البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نفحات قرآنية (1) : " إن معي ربي سيهدين "

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8408


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحمد لله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،

أما بعد :

المؤمن اليوم في حاجة ماسة إلى أن يفهم معنى معية الله عز وجل لعباده ومغزاها وثمراتها، وما يترتب على العلم بها سواء كانت بالمعنى العام، أي معية الله للناس جميعا، أو كانت بالمعنى الخاص وهي معية الله لعباده المؤمنين (1)

قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }( النحل : 128 )، إنها المعية الإلهية الخاصة، التي نود أن نعيش مع معناها وفحواها،

إن الآية السابقة تمثل قاعدة قرآنية ثابتة راسخة خالدة، لا يعتريها التغيير، ولا يطرأ عليها تبديل، تحمل البشريات للمؤمنين الصالحين، وتهدي أنوار الوعد الإلهي للمتقين والمحسنين من عباد الله، وتقذف بنيران الوعيد على أعدائهم من الكافرين والجاحدين والمشركين والمتمردين،

وفحوى القاعدة ومضمونها يقول : إن الله سبحانه وتعالى مع الذين اتقوه بامتثال ما أمر، واجتناب ما نهى، معهم بالنصر والتأييد , والحماية والرعاية والصيانة والحفظ، ومع الذين يحسنون أداء فرائضه، والقيام بحقوقه ولزوم طاعته , بعونه وتوفيقه ونصره،
تلك القاعدة التي ينبغي أن تكون حاضرة في وعي كل مسلم، وهو يواجه مكر أعداء الله، ويكتوي بنيران هجماتهم الشرسة على دين الله وأولياء الله،

ولا أدري كيف تغيب هذه القاعدة القرآنية عن وعي الأمة وأبنائها في زمن تكالبت عليها الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، وتنكر لها بعض أبنائها ممن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا عملاء لأعدائها، وهم الطابور الخامس الذي هو كالسوس ينخر في عظام الأمة،
كيف تغفل الأمة عن هذه القاعدة ؟
كيف تخشى الأمة أعداءها ومعها هذا السلاح البتار؟ هذا الوعد الإلهي الذي لا يتخلف ولا يتبدل، كيف تعاني الأمة اليوم من الضعف والوهن والانكسار أمام أعداء هذا الدين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمه، ومعها القرآن الكريم، يهتف بها، ويصيح فيها ليل نهار، صباح مساء بقول الله تعالى : " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون "، وهي توقن أن القرآن حق لا باطل فيه، صدق لا كذب فيه، محفوظ بحفظ خير حافظ لا يعتريه تحريف ولا تبديل،
نعم إنها قاعدة ثابتة في كتابها، ومع ذلك فهي عنها غافلة، تماما :

كالعيس في البيداء يقتلها الظما ** والماء فوق ظهورها محمول

والله لو لم يكن مع الأمة سوى هذه الآية المتضمنة لتلك القاعدة، وهذا الوعد الإلهي لما انهزمت أمام أعدائها، ولما تقاعست عن مهمتها ورسالتها في الوجود، ولما تمكنت منها الهزيمة النفسية التي أوشكت أن تجعل منها أثرا بعد عين، فما بالنا والقرآن يذخر بعشرات القواعد المماثلة، ومئات الإشارات التي تؤكد ذات المعنى والمضمون،

لا أدري والله كيف ترضى الأمة لنفسها هذه الحالة من التردي والوهن والتخلف والإنسحاق، والقابلية للإستعمار والاستنزاف ( والاستغفال ) وبين يديها القرآن الكريم الذي يحمل بين طياته هذه القاعدة، وتلك السنة الربانية الماضية، وهذا الوعد الإلهي الكريم من رافع السماء بلا عمد، كيف ترضى لنفسها أن تكون كأولئك الذين أخبرنا القرآن الكريم عن أحوالهم في سورة الجمعة : {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }( الجمعة : 5 )، فالآية تشَبَهُ اليهود الذين كُلِّفوا العمل بالتوراة، ثم لم يعملوا بها , كشَبه الحمار الذي يحمل كتبًا لا يدري ما فيها من العلم , قَبُحَ مَثَلُ القوم الذين كذَّبوا بآيات الله , ولم ينتفعوا بها ولا بهدايتها ,

ما أحرانا وأحوجنا في آن، أن نعيد النظر في طبيعة علاقتنا بكتاب الله الكريم، وأن نحاول جاهدين إعادة صياغة تلك العلاقة بالقدر الذي يمكننا من الإقبال على القرآن تلاوة وتدبرا وفهما ووعيا وعملا وتطبيقا، ويوم أن ندرك أنه لا نجاة لنا ولا فوز ولا صلاح ولا فلاح في الدنيا والآخرة إلا بالامتثال لمنهج الله ( إفعل ولا تفعل ) كما تضمنه كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، يومها ستكون نظرتنا للقرآن، وعلاقتنا بالقرآن على الوجه الذي أراده منزل القرآن جل جلاله، ويومها سيعرف المؤمن أن القرآن الكريم هو النور الذي أنزله النور على النور ليخرج الناس من الظلمات إلى النور،

نعم القرآن نور بدليل قول الله تعالى : {....... فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( الأعراف : 157 )،

وقول الله تعالى : {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }( التغابن : 8 )،

نعم القرآن نور أنزله النور : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ........... }( النور : 35 )،

والقرآن نور أنزله النور على النور، فالرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى : { ........قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }( المائدة : 15 )،

والغاية التي نزل من أجل تحقيقها هي إخراج الناس من الظلمات إلى النور، قال تعالى : {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }( إبراهيم : 1 )،
فالله نور، والقرآن نور، والرسول نور، والغاية التي نزل النور من النور على النور من أجل تحقيقها هي أيضا نور، ولذلك فأمة محمد أمة النور، فكيف ترضى أمة النور أن تعيش في حالك الظلمات،
بل قال أحدهم : يا عجباً لأمة تنام في النور، ولأمم تستيقظ في الظلام !، يقول شوقي وهو يشكو لرسول الله صلى الله عليه وسلم :

شعوبك في شرق البلاد وغربها **كأصحاب كهف في عميق سُبات
بأيمانهم نوران ذكر وسنــــــــة **فما بالهم في حالك الظلمــــــــات

نعم فنحن أمام قاعدة قرآنية من مئات القواعد التي حواها القرآن الكريم، والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلام قادم بإذن الله تعالى إلى ساحة الحياة المعاصرة من جديد، قادم ليصوب مسيرة البشرية التي انحرفت عن صراط الله المستقيم، قادم لينهي عصورا من الحروب والقهر والإستبداد الذي استشرى في جنبات الأرض، كما أنها تؤكد أن أعداء الإسلام وأعداء أمة الإسلام الذين يتربصون بها الدوائر لن ينالوا من الإسلام ما يشتهون، ولن يحققوا ما له يعملون ويخططون ويدبرون ويتآمرون، ولن ينالوا من المؤمنين بالإسلام على الحقيقة، المتقين لربهم، المحسنين أعمالهم وطاعتهم لله، وتوكلهم عليه وثقتهم في نصره ووعده،
ومهما حدث من تراجعات، ومهما تعرضت الأمة للنكبات، فنحن نوقن ويقيننا لا يهتز لحظة :" أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون "،

وانطلاقا من هذه القاعدة القرآنية، نعيش مع موقف واحد من عشرات المواقف التي جسدت تلك القاعدة في واقع الحياة الإنسانية على مدار التاريخ الإنساني، عبر مسيرة الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله تعالى وسلامه،
ولذلك فنحن إذا سألنا التاريخ عن وقائع تصديق تلك القاعدة الربانية، والسنة الإلهية الماضية، لأخبرنا بالعديد من المواقف الواقعية الصادقة، ومن هذه المواقف ما وقع لنبي الله موسى مع فرعون الجبار الطاغية، فموسى يمثل نموذجا للإيمان والتقوى والإحسان، وفرعون يمثل نموذجا صارخا للعداء المتأصل لله تعالى ورسله وأنبيائه، فماذا حدث ؟
إننا لن نتحدث عن كل ما وقع لنبي الله موسى الكليم مع فرعون، ولكننا فقط سنقف مع كلمة قالها موسى تمثل الشاهد على ما نحن بصدده، الكلمة هي : " إن معي ربي سيهدين "،

نعم، فهذه مجرد وقفة عابرة في رحاب تلك الكلمة التي نطق بها فم الكليم موسى ابن عمران على نبينا وعليه الصلاة والسلام، حين خرج ببني إسرائيل فرارا من جبروت الطاغية فرعون مصر وملئه، حيث كانوا يستعبدون بني إسرائيل، ويسومونهم سوء العذاب كانوا يذبحون أبناءهم ( أي أطفالهم ) ويستحيون نساءهم، وفعلوا بهم الأفاعيل، شأنهم في ذلك شأن المستبدين والجبابرة والطغاة في كل زمان ومكان، هنا جاء الأمر الإلهي لموسى ومن معه من بني إسرائيل ليخرجوا من مصر، فخرجوا ليلا، ولكن فرعون علم بالأمر فجمع الجيوش، وحشد الجموع، وساروا خلفهم ليلحقوا بهم قبل أن يخرجوا لاستئصال شأفتهم والقضاء عليهم،
المشهد جد مهيب ورهيب، ويحتاج إلى تأمل وتفكر،
موسى وهارون يقودا بني إسرائيل فرارا من غرور فرعون وصلفه وجبروته وطغيانه، وفرعون يقود الجيوش الجرارة بالسلاح والعتاد يلاحقونهم ويقتفون أثرهم، والليل أرخى سدوله وغارت نجومه، وامتد ظلامه، ولما سطعت تباشير الفجر وصل موسى ومن معه إلى البحر، وجدوا البحر أمامهم يمنعهم من مواصلة السير، نظر القوم إلى البحر، ثم نظروا خلفهم فرأوا فرعون بجيوشه الجرارة يلاحقونهم، فارتعدت فرائصهم خوفا ورعبا، وأيقنوا أنهم هالكون لا محالة، قالوا يا موسى أين نذهب البحر أمامنا إذا خضناه غرقنا، وفرعون خلفنا إذا لحقنا أفنانا عن آخرنا، فما العمل إذا " إنا لمدركون "،

ولكن موسى بكل إيمان وثبات وقوة يقين، وبكل سكينة وطمأنينة يقول لهم " كلا إن معي ربي سيهدين "، كلا لن يدركونا، ولن يتمكنوا منا، ولن ينالوا منا، ولن نصاب منهم بأدنى أذي، لماذا يا موسى، إن معي ربي سيهدين، إن معي مالك الملك وملك الملوك، إن معي جبار السماوات والأرض، ومن كان الله معه لم يخف شيئا، ومن كان الله عليه فمن يرجوه بعده، إيمان، ويقين، وثقة، وثبات، واعتصام بالله، واستعانة بالله، وسكينة غامرة، وطمأنينة متجذرة في قلب موسى لقوة إيمانه، وشدة يقينه على الله، كلا إن معي ربي سيهدين،

كانت هذه كلمة موسى، وفيها ما فيها من الشعور الدفين بمعية الله جل جلاله،
لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري
ولا الأمور التي تجري بتقديري
لي خالق رازق ما شاء يفعل بي
أحاط بي علمه من قبل تصويري

موسى يرى بني إسرائيل وقد خارت قواهم، ووهنت عزيمتهم، وأستبد بهم الخوف، واستولى عليهم الرعب، ولكنه لم يخف ولم يهتز لحظة، لأنه يعلم من الله ما لا يعلمون، فقالها كلمة خلدها القرآن الكريم إلى يوم القيامة، وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل : كلا إن معي ربي سيهدين، فماذا حدث بعد ذلك، وماذا كانت النتيجة،

النتيجة تكاد تذهب بالألباب، وتذهل العقول، لأنها كانت خرقا للنواميس، كانت معجزة مادية أجراها الله تعالى على يد رسوله موسى، مرة أخرى نذكر بالمشهد :
موسى وبنو إسرائيل يقفون أمام البحر ذي الأمواج الهادرة، وفرعون وجنوده يجدون في السير خلفهم ليلحقوا بهم، وبنو إسرائيل في موقف جد خطير، البحر من أمامهم إن هم خاضوه هلكوا لا محالة، وفرعون خلفهم إن لحق بهم هلكوا لا محالة، فماذا يصنعون، قالوا مقولة اليائس المحبط الذي سدت في وجهه جميع السبل، فلا سبيل إلى النجاة، قالوا بيأس وإحباط إنا لمدركون، فرد موسى : كلا إن معي ربي سيهدين،
وعلى الفور جاءت الهداية الربانية لتفتح سبيلا للنجاة، جاء المدد الإلهي، جاءه الأمر الإلهي يحمل طوق النجاة، قال تعالى : { فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ( فضربه موسى بعصاه فماذا حدث، على الفور) واقتحم فرعون البحر فمدّ البحرُ عليهم حين توسطوه فغرق جميعهم، فَانفَلَقَ ( أي البحر إنفلق نصفين نصف عن اليمين، ونصف عن الشمال، وتكونت بينهما طرقا يابسة لا ماء فيه، ولا طين فيه يعوق السير، بل ولا بلل فيه، كل ذلك إنما كان بأمر من يقول للشيء كن فيكون، نعم انفلق البحر طُرقاً مرّت منها أسباط بني إسرائيل فنجوا عن آخرهم )، فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ( أي كل فرق كالجبل الأشم )، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ( أزلفنا أي وقرَّبْنا وأدنينا، والمعنى فقربنا هناك فرعون وقومه حتى دخلوا البحر، لتكتمل عليهم الحلقة حتى ينفذ قضاء الله وكلمته، وكان من الممكن أن يتوقف فرعون وجنوده على الشاطيء، ولكنهم نزلوا إلى نفس الطريق يريدون اللحاق بموسى لتحق عليهم كلمة الله، ولنعلم أن الله إذا أراد نفاذ أمر أذهب من ذوي العقول عقولهم، وهكذا فإن الله تعالى جرأهم حتى أرادوا اقتحام طرق البحر كما رأوا فعل بني إسرائيل يظنون أنه ماء غير عميق )، وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (أي ثم أغرقنا الآخرين المكذبين من قومه بالطوفان , فلم تبق منهم عين تَطْرِف )، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }( الشعراء : 63 – 68 )،

ولقد كانت هذه القصة آية لأنها دالة على أن ذلك الإنقلاب العظيم في أحوال الفريقين الخارج عن معتاد تقلبات الدول والأمم، دليل على أنه تصرف إلهي خاص ومحض، أيد به رسوله وأمته، وخضّد به شوكة أعدائهم ومن كفروا بهم، فهو آية على عواقب تكذيب رسل الله مع ما تتضمنه القصة من دلائل التوحيد الخالص لله تعالى،

وهكذا نجا موسى ونجا بنو إسرائيل، وهلك فرعون وجنوده، وماتوا غرقا، وتلك طلاقة القدرة الإلهية، البحر يمتثل لأمر نبي الله موسى عليه السلام، فتكتب له النجاة، ونفس البحر تهدر أمواجه وتتلاطم فيلتقط فرعون وجنوده فيكتب لهم جميعا الهلاك والخسران المبين،

وتعال أيها المسلم لنترك موسى وبني إسرائيل في رحمة الله ورعايته وعنايته بعد أن أنجتهم معية الله تعالى، ونترك فرعون وجنوده في غضب الله وسخط الله، وقد ابتلعتهم أمواج البحر الهادرة المتلاطمة وأهلكتهم عن آخرهم، تعال لنطوي حلقات الزمان طيا، لنصل إلى غار حراء في حادث الهجرة النبوية، في الغار محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، يختبئون من مشركي مكة الذين خرجوا في إثرهم يطاردونهم فماذا حدث، نفس الموقف الذي وقع لموسى كليم الله، وقع لمحمد حبيب الله،

أبو بكر يجيل بصره في الغار فإذا به يرى المشركين يقفون على باب الغار فترتعد فرائصه، ويضطرب قلبه من شدة الخوف على رسول الله، أبو بكر يبكي من الخوف، يقول يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدنيه لرآنا !!! كأنه يتساءل فما العمل يا رسول الله ؟ ورسول الله بايمان الواثق وثقة المؤمن يقول : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ لا تحزن إن الله معنا !! الله أكبر، ويصور القرآن هذا المشهد : ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ..... )، نعم إن الله معنا، لا تحزن إن الله معنا بنصره وتأييده وحفظه ورعايته , {...... فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }( يوسف : 64 )، وصدق من قال :

وإذا العناية لاحظتك عيونها ** نم فالمخاوف كلهن أمان

لا تحزن إن الله معنا، إنها كلمة تحمل ذات المعنى والمضمون الذي حملته كلمة أخيه موسى من قبل،
فماذا كانت النتيجة، وماذا حدث، على الفور تأتي الإجابة، وعلى الفور يتحقق الرجاء، وعلى الفور ينكشف الكرب، وعلى الفور تنفرج الأزمة، ويعبر القرآن عن ذلك قائلا: {....... فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }( التوبة : 40 )،

ونختم بالتوقف قليلا لنعقد مقارنة سريعة بين الكلمة الموسوية والكلمة المحمدية، فعندما قال بنو إسرائيل : إنا لمدركون، قال موسى : كلا إن معي ربي سيهدين، وعندما قال أبو بكر وهو في الغار : يا رسول لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا،
فما الفرق بين الكلمتين، ما الفرق بين : إن معي ربي سيهدين، وبين : إن الله معنا،

هنا لمحة عجيبة تكشف لنا عن جانب من جوانب عظمة القرآن الكريم، ولا عجب فهو كلام الله جل جلاله، فما الفرق بين الكلمتين /

أولا : أن موسى قال ( إن معي ربي )، فقدم المعية على ذكر الرب تعالى: معي ربي، ولكن محمدا قال ( إن الله معنا ) فقدم لفظ الجلالة على المعية، مزيد أدب من رسول الله، ولتربية المهابة في القلوب،
قال الألوسي : أن العارف ينبغي أن يكون نظره إلى المعبود أولاً وبالذات وإلى العبادة من حيث إنها وصلة إليه وراحلة تغد به عليه فيبقى مستغرقاً في مشاهدة أنوار جلاله مستقراً في فردوس أنوار جماله وكم من فرق بين قوله تعالى للمحمديين : { فاذكرونى أَذْكُرْكُمْ } ( البقرة : 152 ) وبين قوله للإسرائليين : { اذكروا نِعْمَتِى التى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } ( البقره : 40 ) وبين ما حكى عن الحبيب من قوله : { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا } ( التوبه : 0 4 ) وبين ما حكاه عن الكليم من قوله : { إِنَّ مَعِىَ رَبّى سَيَهْدِينِ } ( الشعراء : 2 6 ) (2)،

ثانيا : أن موسى قال " معي " فأفرد، ومحمد قال " معنا " فجمع، ولم يقل معي، لماذا لأن قلب أبي بكر كان عامرا بالإيمان والمحبة لله تعالى، فكما أن الله تعالى مع سيدنا محمد، فهو مع أبي بكر كذلك، ولذلك إسمع إلى إيمان الصديق واليقين الذي ملآ قلبه، عندما قيل له بم عرفت ربك يا أبا بكر ؟ فقال : عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي، الله أكبر،
ولذلك قال بعضهم : لقد اقتصر موسى على نفسه في قوله : ( إن معي ربي سيهدين ) لأنهم ( أي بني إسرائيل ) لم يكونوا عالمين بما ضَمن الله له من معيّة العناية فإذا علموا ذلك علموا أن هدايته تنفعهم لأنه قائدهم والمرسل لفائدتهم، ووجه اقتصاره على نفسه أيضاً أن طريق نجاتهم بعد أن أدركهم فرعون وجنده لا يحصل إلا بفعل يقطع دابر العدوّ، وهذا الفعل خارق للعادة فلا يقع إلا على يد الرسول، وهذا وجه اختلاف المعية بين ما في هذه الآية وبين ما في قوله تعالى في قصة الغار ) إذ يقول لصاحبه لا تحزَنْ إن الله معنا ( التوبة : 40 ) لأن تلك معية حفظهما كليهما بصرف أعين الأعداء عنهما،

ثالثا : أن موسى صرح بمطلوبه حين قال : إن معي ربي سيهدين، فمطلوبه الهداية وصرح بها، بينما محمد صلى الله عليه وسلم لم يصرح بمطلوبه وإنما قال إن الله معنا، ففوض الأمر كله لله تعالى، ولذلك قال بعضهم : .....ولذلك فُضِّلَ ما حكى اللَّهُ عن حبيبه حين قال : { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } ( التّوبَة : 40 )، على ما حكاه عن كليمه حيث قال : { إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ } ( الشُّعَرَاء : 62 )، أي : حيث صرّح بمطلوبه (3)،

رابعا : قال ابن العربي رحمه الله : قال لنا جمال الإسلام أبو القاسم قال موسى صلى الله عليه وسلم : {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ( الشعراء : 62 ) وقال في محمد صلى الله عليه وسلم : {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} لا جرم لما كان الله مع موسى وحده ارتد أصحابه بعده، فرجع من عند ربه ووجدهم يعبدون العجل. ولما قال في محمد صلى الله عليه وسلم {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} بقي أبو بكر مهتديا موحدا عالما جازما قائما بالأمر ولم يتطرق إليه اختلال (4)،
قال الألوسي : ولا يخفى ما بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : { إِنَّ الله مَعَنَا } وقول موسى عليه السلام : { إِنَّ مَعِىَ رَبّى } ( الشعراء : 62 ) من الفرق الظاهر لأرباب الأذواق حيث قدم نبينا صلى الله عليه وسلم اسمه تعالى عليه وعكس موسى عليه السلام، وأتى صلى الله عليه وسلم بالاسم الجامع وأتى الكليم باسم الرب، وأتى عليه الصلاة والسلام بنا في { مَعَنَا } وأتى موسى عليه السلام بياء المتكلم لأن نبينا صلى الله عليه وسلم على خلق لم يكن عليه موسى عليه الصلاة والسلام (5)،

فوائد حول قوله تعالى : " إن معي ربي سيهدين " :

1- قالوا ومن هداية هذا الموقف إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد علي من زعم أن معية الله للخلق ذاتية، فإن معية الله تعالى لخلقه تختلف عن معية المخلوقين لمثلهم، ولا يمكن أن تقتضي المزج والاختلاط أو المشاركة في المكان، لأن ذلك ممتنع على الله عز وجل لثبوت مباينته لخلقه وعلوه عليهم،

2- قال السعدي في تفسيره : " معية الله التي ذكرها في كتابه، نوعان : معية العلم والإحاطة، وهي : المعية العامة، فإنه مع عباده أينما كانوا، ومعية خاصة، وهي : معيته مع خواص خلقه بالنصرة، واللطف، والتأييد (6)،
وهذا يعني أن المعية الإلهية نوعان : معية خاصة للمؤمنين، ومعية عامة لجميع الناس، وكذلك معية الله تعالى الخاصة وولايته لعبده هي بحسب إيمانه، قال تعالى : { والله ولي المؤمنين}، وقال تعالى : { وإن الله لمع المؤمنين }،

ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان : " معية الله بعلمه لا بذاته وهي عامة وخاصة، كما قال تعالى : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }( الحديد : 4 )، وأما قوله : " وهو معكم " فلفظ " مع " لا تقتضي في لغة العرب أن يكون أحد الشيئين مختلطا بالآخر، كقوله تعالى : " اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"، وقوله تعالى : " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار "، وقوله تعالى : " والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم "، ولفظ " مع " جاءت في القرآن عامة وخاصة، فالعامة في هذه الآية وفي آية المجادلة : " ألم ترأن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثرإلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم "، فافتتح الكلام بالعلم، وختمه بالعلم، ولهذا قال ابن عباس والضحاك و سفيان الثوري و أحمد بن حنبل : هو معهم بعلمه.(7)،

3- ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " (8)، ولذلك قالوا : إن الإحسان إنما يكون فيما بينك وبين الله ويكون فيما بينك وبين الناس، وأصله الذي بينك وبين الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، ولو استحضر العبد هذا المقام، وأقام هذا المقام لما شعر بضغطة البلاء، ولا شدة المحنة، فإنه إذا كان مع الله عز وجل أي شيء يضره؟ يعبد الله كأنه يراه، فلو وصل إلى هذه الدرجة من القرب واستحضر معية الله في كل حال لم تَعْنِه الدنيا بأسرها فلا هي التي تفتنه بحسنها ولا هي التي تضره بسوئها، وهذا نبي الله موسى عليه السلام والبحر أمامه قد تلاطمت أمواجه واشتد غضبه وكثر زبده، ومن ورائه فرعون وجنوده.. ملك كفور متكبر مغرور، وجند كثير، وشر مستطير, ثم أصحابٌ قليلون خائفون وجلون يقولون: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) ( الشعراء : من الآية61)، فيقول: ( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين) ( الشعراء: من الآية62 )، فهو بما وصل إليه من مقام الإحسان مطمئن غاية الاطمئنان فيضرب بعصاه البحر الكبير لينجو ويغرق الملك المغرور، وإبراهيم خليل الرحمن عليه السلام عندما ألقي في النار يستحضر معية الله ويقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، ونبينا صلى الله عليه وسلم وهو في الغار، والمشركون لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصره وصاحبه فيقول لصاحبه: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) ( التوبة : من الآية40 )، فاستحضار معية الله عز وجل هو الإحسان، وهؤلاء الذين يرجح الله بهم الكفة هم المحسنون , وربما تجد الواحد منهم بألف ألف من ضعاف الإيمان, وإنما تثقل كفة الصالحين بقلة من المحسنين وكثرة من الأبرار، ولو كان أولئك الضعاف الإيمان أمماً ليس فيهم من الأبرار والمحسنين لما كانوا إلا غثاء كغثاء السيل وعدداً بلا حول ولا طول إذاً لن ترجح الكفة ولن تَغْلِب الأمة وستعمل فيها الأسلحة الذرية والكيماوية وكثرة العدة والعدد وستغلب هذه الأمة، ولكن متى تثقل الكفة وتَغلب الأمة؟ الجواب: حينما يكون فيهم طائفة من المحسنين وثلة من الأبرار، فينصر الله من ينصره، ويعز من يؤمن به ولا يكفره، ويذل من يكفره ويفجره (9)

===============
الهوامش :
======
(1) – قال صاحب " البحر المديد " في قوله تعالى : { إن معي ربي سيهدين } : " اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة، فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام،
- أنظر : أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الإدريسي الشاذلي الفاسي أبو العباس : " البحر المديد ـ موافق للمطبوع "، دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة الثانية / 2002 م ـ 1423 هـ، ج5، ص : 256،
(2) - محمود الألوسي أبو الفضل : " روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني "، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ج1، ص : 65،
(3) - أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الإدريسي الشاذلي الفاسي أبو العباس : مرجع سبق ذكره، ج1، ص : 32،
(4) - أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (المتوفى : 671هـ) : " الجامع لأحكام القرآن "، تحقيق : أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية – القاهرة، ج8، ص : 147،
(5) - محمود الألوسي أبو الفضل : " روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني "، مرجع سبق ذكره، ج10، ص : 106،
(6) - عبد الرحمن بن ناصر السعدي : " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان "، عبد الرحمن بن معلا اللويحق، : مؤسسة الرسالة، الرياض، 1420هـ -2000 م، ج1، ص : 944،
مصدر الكتاب : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
www.qurancomplex.com
(7) - شيخ الإسلام ابن تيمية : " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان "، دار ابن حزم، 2011م،

(8) - الحديث عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2762 في صحيح الجامع )،
(9) – ياسر برهامي : " الاستقامة "، في : " موسوعة البحوث والمقالات العلمية "، جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة، علي بن نايف الشحود، المصدر : http://www.shamela.ws


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تأملات قرآنية، القرآن، دراسات قرآنية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-01-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الرزاق قيراط ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد علي العقربي، محمد الياسين، صفاء العربي، أبو سمية، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، عزيز العرباوي، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، د. أحمد محمد سليمان، محمد شمام ، المولدي اليوسفي، ماهر عدنان قنديل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، طلال قسومي، حميدة الطيلوش، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، صفاء العراقي، مصطفي زهران، صلاح الحريري، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم فارق، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د.محمد فتحي عبد العال، د. عبد الآله المالكي، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، عمر غازي، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد، عبد العزيز كحيل، بيلسان قيصر، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، فتحي العابد، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن عثمان، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، محمد أحمد عزوز، طارق خفاجي، فوزي مسعود ، د - عادل رضا، عراق المطيري، جاسم الرصيف، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامح لطف الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. خالد الطراولي ، سلام الشماع، صلاح المختار، مراد قميزة، الناصر الرقيق، د- جابر قميحة، د- محمد رحال، د- محمود علي عريقات، محمود فاروق سيد شعبان، أنس الشابي، صالح النعامي ، د. صلاح عودة الله ، محمود طرشوبي، إياد محمود حسين ، علي الكاش، محرر "بوابتي"، رمضان حينوني، رافد العزاوي، سليمان أحمد أبو ستة، سيد السباعي، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، محمد يحي، أحمد بوادي، د - مصطفى فهمي، عبد الله الفقير، المولدي الفرجاني، عمار غيلوفي، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، د. طارق عبد الحليم، د- هاني ابوالفتوح، عواطف منصور، كريم السليتي، يحيي البوليني، سعود السبعاني، أحمد ملحم، رافع القارصي، الهيثم زعفان، مجدى داود، سلوى المغربي، أحمد النعيمي، صباح الموسوي ، د - المنجي الكعبي، محمود سلطان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي عبد العال، رضا الدبّابي، سفيان عبد الكافي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد العيادي، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحـي قاره بيبـان، عبد الغني مزوز،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز