البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أيها الشباب .. احذروا قادتكم ومشايخكم!

كاتب المقال د. طارق عبد الحليم   
 المشاهدات: 5839



الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
لمستُ في المقال السابق(*) نقطةً أحببت أن أعلق عليها بما يُستفاد منها، وهي موضوع تصنيفِ المتحدثين بالعلم إلى ثلاثة أصناف، صنفٌ يحمل العلم ليدلى به إلى من هو أفقه منه، وصِنفٌ أفقه بالعلم من حامله، يشرحه ويوضحه للناس، والصنف الثالث هو حامل العلم الفقيه، وهو الذي يبيّنه للناس، وينزّله على الواقع تنزيلاً صَحيحاً، فيكون للناسِ هادياً ونذيراً، في واقِعهم المُتقلب.

المشكلة التي تعاني منها مصر اليوم، هي أن كثيرا من شبابها، خاصة، وياللأسف، الإسلاميين منهم، قد فقدوا بوصلة الحركة، ووقعوا فريسة التردّد والتخبّط، وأصابهم الوهن ومَسّتهم روح التخلف. والمُشلكة التي يعاني منها هؤلاء الشباب هي، في المقام الأول، قادتهم ومشايخهم الذين يسمعون لهم ويطيعون. فالأمر إذن، راجعٌ إلى القادة والمشايخ، وهو ما كان عليه الحال في كلِّ عصور الأمة، أن تنظر أفرادها إلى قادتها ومشايخها، تأخذ منهم النصيحة، وتستلهمهم الوجهة.

إذا نظرنا إلى ما يسمى بالتيارات الإسلامية، في ضوءِ هذا التقديم، وجدنا أنّ تجمعين منهما قد ضلاّ الطريق وانحرفا عن السِّوية، هما جماعةُ الإخوان، وتلك الفئة من أدعياء السلفية من أتباع الحويني علمياً وعماد عبد الغفور سياسياً.

أما الإخوان، فقد ذكرنا من قبل إنهم ليسوا جماعة إسلامية بالمفهوم التقليدي، ومن ثم، لا تجد لهم مشايخاً أو علماءً فقهاء من الطراز الذي وصفنا. فالإخوان "جماعة وطنية" ذات مرجعيةٍ دينية. ومن ثم، فإن مرجعيتها الجماعية ليست لها دليل ولا مُوجّه. ومرجعيتها الفردية تنتمي لأي ممن يرى أفرادها إتبّاعه، صوفيّ أو شيعيّ أو ليبراليّ أو سنيّ. ووصف الإخوان بأنهم جماعة وطنية فيه افتئاتٌ على الوطنية إلى حدٍ ما، إذ من أخص خصائص هذه الجماعة أنّ ولاءها للجماعة، قبل وفوق أيّ شئ آخر، سواء كان الإسلام ذاته أو الوطن. فما يراه قادتها مضراً للجماعة، على حسب محدودية رؤيتهم التي أثبتتها الأيام السابقة، اعتبروه مرفوض ولو كان مما دلت عليه الشريعة، أو مما أجمعت على وطنيته الأمة. وحسبك ما تراه من استعدادهم للتعاون مع السيد البدوى الوفديّ، رأس من رؤوس العلمانية في مصر، بينما سحقوا عبد المنعم عبد الفتاح، أخاهم في الجماعة لعقود متطاولة، لخروجه على ما يمليه عليهم ملأهم، ليس على سوء إتجاهه وعلمانية أفكاره، ثم لم يراعوا في خلاف الرجل إلاً ولا ذِمّة،. فهي إذن جماعةٌ مُغلقةٌ على نفسها، يحكمها ملأٌ لا علماء ولا فقهاء، فلا تمثل مسلماً سوياً. ومن هنا لا أعرف لماذا ينتمى إلى هذه الجماعة أي مسلمٍ يقصد وجه الله ورسوله؟ قادتها ليسوا من طلبة العلم، ولا من حامليه، ولا من شارحيه، ولا ممن يُبيّنه للناس، بل العكس، هم ممن يُغبّشه ويُموّهه على الناس. الإخوان، على أفضل تقديرٍ، جمعيةٌ خاصةٌ، تسعى لسيطرة رؤوسها على عدد كافٍ من المقاعد البرلمانية، يمكنهم من تنفيذ برامج خاصة بهم، لا نعرف ما علاقتها بالإسلام، أو بالمسلمين. هم أقرب، إن شئت، إلى وصف ماسونيّة المسلمين، منهم إلى أي توصيفٍ آخر.

أما عن الفئة الثانية، فئة أدعياء السّلفية، فأمرها أشد صعوبة وأكثرُ تعقيداً، إذ إن لها مشايخ من ذوى الطواقي والجلابيب، ليسوا قادة كالإخوان. فوهمُ إتباع الدين عند شبابها أشدّ إيهاماً منه عند أبناء الإخوان. لكنّ الأمر هو أنّ مَشَايخَهم يقعون بين أحد الصّنفين، حَاملي الفقه، أو شَارحيه، على أحسن تقديرٍ، ليس فيهم، يعلمُ الله، من العلماءِ الفقهاء، ممّن يبينون للناسِ العلم ولا يكتمونه. وقد مَحّصَ الله هؤلاء المَشايخ مؤخراً، كما محّصَ قادة الإخوان، فظهرَ ما قلنا واضِحاً جَلياً إلا لصاحب هوى أو جاهلٍ. فهولاء إذن مجموعة من المشايخ، من الدرجة الثانية والثالثة، يتحكّمون في هذا الجمّ الغفير من الشباب، الذي لا يفرّق بين درجات العلم، ويحسب أن حفظَ عددٍ من الأسانيد والمَسانيد هو ما يجعل صاحبه عالماً فقيهاً! وهي إذن مجموعة من الشباب الذي ليس له وجهة هو موليها، يأتي منها بخير للإسلام عامة، ويعيده إلى يدّ من ارادوا أن يَحكموا به، ومن ثم، هم لم يتعاونوا على البرّ والتقوى، في مفهومه الكليّ، التعاون الأكبر، ألا وهو إزالة الطُغيان، ومحاربة الاستبداد، واقتصروا على التعاون على جزئيات الشريعة ومفرداتها، كأحكام اللباس والهيئة الظاهرة.

والله لا أجد ما أوجّهه لهذا الشباب، الذي أراد أن ينتمى للإسلام علماً وعملاً، فضلّ الطريق إلى أحد هاتين الفرقتين، ناصحاً مخلصاً، إلا إنه قد آن الأوان وحان الوقت لإعادة النظر في هذا الإنتماء. فإن الله سبحانه لم يتعبدنا بجماعة، ولكن بدينٍ، ولم يلزمنا ببيعة لأفراد، ولكن ألزمنا ببيعة لله ورسوله على منهاج النبوة. فلا تغرنّكم هذه البيعات، وهذه التسبيحات، التي يهيؤون لكم إنها قطعّيّةٌ مُلزمة، فهي، في شرع الله، لا قيمة لها إلا إن كانت على إتباع شرع الله وهَدي رسوله، حقّ الإتباع والاهتداء، وما بُعد ما بين هاتين الفئتين وبين هذا المَطلب العزيز.

لئن كانت مصر تحتاج إلى ثورةٍ على الاستبداد وخروجٍ على جماعة العسكر، فإنّ الخطوة الأولى هي أن يقوم شبابُ هذه الجماعات بتصحيح الوجهة، والاستيقاظ من سُباتٍ عميق، والوقوف في وجه هؤلاء القَادة وأولئك المَشايخ، قبل أن يتحرّك قطارُ الثورة مرة أخرى، وهم، كالمرة الأولى، في غفلةٍ مُعرضون.

---------------
(*) في السياسة الشرعية .. مثال الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الإخوان المسلمون، مصر، الجماعات الإسلامية، السلفية، الحويني،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-10-2011   www.almaqreze.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  دراسة مقارنة للحركة الجهادية والانقلاب بين مصر والشام والجزائر
  لماذا خسر المسلمون العالم؟
  6 أكتوبر .. وما بعده!
  دين السلمية .. وشروط النصر
  اللهم قد بَلَغَت القلوب الحناجر ..!
  أشعلوها حرباً ضد الكفر المصريّ.. أو موتوا بلا جدوى
  يا شباب مصر .. حان وقت العمليات الجهادية
  يا مسلمي مصر .. احذروا مكر حسان
  العقلية الإسلامية .. وما بعد المرحلة الحالية!
  الجمعة الفاصلة .. فليفرَح شُهداء الغد..
  "ومكروا ومكر الله.." في جمعة النصر
  ثورةُ إسلامٍ .. لا ثورة إخوان!
  بل الدم الدم والهدم الهدم ..
  جاء يوم الحرب والجهاد .. فحيهلا..
  الإنقلاب العسكريّ .. ذوقوا ما جنت أيديكم!
  حتى إذا جاؤوها .. فُتِحَتْ لهم أبوابُ أحزَابها!
  سبّ الرسول صلى الله علي وسلم .. كلّ إناءٍ بما فيه ينضح
  كلمة في التعدّد .. أملُ الرجال وألم النساء
  ظاهرة القَلق .. في الوّعيّ الإنسانيّ
  نقد محمد مرسى .. بين الإسلامية والعلمانية
  مراحل النّضج في الشَخصية العلمية الدعوية
  الإسلاميون .. وقرارات محمد مرسى
  قضيتنا .. ببساطة!
  وماذا عن حازم أبو اسماعيل؟
  من قلب المعركة .. في مواجهة الطاغوت
  بين الرّاية الإسلامية .. والرّاية العُمِّيّة
  أنقذونا من سعد الكتاتني ..! مُشكلتنا مع البَرلمان المصريّ .. وأغلبيته!
  البرلمان.. والبرلمانية المتخاذلة
  المُرشد والمُشير .. والسقوط في التحرير مجلس العسكر ومكتب الإرشاد .. يد واحدة
  الشرع أو الشيخ .. اختاروا يا شباب الأمة!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. عبد الآله المالكي، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، د. أحمد بشير، أحمد بوادي، محمد العيادي، يحيي البوليني، د- محمد رحال، فتحي العابد، طلال قسومي، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، كريم السليتي، الهيثم زعفان، صلاح المختار، صفاء العراقي، سفيان عبد الكافي، محمد شمام ، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، علي عبد العال، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمود علي عريقات، سعود السبعاني، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، محمود طرشوبي، سلام الشماع، حسن عثمان، خبَّاب بن مروان الحمد، محرر "بوابتي"، الهادي المثلوثي، مصطفي زهران، صلاح الحريري، رشيد السيد أحمد، الناصر الرقيق، د - المنجي الكعبي، د. صلاح عودة الله ، علي الكاش، محمد أحمد عزوز، محمد الطرابلسي، أحمد النعيمي، فهمي شراب، عمار غيلوفي، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، محمود فاروق سيد شعبان، د- جابر قميحة، سامر أبو رمان ، مراد قميزة، عواطف منصور، حاتم الصولي، سليمان أحمد أبو ستة، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، حسني إبراهيم عبد العظيم، حميدة الطيلوش، أبو سمية، العادل السمعلي، صفاء العربي، سامح لطف الله، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، رافد العزاوي، ضحى عبد الرحمن، د. طارق عبد الحليم، محمد الياسين، عبد الله زيدان، مجدى داود، رضا الدبّابي، فتحي الزغل، محمد يحي، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، إياد محمود حسين ، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، خالد الجاف ، عمر غازي، محمود سلطان، سلوى المغربي، كريم فارق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، وائل بنجدو، د- هاني ابوالفتوح، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عزيز العرباوي، أنس الشابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سيد السباعي، أحمد ملحم، نادية سعد، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بن موسى الشريف ، إيمى الأشقر، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة