د.محمد فتحي عبد العال - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2270
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم يكن الصيام من خصائص الامة الاسلامية فقد سبقت اليه الكثير من الجماعات والاديان الأخري الا أن ما يحمله لنا صيام رمضان من خصائص وفضائل جمة أودعها الله فيه ميزت الأمة االأسلامية ورفعت من قدرها في الدنيا والأخرة
وأولى هذه الخصائص أن الله عز وجل اختصه به لنفسه واضاف اليه دون سائر العبادات فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: " قال اللَّه عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب. فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند اللَّه من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بصومه، وإذا لقي ربه فرح بصومه" رواه البخاري.وكما يتضح من الحديث أنه يخرج بصيام رمضان من دائرة مضاعفة الحسنات بعشر أمثالها الي سبعمائة ضعف الي أفاق أكثر رحابة من مضاعفة الأجر أضعافا كثيرة بغير حصر ولا عدد.
ومن فضائل هذا الشهر الكريم فتح ابواب الجنة واغلاق أبواب النار وصفد الشياطين وويكون لله عتقاء من النار كل ليلة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادى مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ".
وفي الجنة باب خاص بأهل الصيام فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن أَنفَقَ زوجَينِ في سبيلِ اللهِ، نودِيَ من أبوابِ الجنةِ: يا عبدَ اللهِ هذا خيرٌ، فمَن كان من أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كان من أهلِ الجهادِ دُعِيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصيامِ دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دُعِيَ من بابِ الصدقةِ»، فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه: بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبوابِ من ضرورةٍ، فهل يُدْعَى أحد من تلك الأبوابِ كلِّها؟، قال: «نعم، وأرجو أن تكونَ منهم»
وفي رمضان أعظم العبادات وهي ملازمة القرآن الكريم والأكثار من تلاوته فهي أفضل ذكر لله عز وجل قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] وهو شهر الإكثار من الصدقة والوقوف علي حاجه المساكين والمحتاجين وكان من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الإكثار من الصدقة في شهر رمضان فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ" كما أن العمرة ثوابها عظيم في رمضان فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: «ما منَعَكِ أن تَحُجِّي معَنا» قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح، وترك لنا ناضحًا ننضح عليه، قال: «فإذا جاء رمضانُ فاعتمِري، فإنَّ عُمرةً فيه تعدِلُ حجَّةً» (صحيح مسلم [1256])، وفي رواية لمسلم: «حجَّةً معي».
هذه فضائل الأخرة فماذا عن الدنيا ؟ .
يقول النبي صلي الله عليه وسلم :(صوموا تصحوا) وهو ما أثبته العلم قديما وحديثا فقديما فكان ُ أبو الطب( أبقراط) أول من دون طرق الصيام ووظفها علاجيا وكان يقول : كلما أكثرنا من تغذية الأجسام المريضة زدنا تعريضها للأذي ، كما كان للحكيم (كونيلوس) ملاحظة طريفة وهي سرعة شفاء العبيد مقارنةً بالأحرار، حيث تبين له أن السبب عائد الي أن الأرِقَّاء كانوا الأكثر صوماً من الأحرار، كما قال الحكيم بلونارك عن الصيام: ( إن صوم يوم واحد أفضل من تعاطي الدواء).
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الصيام يتضمن العديد من الفوائد الصحية للصائمين حيث يساعد علي احداث نوع من التوازن الطبيعي لمستوي الانسولين بالدم خلال ساعات اليوم وضبط مستوي السكر بالدم ويعمل علي تنشيط الدورة الدموية وتقليل الدهون الثلاثية والوصول بمستوي الكوليسترول وهي المادة المرتبطة بتصلب الشرايين الي اقل مستوياته فضلا عن التحكم في مستوي ضغط الدم . كما يساعد في تحسن وظائف المخ وكذلك يعزز من بناء الجهاز المناعي وانتاج خلايا دم بيضاء جديدة وتنشيط الخلايا الجذعية ،كما يسهم الصيام في أنقاص الوزن بشكل فعال في تقليل السعرات الحرارية التي يتم تناولها وتحسين عملية الأيض وذلك مرتبطا بأتباع الانماط الصحية أثناء الافطار والسحور. كما يزيد من إفراز هرمون النمو، مما يساعد علي النمو، والأيض وحرق الدهون ، ونمو العضلات. ومكافحة الشيخوخة .
--------
د.محمد فتحي عبد العال
باحث وكاتب مصري
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: