البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في ثقافة الراية الوطنية

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7124


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


العلم التونسي هو أحد رموز السيادة و الوحدة الوطنيتين و قد أنشئ على يد حسين باي الثاني باي تونس سنة 1827 ثم تم إعتماده رسميا سنة 1831 من قبل أحمد باي الأول و رغم سقوط الدولة التونسية تحت الإستعمار الفرنسي فإن الراية الوطنية ظلت صامدة نتيجة لنضالات أجيال عديدة دافعت و أستبسلت في إعلائها إذ كانت تمثل الشيفرة السرية أو الخيط الرفيع الذي يربط بين جميع التونسيين و يوحدهم خصوصا في الاوقات العصيبة التي مرت بها البلاد و قد واصلت هذه الراية الحفاظ على شكلها الحالي بعد الإستقلال متربعة بذلك على جبين هذا الوطن ليتم إعتمادها بصفة نهائية كراية واحدة موحدة لدولة الإستقلال غير أن هذه الدولة الوليدة و إن رسخت في بداية تشكلها معاني حب الراية الوطنية و التفاني في خدمتها لدى عامة الشعب فإنها و للأسف الشديد فشلت فشلا ذريعا في ذلك خصوصا في العشريتين الأخريتين حيث أن هذه المعاني بدأت في التراجع شيئا فشيئا خصوصا مع تولي المخلوع للحكم فقد عمل جاهدا رفقة من وضع له البرامج التعليمية للقضاء على كل نفس أو حس وطنيين لدى الناشئة و ذلك بتمييع كل فعل من شأنه ان ينمي الشعور بالإنتماء للمجموعة التي تمثلها هذه الراية بمعنى أن يصبح الفرد عوض أن يعيش من أجل المجموعة تصبح المجموعة ( الشعب ) تعيش من أجل الفرد ( رئيس الدولة) و قد نجحت هذه السياسة إلى حد ما فكنا قبل الثورة و لازلنا بعدها نشاهد العديد من السلوكيات من بعض الأفراد تدل بشكل واضح و جلي على نجاح هذه السياسة و من بين هذه الأفعال ما أقدم عليه أحد الأشخاص بإنزال راية الوطن من على مبنى حكومي ( كلية الأداب بمنوبة ) فهذه الفعلة المرفوضة و المدانة لا يمكن إلا تنزيلها في هذا الإطار فأن يقوم مواطن بإنزال علم بلاده لا يمكن تفسيره إلا بالجهل المركب في لاوعي هذا الشخص الذي إذا ما أفترضنا جدلا أنه ينتمي لتيار فكري معين فهو قد يكون أسعد الناس بهذه الفعلة خصوصا إذا دققنا في العلم الذي رفع بدل العلم الذي أنزل و هنا أطرح سؤال هل بقطعة قماش نزيلها و نضع مكانها أخرى سننتصر لأفكارنا و قضايانا؟ فكثيرة هي الدول التي ترفع مثل تلك الأعلام لكن في حقيقة الأمر هي أبعد ما يكون عن محتواها فهذه دول لها باع و ذراع في القمع و الإرهاب والدكتاتورية إذن هنا نطرح سؤال أخر هل حقا من قام بهذا العمل ينتمي لهذا التيار الفكري المتهم؟ ربما نعم و ربما لا لنترك الجواب للسلطات المختصة.

و بالرجوع لتحليل هذه الحادثة أعتقد أنها مثال واضح على ماسبق ذكره فهذا الفعل يعبر عن إنتماء مهزوز غير واضح المعالم تجاه هذا الوطن فالشخص الذي أقدم على إنزال العلم إنما في حقيقة الأمر هو نموذج من جيل أو أكثر من الشباب التونسي الذي عاش في ظل الدكتاتورية التي قمعته و سجنته و و عذبته بإسم الحفاظ أو الدفاع عن هذه الراية التي كانت حكرا على النظام و أعوانه إذن فهذه نتيجة طبيعية لعدة أسباب و هنا لا أبرر ما قام به هذا الشخص و إنما أحلل في هذا الفعل من وجة نظري.أعود لأقول لمن قام بهذا الفعل أنه على إفتراض إنتمائه لتيار فكري معين يؤمن بوحدة الامة الإسلامية فالوحدة لا تمنع من أن تكون لي خصوصيتي فنحن كلنا تونسيون نعيش في وطن واحد لكن لكل منا خصوصيته و قياسا عليه فالأمة الإسلامية واحدة لكن لكل شعب خصوصيته فالإسلام عندما ظهر و بايعت قبائل العرب محمد صلى الله عليه و سلم لم ينكر عليها عند خروجها للجهاد أن ترفع كل قبيلة رايتها الخاصة بها و لم يكن ذلك من باب الفرقة بل من باب التميز في خدمة دين الله عز و جل أضف إلى ذلك أنه مع قيام الدولة الإسلامية و مع توسعها و إمتدادها على مناطق شاسعة كانت لكل بلاد راية رغم أن جميعها تدين بالولاء لسلطة مركزية واحدة و كتب التاريخ حافلة بالعديد من الشواهد. لذلك أعتقد أن هذه التصرفات ليست بالبريئة خصوصا إذا ما رأينا أنها جاءت في وقت بدأت فيه الأمور تسير نحو الهدوء على جميع الأصعدة لتعيدنا من جديد نحو دائرة الإصطفاف الإيديولوجي و التخندق الفكري و أكاد أجزم أن شئ ما يجمع بين هذه و تلك فمرة يبادر أقصى اليسار إن صح القول ليقوم بإثارة مشكل ما للتشويش على الحكومة و مرة يبادر أقصى اليمين إن صح القول أيضا بتقمص هذا الدور و الشواهد على ذلك كثيرة.

و خلاصة االكلام أقول لكل المتباكين و النائحات على تدنيس الراية الوطنية اليوم أين كنتم حينما أهينت بالإمس يوم قام مجموعة من المواطنين بالتوجه نحو الحدود الجزائرية و رفع العلم الجزائري بدل العلم التونسي يومها قدم هذا الفعل على أساس أنه فعل بطولي و أين كنتم حين هدد أحد النقابيين و دعا للإنصال عن الوطن ألا يستحق ذلك عقابا أيضا أم هذا من فعل البطولة أن تستأسد على وطنك كما أقول لهذا الذي أنزل راية الوطن يقول النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا مكة " و الله إنك لخير أرض الله و أحب أرض الله إلى الله و لو لا أني أخرجت منك ما خرجت" أخرجه أحمد و النسائي وابن ماجه و بالتالي فحب الوطن و الإنتماء إليه لا يتعارض البتة مع الإنتماء للأمة.

و مها يكن من أمر هؤلاء أو هؤلاء فنحن تونسيون مسلمون متوحدون ضد من يهدد و حدتنا و ثورتنا وكفى.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الراية التونسية، إنزال العلم، كلية الأداب بمنوبة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، يحيي البوليني، صفاء العربي، رمضان حينوني، د. مصطفى يوسف اللداوي، إسراء أبو رمان، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، ياسين أحمد، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، صفاء العراقي، ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، د. أحمد بشير، د. صلاح عودة الله ، صلاح الحريري، وائل بنجدو، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خالد الجاف ، مراد قميزة، صلاح المختار، د- هاني ابوالفتوح، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، جاسم الرصيف، محمد العيادي، سامح لطف الله، فهمي شراب، سعود السبعاني، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، عواطف منصور، محمد عمر غرس الله، رافد العزاوي، د- جابر قميحة، د- محمد رحال، عمر غازي، أبو سمية، كريم السليتي، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الناصر الرقيق، محمود سلطان، مصطفي زهران، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، إيمى الأشقر، يزيد بن الحسين، منجي باكير، العادل السمعلي، أ.د. مصطفى رجب، د- محمود علي عريقات، عزيز العرباوي، مصطفى منيغ، طلال قسومي، أحمد بوادي، رافع القارصي، أنس الشابي، الهيثم زعفان، صالح النعامي ، عمار غيلوفي، تونسي، حاتم الصولي، فتحي الزغل، محمد يحي، د - المنجي الكعبي، د. أحمد محمد سليمان، رضا الدبّابي، محمد شمام ، صباح الموسوي ، د - الضاوي خوالدية، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد الحباسي، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الياسين، أحمد النعيمي، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، محمد الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، المولدي الفرجاني، نادية سعد، مجدى داود، عبد الغني مزوز، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد ملحم، رشيد السيد أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلام الشماع، عراق المطيري،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة