الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول عدد من الناس، منهم المخلصون ومنهم المغرضون، أن السبب في تخلى شيوخ التلفيـّة، وقادة الإخوان البرلمانيين عن الإلتحاق برفض العسكرى، ونصرة أهل الإسلام الحقيقيّ، هو أن هناك مؤامرة من العسكرى، تحاك لتمرير قوانين وإلغاء الإنتخابات، ومن ثم، فهؤلاء يتخاذلون ويلبسون البراقع لتفويت الفرصة على العسكر، ولإتمام الإنتخابات بسلام..!
ونقول مرة أخرى، كذبٌ وتضليل أحلام، وقراءةٌ فاضحة للواقع.
قليقل لي هؤلاء القادة من أرباب الخدور، متى لم يكن للعسكري مخططه للإستيلاء على السلطة؟ متى توقف تدبيره وتآمره لتمرير وثائق، وتزييف محاكماتٍ، وفرض قوانين طوارئ؟ العسكري، يا أرباب الخدور، سيستمر في تآمره مهما كان، ومهما حدث، فإن كان ذلك بهدوءٍ وبلا ضجة، كما كان قبل وقوف الشيخ المجاهد أبو اسمعيل في وجههم صراحة، فبها ونعمت. وإن كان ولابد أن يهاجم ويضرب ويسهل، فلابد مما ليس منه بد إذن، ولن يتوانى عن فعل ذلك.
إنكم، يا أرباب الخدور، من تلفيين وإخوان برلمانيين، تعيينون العسكريّ على تمرير مؤامراته دون مقاومة، ولو ظننتم أنكم أفهم وأذكي من هؤلاء الشياطين، أصحح لكم هذا الأمر، أنتم أكثر سذاجة، وأعبط فهماً من طفل الثانية الإبتدائية، بلا غضاضة.
نعم، العَسكر، يا أرباب الخدور، من تَلفيين وإخوان برلمانيين، يَستَغلون هذا الموقف الآن أحسن استغلال. لمّا رأوا أن الشيخ حازم، قرر عدم الإعتصام، لكنه قرر إبقاء القدر يغلى تحت مؤخراتهم بإلقاء خطبة الجمعة من الميدان، افتعلوا الضرب، وفي نفس الوقت، ألقوا اليكم الفول السوداني، للتهارشوا عليه، أنهم مصممون على إجراء الإنتخابات.. ألا تسألون أنفسكم، لماذا لم يقبل العسكري بأن يترك الأمر وأن يسمح للشيخ بإلقاء الخطبة يوم الجمعة، إن كانوا فعلا حريصين على الإنتخابات والحرية؟ أتسوّل لكم أنفسكم أن العسكري أحرص على التطبيق البرلمانيّ من الشيخ حازم وأوليائه؟ هذا عمى في القلب والعقل جميعاً. إنما هو المخطط الأكبر، الذي لا تراه أعينكم الكليلة، بل وتنكره بصائركم الذليلة. أنتم ترون المخطط الأصغر ولا ترون الأكبر، يا أرباب الخدور، من تلفيّيـن وإخوان برلمانيين.
لا والله ليس لكم عذر أمام الله سبحانه، فإن ترك النصرة لضمان الإنتخابات، بزعمكم إن صح هذا في العقول السليمة، هو وسيلةٌ للوصول إلى غاية هي شكلٍ من أشكال الحكم الإسلاميّ، كما تدّعون، وفي الإسلام، يا شيوخ التلفية ويا إخوان البرلمان.. الغاية لا تبرر الوسيلة. هذا ما نعلمه لطالب العلم في أول دروس الولاء، يا علماء ربانيون كما وصفتم أنفسكم، ويا أعضاء هيئة الفتوى والإصلاح، أو أيّا ما كان اسم هيئتكم. أتتركون نصرة المسلمين، وتركنون إلى خدوركم، وتتخاذلون عن رفع ظلمٍ واقعٍ حالٍ، لأمرٍ آجلٍ يغلب على الظن أنه مؤامرة خسيسة؟ النصرة غاية في ذاتها فهي واجبٌ شرعيّ قطعيّ، والإشتراك في الإنتخابات، لعنها الله، وسيلة من الوسائل لتحقيق هدف أيّاً كان، فهل يصح ترك الغاية لصالح الوسيلة.
لستم والله إلا متخاذلين متذللين، فلا تبرّروا تهاونَكم في حق الله والمسلمين بما لا يقبله دينٌ ولا عقل ولا ضمير.
امكثوا في خدوركم، ولتستمروا في رشف الرَضَّاعة التي ألقمها لكم العسكريّ، أن انتظروا الإنتخابات، تسويفاً وتغريراً. فإن لله جندٌ ينصرونه من دونكم، فقرّوا عيناً في مضاجعكم، وارشفوا لبنكم، واجلسوا في خدوركم، و"قزقزوا" فولكم، فليس والله لنا بكم حاجة، بل العكس، أنتم من يحتاجون لهؤلاء الأشاوس المجاهدين، يا أرباب خذلان الدين.
ويا أيها الشباب الذي يسير على خطى هؤلاء المتبرقعين من التلفيِّين والإخوان البرلمانييِّن، لا تغتروا بما يقول هؤلاء عن خططهم الإنهزامية، التي لا تراعى دين الله، ولا تتبع وسائله، بل هي محضُ هوى في النفس، وإتباع الرأي المذموم، الذي يدعى علماء التلفيـّة المُحدثون أنهم يحذرون منه الناس.
هو دينكم، وهو رسولكم الذي يجب أن تنصرونهما، بلا تخاذلٍ ولا توانٍ. لقد بلغ هؤلاء المشايخ عتياً من العمر، وترعرع في نفوسهم الخوف من الموت وحب الدنيا، منهم من يريد الشهرة، ومنهم من يريد مال الفضائيات، ومنهم من هو على ضلالٍ دون غرض. لكن أنتم لا تزالون على ساحل الحياة، تبدأون طريقكم، وتشقون سبيلكم لله، لا مقلدين ولا عميان. لستم بقطيعٍ يساق إلى حيث يرعى، بل أنتم بشرٌ مُكرمون بالعقل، مكلفون بأفرادكم، لن يغنى عنكم مشايخ السوء شيئاً يوم تقفون أمام الله سبحانه.
اللهم أنصر أوليائك، واخذل اعدائك، ولا تكلنا إلى أنفسنا، ورد العقل على السفهاء منا، وهيئ من جندك من ينصر دينك، ومن ملائكتك من يعزز أوليائك. اللهم لا تخذلهم، اللهم لا تخذلهم اللهم لا تخذلهم، بخذلان من تراجع واستكان منهم، يا رب العالمين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: