الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6615
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تبّا للسياسة التي فرّقتنا و جعلتنا شيعا و جماعات بعد أن كنّا مجموعة واحدة موحدة يوحدها حبّ الوطن لا غير و تعسا لممارسات البعض من أشباه سياسيينا التي أصبحنا ننام و نصحو على وجودها في جميع المنابر الإعلامية حتى مللنا الفرجة و أصبحنا نهرب بأعيننا تجاه قنوات أخرى علّ أعصابنا تستريح من بعض الوجع الذي سببوه لنا جرّاء أحاديثهم العرجاء و الجوفاء و السياسة المظلمة التي يبشرون بها و يروجونها كمشروع لظلام دامس يداهمنا من جميع الجهات و خاصة من جهة الغرب.
أقول هذا الكلام لأني لست مثل هؤلاء السياسيين الذين يقضون أغلب أوقاتهم داخل مكاتبهم المغلقة و تأتيهم التقارير من أعوانهم عمّا يحدث على الأرض خاصة في الجهات و هذه التقارير تخضع لأهواء هؤلاء الذين في أحيان كثيرة يغالطون قياداتهم و كلّ منهم له مآربه الخاصة فأنا أعيش وسط هذا الشعب الكادح الكالح الذي لا يكاد يحصّل قوته و قوت عياله و هذا يجعلني أقدر من غيري على معرفة ما يحدث حقيقة داخل الأوساط الشعبية.
هذه الأوساط الشعبية التي لا أعتقد أنها مهتمة كثيرا بحديث السياسيين التي لم ترى منهم غير كثرة الحديث بلا فائدة لأن جميعهم يسعى بكل ما أوتي من قوة لإستغلال جراح و عذابات الناس لتحقيق أهداف حزبية ضيقة لا تخدم أصحاب هذه القضايا و هو ما جعل عوراتهم تنكشف شيئا فشيئا مما يستدعي وقفة تأمل لهؤلاء السياسيين و مراجعة خياراتهم حتى لا يخسروا أكثر مما خسروا حيث أن المراهنة على غباء الشعب البسيط أكبر الأخطاء التي يرتكبها هؤلاء و المطالبون بمراجعتها لأن كل من راهن ذاك الرهان خسر.
أرجو أن يرأف جميع الناشطين في الحقل السياسي بحال الشعب التونسي و أن لا يذهبوا في سياسة الهروب للأمام التي قد تكلف البلاد كثيرا من الجهد و الوقت المهدوران بلا نتيجة تذكر كما أرجو من الطبقة السياسية أن تتجنب مزيد توتير الأجواء و أن تبادر لإشاعة مناخ من الإرتياح في البلاد حتى ينخفض منسوب التجاذبات التي تساهم في جعل الثورة تحيد عن أهدافها فبالله عليكم رفقا بتونس أيّها الــ...
مكافح في الجبهة الفكرية
الناصر الرقيق
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: