تقويم تجربة برنامج الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء(9)
د. أحمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6051
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
8- النقص الشديد في الكتب والمراجع العلمية المتخصصة في الخدمة الاجتماعية، ولا توجد مكتبة علمية متخصصة في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية المساعدة، الأمر الذي من شأنه أن يعوق تقدم البرنامج، وبدء برنامج للدراسات العليا لإعداد الكوادر الوطنية العلمية المتخصصة للإضطلاع بعملية تعليم الخدمة الاجتماعية مستقبلا،
9- لا يوجد أي قنوات للتواصل او التنسيق او التعاون أو تبادل الخبرات بين شعبة الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء، وقسم الخدمة الاجتماعية بجامعة عدن،
هذا وانتهى التقرير باقتراح بعض التوصيات المتعلقة برؤية مستقبلية متخصصة لتطوير برنامج الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء نوجزها فيما يلي :
- بالنسبة لسنوات الدراسة بالشعبة حاليا ( وقت إعداد التقرير عام 2997م ) ، أوصى التقرير بأهمية العمل على أن تتحول الشعبة إلى قسم مستقل للخدمة الاجتماعية، كما هو الحال في العديد من الجامعات العربية، وفي جامعة عدن أيضا، ولما كانت الإمكانيات المتاحة الآن لا تسمح بهذا، وخصوصا مع عدم توفر الكوادر المتخصصة من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، مما يجعل إنشاء القسم المستقل بالخدمة الاجتماعية الآن ينطوي على مخاطرة كبيرة قد تؤثر على مستقبل المهنة في المجتمع اليمني، فإنني أقترح تعديل المقررات الدراسية بقسم الإجتماع بحيث يتم إدخال بعض المقررات ( ولو مقرر واحد ) الخاصة بالخدمة الاجتماعية في السنة الأولى والثانية، كما هو معمول به في الحالات المشابهة في الجامعات العربية، ذلك لما تم ملاحظته من أن طلاب الخدمة الاجتماعية يلتحقون بالشعبة بدءا من السنة الثالثة، وهم لايعلمون شيئا يذكر عن ماهية الخدمة الاجتماعية وطبيعتها وفلسفتها ودورها في المجتمع، وهو الأمر الذي يؤثر سلبيا على قدرة الطلاب على متابعة المساقات الدراسية المتخصصة في الخدمة الاجتماعية،
- أن المقررات الدراسية المعتمدة للشعبة تحتاج إلى إعادة نظر جذرية حتى تتوافق مع ما هو معتمد في برامج تعليم الخدمة الاجتماعية في الجامعات الأجنبية والعربية من ناحية، ولكي تتوافق أيضا مع طبيعة المجتمع اليمني وظروفه الخاصة، وخصائصه الإجتماعية والثقافية،
- بالنسبة لوضعية برنامج التدريب الميداني للطلاب فهو يحتاج إلى إعادة نظر جذرية من حيث إعداد خطة جديدة للتدريب تسترشد بخطط التدريب الميداني في المجتمعات العربية، وتتناسب مع طبيعة المجتمع اليمني، والأمر يقتضي زيادة عدد أيام التدريب الميداني أسبوعيا إلى يومين على الأقل يمضيهما الطالب بإحدى مؤسسات الرعاية الإجتماعية بالمجتمع، ليتسنى له اكتساب الخبرات والمعارف الميدانية، والمهارات والقيم المهنية التي تمكنه بعد التخرج من الممارسة المهنية بالقدر المطلوب من الكفاءة والفعالية،
- أما بالنسبة لبرنامج الدراسات العليا فلقد أوصي التقرير بفتح برنامج للدراسات العليا لخريجي الخدمة الاجتماعية من كلية الآداب،جامعة صنعاء، وجامعة عدن ليكون نواة لإعداد الكوادر الفنية المتخصصة في مجالات العمل الاجتماعي التي نعتقد أن المجتمع اليمني بظروفه الحالية في أمس الحاجة إلى جهودها ودورها، ويقترح ان تكون الدراسات العليا على مستويات ثلاث :
- مستوى الدبلومات المتخصصة في مجالات الرعاية الاجتماعية ( كالرعاية الصحية، الرعاية التعليمية، رعاية الشباب، منظمات المجتمع المدني، الدفاع الاجتماعي، تنمية المجتمعات المحلية، الارشاد والتوجيه الاسري، رعاية الفئات الخاصة، رعاية الامومة والطفولة والمراة .....الخ
- مستوى الماجستير في طرق الخدمة الاجتماعية ومجالاتها المختلفة
- مستوى الدكتوراة
وبعد رفع هذا التقرير إلى عميد كلية الآداب، ورئيس الجامعة، وكنتيجة لهذا التقرير تمت عدة اتصالات بين كلية الآداب جامعة صنعاء ورئاسة الجامعة من جهة، وبين مكتب منظمة اليونيسيف بصنعاء، وانتهت تلك الإتصالات بالإتفاق على عقد لقاء مشترك بين وفد ممثل لكلية الآداب وجامعة صنعاء ( مكون من عميد الكلية، ورئيس قسم علم الاجتماع، وأحد أعضاء هيئة التدريس بقسم الاجتماع، وكاتب هذه السطور )، مع ممثل لمكتب منظمة اليونيسيف، وانعقد اللقاء بمقر المنظمة بصنعاء يوم الأحد الموافق 10/6/2007م، وذلك لتدارس ما جاء بالتقرير المشار إليه آنفا، بشأن وضعية شعبة الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء، والتي تم تأسيسها بموجب الاتفاقية الموقعة بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وجامعة حلوان، وجامعة صنعاء، وبدأت العمل الفعلي في العام الجامعي 2003/ 2004م والتي مضى عليها – في ذلك الوقت – أربعة أعوام،
وفي ضوء ما إنتهى إليه الإجتماع المشار إليه، واستناد إلى ما تضمنه التقرير التقويمي لشعبة الخدمة الاجتماعية الوارد من مكتب المنظمة لكلية الآداب، وبعد مدارسة الأمر والشروع في اتخاذ بعض الإجراءات التي تعالج بعض أوجه القصور في البرنامج، قامت إدارة الكلية بإرسال التقرير التالي إلى المسؤلين بمكتب المنظمة، وجاء بالتقرير :
" يسعدنا أن نضع بين أيديكم ما انتهت إليه الجامعة والكلية وشعبة الخدمة الاجتماعية فيما يتعلق بالجهود التي بذلت، والإجراءات التي تم اتخاذها بالفعل، والتصورات التي تم الإتفاق عليها وإقرارها من قبل الجهات المسؤلة بالجامعة، والتي سوف يتم تنفيذها تباعا من أجل تطوير الشعبة ودعمها لتحقيق الأهداف التي من أجلها أنشئت، وذلك على النحو التالي :
أولا : تتشرف كلية الآداب بجامعة صنعاء بأن تتقدم بخالص الشكر للقائمين على مكتب منظمة اليونيسيف بصنعاء، وأن تثمن جهودهم الفعالة التي كان لها أثرها الإيجابي على تأسيس واستمرار برنامج إعداد الكوادر المؤهلة والمتخصصة في الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء، وتعاونهم البناء والمثمر، وقد كان لمتابعتهم المستمرة للبرنامج، وحرصهم على إجراء تقييم دوري للبرنامج بمعرفة بعض الخبراء الذين انتدبتهم لهذا الغرض، أكبر الأثر على ما اتخذته الجامعة من خطوات وإجراءات لتطوير الشعبة مستقبلا،
ثانيا : بالإشارة إلى ماتضمنه تقرير المنظمة حول تقييم وضعية الشعبة في العام الجامعي 2005/2007م، فقد تم الآتي :
1- مواجهة المشكلات والصعوبات :
فيما يتعلق بالمشكلات والعراقيل التي تقف حجر عثرة أمام تطوير الشعبة، والخاصة بموقف بعض أعضاء هيئة التدريس بقسم الاجتماع، وإعتراضهم على المناهج الدراسية للشعبة، ومحاولة إجراء تعديلات عليها لا تتفق مع رؤية المتخصصين في الخدمة الإجتماعية، وتنازع الإختصاصات بينهم وبين الخبيرين المتخصصين المنتدبين من جامعة حلوان، فلقد تم معالجة هذا الأمر وذلك بصدور قرار بتغيير رئاسة القسم، وإسنادها الى شخصية محايدة ومتحمس للخدمة الإجتماعية، ومؤمنة بدورها الهام والمحوري، وبحاجة المجتمع اليمني لها كمهنة إنسانية تستطيع التعامل مع العديد من الظواهر السلبية والمشكلات الإجتماعية التي يعاني منها المجتمع، وترتب على هذا الإجراء إتخاذ العديد من القرارات والإجراءات التي انعكست ايجابيا على وضعية الشعبة ومنها :
- صدر القرار الإداري من مجلس قسم الاجتماع بتشكيل "اللجنة الأكاديمية للإشراف على تسيير العمل بشعبة الخدمة الاجتماعية " بتاريخ 3/2/2007م تكون مهمتها الإشراف على الشعبة، ومتابعة سير العمل بها، ووضع الخطط والتصورات الخاصة بكيفية تطويرها، وتذليل كافة الصعوبات التي من شأنها أن تحد من فعاليتها، على أن تكون اللجنة برئاسة أستاذ متخصص في الخدمة الاجتماعية وهو الاستاذ الدكتور / احمد يوسف بشير من جامعة حلوان،
- تم الإتفاق على أن المسؤلية الأساسية لتطوير مساقات الشعبة ومقرراتها وبرامج التدريب الميداني تقع على عاتق تلك اللجنة وحدها، وان يكون الرأي النهائي في هذا الشأن للمتخصصين في الخدمة الإجتماعية، أما آراء أعضاء القسم المتخصصين في علم الاجتماع فتكون آراء إستشارية فقط، وفي هذا الإطار قدم رئيس اللجنة تصورا علميا مقترحا لتطوير مقررات ومناهج الشعبة، ورؤية مستقبلية لوضعية الشعبة تمت مناقشته في اللجنة ورفعه إلى مجلس القسم، وذلك لمعالجة الثغرات الواردة بتقرير التقويم الصادر عن المنظمة ،
- قدم رئيس اللجنة الأكاديمية للشعبة تصورا لتطوير التدريب الميداني بالشعبة، وكيفية معالجة الثغرات القائمة بما يتفق مع ما هو متعارف عليه عالميا وعربيا في برامج تعليم الخدمة الاجتماعية، وتم اعداد هذا التصور ومناقشته داخل اللجنة والقسم واقراره والبدء في تطبيقه فعليا،
2- التخطيط لتحويل الشعبة الى قسم مستقل :
إيمانا منا بأهمية الخدمة الإجتماعية كمهنة إنسانية، وحاجة المجتمع اليمني الماسة لها في الظروف الراهنة، وضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل تطوير الشعبة، وتفعيل دورها في إعداد وتأهيل الكوادر المتخصصة للعمل في شتى مجالات الرعاية الإجتماعية والتنمية الإجتماعية، التي هي في حاجة ماسة لهذه الكوادر، وخصوصا مجالات الأسرة والطفولة، والفئات المعرضة للخطر كالأيتام، والطفولة العاملة، وأطفال الشوارع والمرأة، ومجالات الفقر، والبطالة والتسول والتنمية الإجتماعية، ومنظمات المجتمع المدني، ودعم الجهود الأهلية والتطوعية، فلقد تم عقد إجتماع ضم كلا من : عميد الكلية، ورئيس القسم، ورئيس اللجنة الأكاديمية للشعبة، لتدارس كيفية تطوير الشعبة، وإمكانية تحويلها إلى قسم مستقل، ومدى توافر الإمكانيات التي تسمح بذلك، وتبين من خلال المناقشات التي دارت في هذا الإجتماع مايلي :
- أن موضوع تطوير الشعبة وتحويلها إلى قسم مستقل للخدمة الاجتماعية تكون فترة الدراسة به أربع سنوات، لتخريج الأخصائي الإجتماعي المعد مهنيا لممارسة المهنة بكفاءة وفاعلية في شتى مجالات الممارسة، أضحى أمرا ضروريا بعد ما أفرزته تجربة الشعبة خلال أربع سنوات، كما أن ذلك يتفق مع المطالبات المستمرة للخبيرين المصريين بضرورة إنشاء قسم مستقل لمعالجة المشكلات والصعوبات التي يعاني منها برنامج الخدمةالاجتماعية بالشعبة حاليا، فضلا عن أن ذلك يتسق مع ما تم تنفيذه بجامعة عدن، حيث تأسس بها قسم مستقل للخدمة الاجتماعية، كما أن ذلك إنما يستجيب لما ورد في تقرير المنظمة من توصيات الخبراء الذين قاموا بتقييم البرنامج على ارض الواقع،
- ان الإمكانيات المطلوبة لإنشاء قسم مستقل للخدمة الإجتماعية متوفرة، سواء من حيث الإمكانيات المادية أو البشرية، أو الفنية، أو التنظيمية،
- تم الاتفاق خلال الإجتماع على إعداد مشروع لإنشاء القسم المشار إليه وتم إعداد المشروع بالفعل، واتخذت بعض الإجراءات الفعلية من اجل وضعه موضع التنفيذ لتبدأ الدراسة في القسم من العام القادم، وذلك بعد صدور قرار رئيس الجامعة بذلك،
3- تعيين المعيدين وابتعاثهم :
في ضوء التصور السابق كان من الضروري أن يتم التفكير في تعيين معيدين من خريجي الشعبة لإعدادهم ليكونوا في المستقبل أعضاء هيئة تدريس بالقسم، ولذا فقد تم تدبير عدد من الدرجات الوظيفية لتعيين أولئل الخريجين من ثلاث دفعات كمعيدين بالقسم المزمع إنشاؤه، على أن يتم ابتعاثهم إلى جامعة حلوان للحصول على الماجستير والدكتوراة ليكونوا نواة لأعضاء هيئة التدريس المتخصصة بالقسم،
- تم الإتفاق على أن يتم نقل بعض الأساتذة من قسم علم الإجتماع إلى قسم الخدمة الإجتماعية بعد تأسيسه، وخصوصا أولئك الذين كانوا يدرسون بعض المواد بشعبة الخدمة الإجتماعية طوال السنوات الماضية، والذين لهم اهتمام علمي خاص بالخدمة الاجتماعية، وعلى قناعة تامة بأهمية دورها في المجتمعات المعاصرة،
4- الانفتاح على منظمات الرعاية الاجتماعية بالمجتمع :
لما كانت الخدمة الإجتماعية مهنة تطبيقية مؤسسية، لا تمارس إلا من خلال المؤسسات الإجتماعية الحكومية والأهلية القائمة في المجتمع، ولما كانت منظمات الرعاية الإجتماعية تشكل سوق العمل الأساسي لخريجي الخدمة الإجتماعية، كان من الأهمية بمكان مد جسور التواصل وتوثيق العلاقات مع تلك المنظمات، وهو ما شرعنا فيه منذ بداية تأسيس الشعبة، إلا أننا ارتأينا هذا العام أن الأمر يحتاج الى خطة علمية مدروسة للتواصل مع تلك المنظمات، وتم بالفعل وضع تلك الخطة على أن يتم ذلك على عدة مستويات على النحو التالي :
1- في اللائحة المقترحة لمساقات ومقررات قسم الخدمة الاجتماعية التي سيبدا تطبيقها مع بداية العام القادم تم وضع مقرر " زيارات ميدانية " يقوم بها طلاب السنة الأولي تحت إشراف إكاديمي للعديد من منظمات الرعاية الإجتماعية في المجالات المختلفة، وذلك ليتعرف الطلاب على تلك المنظمات وسياساتها وأهدافها ودورها في المجتمع من ناحية، ولتعريف القائمين على تلك المنظمات بماهية القسم وطبيعة المهنة ( باعتبارها تخصص حديث في المجتمع اليمني ) وحاجة تلك المنظمات للكوادر التي يقوم القسم بإعدادها،
2- تم وضع خطة لعمل دورات تدريبية وتنظيم بعض الندوات والمحاضرات لمديري تلك المنظمات والعاملين بها، لإكسابهم بعض الخبرات والمهارات التي يحتاجونها، سواء في إدارة المؤسسات الاجتماعية، أو في وضع وتصميم الخطط والبرامج، أو في تنفيذ تلك الخطط والبرامج لتحقيق اهداف تلك المنظمات، أو في نقويم تلك البرامج،
3- الإتفاق مع مديري بعض المؤسسات التي يتم إختيارها وفقا لمعايير محددة، على تنظيم برامج التدريب الميداني لطلاب وطالبات القسم بتلك المؤسسات، على أن يكون الطالب متفرغا للتدريب على مدى يومين أسبوعيا في السنة الثانية، وثلا ثة أيام أسبوعيا في السنة الثالثة والرابعة،
4- قام أساتذة الشعبة بتنفيذ بعض البرامج داخل بعض منظمات الرعاية الاجتماعية في بعض المجالات الهامة، حتى يستشعر القائمون على تلك المنظمات أهمية مهنة الخدمة الاجتماعية، ويقبلوا على توظيف خريجي القسم في تلك المنظمات وكان من بينها : مشروع مكافحة التسول، مشروع تدعيم جمعية الأمان لرعاية الكفيفات، التعاون مع مركز الطفولة الآمنة، العمل في بعض البرامج مع صندوق الرعاية الاجتماعية وغيرها
5- تم توجيه الأساتذة المشرفين على مشروعات التخرج لطلاب الشعبة إلى أن تتم تلك المشروعات والبحوث الميدانية في المجالات والقضايا التي تمثل أهمية خاصة بالنسبة للمجتمع اليمني وتتناول بعض الظواهر والمشكلات الجماهيرية ذات الأولوية الملحة،
يتبـــــــــع
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: