً ، ولَيْلاً ونهاراً، وفي أيام الرَّخاء ، وفي أيامِ الشِّدَّة ، وفي لحظات الضيق ولحظات البحْبوحة والسعة ، وفي الصِّحَة وفي المرض ، هذه الشَّدَّة تعْني المُبالغة في التَّذْكير من الذي تُذَكِّر؟ ومن يُذَكِّر؟ وكيف تُذَكِّر؟ ما موضوعات التَّذْكير، إن تلك الموضوعات من السعة والشمول بحيث تشمل جميع تعاليم الإسلام وشعب الإيمان ، بدءا من التوحيد الخالص لله عز وجل ، ومرورا بكل قيم الإسلام وأوامره ونواهيه ، أي بكل محتويات المنهج الإلهي بكافة أصوله وفروعه وتشعباته ، وانتهاءا بأدنى شعب الإيمان المتمثلة في إماطة الأذى عن الطريق ، ومن نماذج موضوعات التذكير نشير إلى :
- تذْكيرُ الإنسان بالله تعالى وبأسمائه وصفاته ، وبأنه الخالق لكل شيء القادر على كل شيء ، وتذكيره بحق الله على عباده ، وكيف أنه – جل جلاله – هو المستحق لأن يفرده الإنسان بالعبودية الخالصة ، والتوحيد المجرد من كل شبهه ، قال تعالى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ...... }( محمد : 19 ) ، أي لا معبود بحق إلا الله تعالى ، وتذكيره بخطورة الشرك بالله تعالى ، وصرف ألوان العبادة لغير الله عز وجل ،
- تذكير الإنسان بأصْله ، قال تعالى : { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ }( سورة يس : 77 ) ، وقال جل جلاله : {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً }( الإنسان : 1 ) ،
- تذكير الإنسان بنعم الله تعالى عليه وعلى الناس جميعا الظاهرة والباطنة ،
- تذكيره بأيام الله تعالى ،
- تذكيره بحاجته الماسة للإستقامة على منهج الله تعالى وتقوية الصلة بالله ، وافتقاره الدائم إلى الله عز وجل : قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }( فاطر : 15 ) ، فجميع الناس هم محتاجون إلى الله في كل شيء , لا يستغنون عنه طرفة عين , وهو سبحانه الغنيُّ عن الناس وعن كل شيء من مخلوقاته , وهو الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته ، المحمود على نعمه ، فإن كل نعمة بالناس فمنه ، فله الحمد والشكر على كلِّ حال ،
- تذكيره بخطر الغرور والكبر والتعالي ، وفضيلة التواضع والإخبات ، {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }( الانفطار : 6 ) ،
- تذكيره بالمصير الحتمي لكل إنسان في هذه الدنيا وهو الموت ، قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }( الأنبياء : 35 ) ،
- تذكيره بالساعة والبعث والنشور والصراط والميزان والحساب والجنة والنار ،
- تذكيره بآلاء الله عز وجل في الكون ، فالإنسان مُحاط بآيات مُذْهِلَة ، ليستْ الآيات التي حَوْلَهُ بُرْهاناً مُقْنِعاً فحسب ، لكنها برهان قاطع على عظمة الله ، فالماء - مثلا - يعطيك درساً، من جعله عذباً فراتاً وكان من قبلُ مِلحاً أُجاجاً؟
- للتنبيه إلى الممارسات الشركية على الداعية والواعظ أن يؤكد على قيمة التوحيد باعتباره القيمة المركزية في الإسلام ، وعليه أن يلح في تذكير المتلبسين بتلك الممارسات بالعديد من الآيات القرآنية التي تحض على تجريد التوحيد ، وإخلاصه لله تعالى ومن تلك الآيات نذكر بعض الأمثلة :
- قول الله تعالى : { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } ( سورة هود : 123 ) ،
- وقوله تعالى : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ( سورة الأنفال: 17 ) ،
- التذكير بقضية الجهاد في سبيل الله وحمل هم الدين ونصرته ، والوفاء بعهد الله تعالى ، والتحذير من النكوث في العهد ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } ( سورة الفتح: 10 ) ، ومعنى الآية - كما يقول أهل التفسير - أن الله تعالى يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم ويعلمه قائلا : إن الذين يبايعونك - أيها النبي - بـ "الحديبية" على القتال إنما يبايعون الله في الحقيقة , ويعقدون العقد معه ابتغاء جنته ورضوانه , يد الله فوق أيديهم , فهو معهم يسمع أقوالهم , ويرى مكانهم , ويعلم ضمائرهم وظواهرهم , فمن نقض بيعته فإنما يعود وبال ذلك على نفسه , ومن أوفى بما عاهد الله عليه من الصبرعند لقاء العدو في سبيل الله ونصرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , فسيعطيه الله ثوابًا جزيلا وهو الجنة ، قالوا : وفي الآية إثبات صفة اليد لله تعالى بما يليق به سبحانه , دون تشبيه ولا تكييف ،

- التذكير بالثقة في الله عز وجل وصدق التوكل عليه واللجوء إليه واليقين التام بأن النفع والضر منه وحده سبحانه ، فعندما تهكم قوم هود به وسخروا منه ، وقالوا له كما بين القرآن :{ إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ} ،أي ما نقول في أمرك إلا أن بعض آلهتنا أصابك بجنون بسبب غضبها عليك لنهيك عن عبادتها ، فما كان منه إلا أن قال لهم في ثقة وثبات : إني أُشهد الله على ما أقول, وأُشهدكم على أنني بريء مما تشركون , قال تعالى : { قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{54} مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ{55} إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{56} ( سورة هود : 54- 56) ، ومن هنا نستلهم أهمية التذكير بمواطن التحدي للكافرين والمعرضين والمتمردين والجبابرة ، حيث قال الله تعالى على لسان رسوله " هود " ، مخاطبا إياهم : فانظروا واجتهدوا أنتم ومَن زعمتم من آلهتكم في إلحاق الضرر بي , ثم لا تؤخروا ذلك طرفة عين ، ذلك أن هودًا واثق كل الوثوق أنه لا يصيبه منهم ولا من آلهتهم أذى ولا أدنى ضرر ،
- وقوله تعالى : { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }( سورة الزمر : 63 ) ، التذكير بأن لله تعالى مفاتيح خزائن السموات والأرض , يعطي سبحانه منها خَلْقَه كيف يشاء ، وبين كيف أن الذين جحدوا بآيات القرآن وما فيها من الدلائل الواضحة , أولئك هم الخاسرون في الدنيا بخِذْلانهم عن الإيمان , وفي الآخرة بخلودهم في النار،
وقوله تعالى:
-{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } ( سورة الزمر: 66 ) ، التذكير بأمره عز وجل بتجريد التوحيد لله تعالى ، وإخلاص العبادة له وحده ، وشكره عز وجل على سابغ نعمه ظاهرها وباطنها ،

وختاما نقول : ما أحوجنا في عالم اليوم إلى التذكير الدائم بعظمة الإسلام وحاجة البشرية الماسة لهذا الدين ، ومسؤلية المسلم في أن يكون فاعلا وإيجابيا في حمل هم هذا الدين ويؤدي دوره ما استطاع في تهيئة الظروف للتمكين ، وإصلاح شؤون الأمة ، إن من مهمات الدعوة – كما يرى " عبد السلام ياسين " (3) – السعي الحثيث والجاد إلى تجنيد العامة وتعبئة المستضعفين بهدف إيقاظ القلب إلى معاني الإيمان، ورفع الهمم إلى نشدان الكرامة الآدمية وكمال الإنسان، ثم إيقاظ الفكر من سبات الزمان، وبث الوعي السياسي ليهتم المستضعفون بما يجري من حولهم. إن أمر الدعوة لا يستقيم إن فصلت ما بين المطالب الإيمانية السنية العلية ومطالب العدل والكرامة والشورى والحرية، لذلك وجب تعليم العامة أن الإسلام قومة على الفساد والكفر والظلم والفسق، كلها في قَرَن واحد ، إن من الواجب على رجال الدعوة أن يفتحوا "نوافذ يطلون منها على واقع الأمة ومعاشها، ومعاناتها" حتى يحسنوا تربية العامة، واستنهاض الشباب، واختيار الرجال، ومساعدة كل ذي استعداد لصعود مراقي الإيمان والهجرة والجهاد ،

إن المطلوب اليوم - وأكثر من أي وقت مضى - هو تحقيق قومة كما في اصطلاح المفكر الإسلامي ( عبد السلام ياسين ) ، والقومة تتخذ معنى التغيير الكلي الشامل والعميق بغير عنف ، لبها هو الدعوة إلى الله عز وجل ، فالمطلوب هو إيقاظ النفوس وتزكيتها ، واستنهاض الهمم لطلب الكمال الإيماني ، المطلوب اليوم بإلحاح هو أن نعود أمة مجاهدة كما كنا، راشدة، تقرر مصيرها بإرادتها الحرة، وتفرض قرارها بقوة الساعد المنتج، وتدبير العقل المتحرر من الخرافة وفلسفة الإلحاد، وتنظيم الطاقات البشرية والاقتصادية ، القومة أن يصبح أمرنا شورى بيننا، أن تحمل الأمة عبء الحاضر والمستقبل (4) ،

* على المؤمن أن يعلم أن عليه أن يكون فاعلا إيجابيا في الدعوة والتذكير والإرشاد والدلالة ، وليس عليه إدراك النجاح :

فالله تعالى يخاطب سيد الدعاة إلى الله صلى الله عليه وسلم قائلا : { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ }( الغاشية : 21 ) ، أي لا يحزنه إن هم أعرضوا عنه ، ولم يعبأوا به ولم يستجيبوا لدعوته فهو مذكر فحسب وليس بيده الأمر، وليس بيده النفع والضُّرُّ، ومعنى الآية : أي أنت مذكِّر فقط ، هذا هو القصر في قوله " إنما " ، أي أن حجم النبي الكريم ومهمته أنه يذكِّر الناس بالله فقط ، فإذا أحبُّوه وعاملوه شعروا بالسعادة ، هذا كل ما في الأمر،


فالله عز وجل طمْأنَ النبي عليه الصلاة والسلام أنَّه ليس عليك إلا التَّذْكير، وعَلَيْك أنْ تُبَيِّن لهم كُلَّ شيء حتى يخْتاروا الهِداية ، أما إذا ظَنَنْتَ أنَّكَ سَتُجْبِرُهم على شيءٍ فهذا ليس بِإِمْكانك ، وليس بيدك ، وليس لك ، وليست تلك مهمتك التي كلفك الله تعالى بها ، ولا يعْني ذلك المدعو ليس عليه تَبِعَةٌ اختياره وِعَمَلِهِ، وحتى لا نقع في هذا الوهم فنكمل الآيات : { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ، إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ ، َيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ }( الغاشية : 21 – 24 ) ، والمعنى أن من دعوته فلم يصغ لدعوتك ولم يستجب وأعرض عنها وتولى وكفر فإنه لا يعفى من المسؤولِيَّة ، هناك سَوف يلْقى تَبِعَة عمَلِهِ ، و من توّلَّى أيْ من أدار ظهْره للحق ، هذا هو الكُفْرُ، وهناك تلازُمٌ بين الكُفْر وبين أنْ تُعْرِضَ عن الحقّ ، ليس معنى كافر أنَّهُ أنْكَرَ وُجود الله بالكلية فحسب ، وإنما من معاني الكُفْر الزُّهْد بما عند الله عز وجل ، والإعْراض عنه تعالى لذلك قال الله تعالى : { وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ }( سورة التوبة: 54 ) ،

الهوامش :
=====
(1) - محمد الأمين الشنقيطي : " أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن " ، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، الرياض ، 1983م ، ج8 ، ص : 40 ،
(2) - محمد الأمين الشنقيطي : مرجع سبق ذكره ، ج1 ، ص : 483 ،
(3) - عبد السلام ياسين : " إمامة الأمة " ، دار لبنان للطباعة والنشر ، الطبعة الأولى: 1430 هـ - 2009م ،
(4) – أنظر : خالد العسري : " إمامة الأمة... وظائف الدعوة ومهماتها " ، المصدر :
http://www.yassine.net/ar/document/2802.shtml



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الدعوة، التأمل، الدعوة الإسلامية، التذكير،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-05-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أنس الشابي، علي عبد العال، خالد الجاف ، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، منجي باكير، حسن عثمان، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد محمد سليمان، تونسي، د- محمود علي عريقات، د- محمد رحال، فتحـي قاره بيبـان، علي الكاش، ياسين أحمد، عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، محمد يحي، سفيان عبد الكافي، محمد عمر غرس الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم فارق، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، نادية سعد، الهادي المثلوثي، أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، رشيد السيد أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن الطرابلسي، الناصر الرقيق، سلوى المغربي، أ.د. مصطفى رجب، إيمى الأشقر، د- جابر قميحة، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، ماهر عدنان قنديل، جاسم الرصيف، الهيثم زعفان، رافع القارصي، فتحي الزغل، فهمي شراب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، محمود فاروق سيد شعبان، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمار غيلوفي، د. صلاح عودة الله ، سامح لطف الله، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، أحمد الحباسي، حاتم الصولي، عواطف منصور، طلال قسومي، عمر غازي، ضحى عبد الرحمن، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، محمد العيادي، د. أحمد بشير، عبد الرزاق قيراط ، إسراء أبو رمان، عبد الله زيدان، د - شاكر الحوكي ، مراد قميزة، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، يزيد بن الحسين، حميدة الطيلوش، وائل بنجدو، مصطفي زهران، سامر أبو رمان ، سيد السباعي، مجدى داود، عراق المطيري، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، د - الضاوي خوالدية، أبو سمية، صلاح الحريري، أحمد بوادي، يحيي البوليني، د. طارق عبد الحليم، محمود طرشوبي، مصطفى منيغ، عزيز العرباوي، صباح الموسوي ، رمضان حينوني، محمود سلطان، عبد الغني مزوز، صفاء العراقي، أحمد النعيمي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة