الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8464
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أحبك يا شعب هي واحدة من العبارات الخالدة التي تربينا عليها منذ الصغر، و التي صدعت بها حنجرة الزعيم فرحات حشاد أيام كان الإتحاد العام التونسي للشغل يحب شعبه.
لكن اليوم تغيرت الأحوال، فلم يعد الإتحاد إتحاد شغل، بل أصبح لا هم لأمنائه إلا تعطيل العمل، و لعل إضراب عمال النظافة بالبلديات خير شاهد على ذلك، حيث غرقت عديد المناطق في أكوام من القمامة و لو لا مجهود العديد من أبناء هذا الوطن الذين قاموا بأنفسهم برفع أكياس القمامة لكانت الأمور أسوأ.
ثم يطل علينا الإتحاد و يتهم أنصار حركة النهضة بمهاجمة مقراته و إحراقها و رمي أكياس الفضلات أمامها، و فات هؤلاء أن جميع فئات الشعب أصبحت تمقتهم، لأن إضراب البلديات تضرر منه كل الشعب و ليس النهضاويين فقط، كما أن ترويجهم لقانونية الإضراب و أن هؤلاء العمال يتقاضون من 80 إلى 120 د تبين زيفه من خلال كلام المسؤول النقابي عن العمل البلدي صلب الإتحاد و الذي قال بأن عمال البلدية أصبحوا يتقاضون ما بين 350 د و 450 د بعد أن تم ترسيمهم مباشرة بعد الثورة.
فيا أيها الإتحاد العظيم نريدك كما كنت دوما في خدمة الشعب لا في خدمة بعض الأجندة السياسية، لأن المركزية النقابية إن كانت نسيت فذاكرتنا لازالت تحتفظ بالعديد من نضالاتها زمن المخلوع.
فبماذا تبرر مناشدتها للمخلوع للترشح لإنتخابات 2009 و هل بإمكانها أن تذكرنا بإضراب واحد قام به العمال قبل الثورة بإستثناء بعض إضرابات يقوم بها عدد محدود من المعلمين و الأساتذة للمطالبة بالترفيع في الأجرة، و أين كان الإتحاد حين قامت الإدارات المختلفة بطرد ألاف العمال في التسعينات في إطار ما يعرف بسياسة تجفيف المنابع الممنهجة ضد أنصار حركة النهضة، علما و أن أغلب هؤلاء المطرودين من أعمالهم كانوا منتمين للإتحاد، بل هناك منهم من هو متحمل لمسؤولية نقابية في ذلك الوقت، كل هذا و لم يحرك الإتحاد ساكنا، ثم جاءت الثورة لتنأى المركزية النقابية بنفسها في بداية الأحداث بل ووصل بها الأمر لمهاجمة المتظاهرين و تبني خطاب المخلوع في ذلك الوقت، حتى أنه في القصرين تم غلق المقر الجهوي لإتحاد الشغل في وجه المحامين و المتظاهرين الذين جاؤوا طلبا للنصرة من النقابيين لكن لا مجيب، غير أنه أمام تزايد الضغوط على الإتحاد خصوصا من القواعد لم تجد بدا المركزية النقابية من إعطاء صلاحيات للإتحادات الجهوية و المحلية لتقرير ما تراه صالحا بناء على الظروف و هو ما أدى للإضراب العام يوم 12 جانفي بصفاقس و الذي كان بقرار من الإتحاد الجهوي أنذاك.
هذا غيض من فيض و تبقى العديد من الأشياء المسكوت عنها أو التي يحاول النقابيون إخفائها، فرجاء أيها النقابيون لا تدمروا الإتحاد بسياستكم الغبية فالإتحاد هو ملك لجميع التونسيين فلا تجعلوه عدوا لنا و لا تنسوا أنه لدينا ألاف العاطلين عن العمل فأنا شخصيا متخرج منذ 2007 و زوجتي كذلك و كلانا عاطل عن العمل لكني لازلت صابرا و أنتظر حقي في التشغيل، و من خلال هذه المواقف للإتحاد أرى أنه يساهم في إطالة أمد بطالتي و غيري كثير فلا تحولوا حربنا مع البطالة و الفقر إلى حرب مع الإتحاد العام التونسي للشغل يا عيال الإتحاد.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: