د. محمد فتحي عبد العال - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2015
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
1-هل من جديد بشأن طرق انتشار العدوى؟
في تطور جديد اضطرت منظمة الصحة العالمية إلى وضع احتمالية انتشار فيروس كوفيد - 19 عبر جسيمات صغيرة للغاية في الهواء.
جاء ذلك في أعقاب إقدام 239 باحثا من 32 دولة على ترك رسالة مفتوحة للمنظمة مفادها أن الجسيمات التي تخرج مع الزفير يمكن أن تصيب الأشخاص الذين يستنشقونها مطالبين المنظمة بضرورة تحديث إرشاداتها حول كيفية انتشار كورونا بين البشر.
يضاف الهواء الان إلى طرق أخرى لانتشار العدوى ومنها الرذاذ الصغير الذي يخرج من أنف أو فم المصاب بالعدوى عند التحدث أو العطس أو السعال وذلك بدرجة أساسية وعن طريق العين حيث حذرت دراسة من كلية الطب جامعة جون هوبكنز بالولايات المتحدة من أن الدموع الملوثة بالفيروس قد تكون مصدرا للعدوى وقد علل الباحثون ذلك بامتلاك العين لمستقبلات ACE والموجودة بالرئتين أيضا والتي يستهدفها الفيروس مما يصيب مرضى كورونا بتهيجات العين والتهاب الملتحمة وأن مسحات العين قد دللت على وجود الفيروس في العين لمدة 27 يوما بعد الأعراض الأولية للإصابة بالمرض ويأتي في المرتبة الأخيرة البراز ويعرف ذلك بFecal oral transmission وذلك وفقا لملاحظات المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها من وجود الفيروس ببراز مرضى كورونا وهو ما اعتبروه أمرا طبيعيا حيث من الممكن أن يبتلع الشخص لعابه الملوث بالفيروس فيدخل للمعدة والامعاء ومنها للبراز وقد عزز من هذه الاحتمالية بحث لعلماء من هولندا بمعهد هابريشت والمركز الطبي بجامعة إيراسموس وجامعة ماستريخت اختبر فيه أثر كوفيد علي جينوم نماذج زراعة الخلايا في الأمعاء البشرية وسرعة أصابتها بالعدوى وهو ما يفسر شعور مرضى كوفيد بالاسهال والغثيان.. إضافة إلى دراسات من سنغافورة والصين أيدت انتقال كوفيد عن طريق البراز.
وعلى الرغم من إشارات منظمة الصحة العالمية من أن الوقت لايزال مبكرا للحكم على الانتقال عن طريق البراز لكن ينبغي أخذ الحيطة فمع تتبع السبب في تفشي سارس في هونج كونج وهو من نفس عائلة كوفيد الاخير وجد أن السبب هو تلوث المجاري والصرف الصحي لذلك فلا بأس من اتباع بعض الخطوات الوقائية مثل: غسيل اليدين بالماء والصابون لمدة 20ثانية بعد استعمال المرحاض والتأكد من تطهير المرحاض بالكلور المخفف قبل وبعد الاستخدام وكذلك ينبغي على الأمهات التخلص من حفاضات أطفالهن بمعزل عن باقي القمامة وغسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد ذلك وتطهير الأسطح جيدا .
2- هل للعلاج الإشعاعي تأثير في حالات كورونا المستجد؟
نظرا لمعاناة المرضى بكورونا من الالتهاب الرئوي كنتيجة لفرط تعامل الجهاز المناعي وهو ما يجعلهم في حاجة لأجهزة التنفس الصناعي يعكف قسم علاج الأورام بالإشعاع في جامعة أوهايو على استخدام الأشعة السينية عالية الطاقة بجرعات منخفضة للرئتين لتقليل الالتهاب مما يساعد المصاب على التنفس دون حاجة لجهاز التنفس الصناعي.
وفي سياق متصل نجحت تجربة تركية في ولاية ديار بكر بالعلاج الإشعاعي (تيركش بيم) على مريض مصاب بكوفيد - 19 ولكن مازالت هذه المحاولات في بداياتها.
3-ماهي وسائل الكشف عن كورونا المستجد؟
بحسب موقع Deutsche Welle الألماني يوجد حاليا أكثر من مائة وخمسين اختبارا للكشف عن الفيروس يمكن تقسيمها لمجموعتين الأولى تشخيصية وهي تكشف عن كون الشخص مصابا أم لا في الوقت الراهن ويستخدم في هذه المجموعة تقنية RT-PCR
وتعد تقنية الاستنساخ العكسي - التفاعل البوليميري المتسلسل أوRT-PCR إحدى أدق الأساليب المخبرية المستمدة من المجال النووي للكشف عن الفيروسات ومنها فيروس كورونا المستجد.
وتعتمد فكرة هذة التقنية علي عملية مضاعفة المادة الوراثية وتحديدا حمض (الدناDNA) وهي المادة الوحيدة القابلة للمضاعفة حيث يتم فك شريطي الدنا بعضهما عن بعض ثم تكوين شريط جديد أمام كل شريط قديم باستخدام انزيم البلمرة ثم يرتبطا ليصبح لدينا جزيئان من الحمض بدلا من جزء واحد ويتكرر هذا الإجراء عدة مرات مما يؤدي في النهاية إلى تضخيم وإكثار الجزء المطلوب دراسته من المادة الوراثية حمض (الدنا) مئات الآلاف من المرات.
وتتطلب عملية فصل الشريطين درجة حرارة تصل إلى 90 م مما يستلزم انزيما للبلمرة يتحمل هذه الدرجة العالية دون تلف وقد وجد العلماء بغيتهم في انزيم بلمرة من بكتريا تسمى thermos aquaticus تعيش في الينابيع الحارة وتتحمل هذه الدرجات العالية من الحرارة ثم تطور الأمر إلى استخدام انزيم للبلمرة يعمل في درجة حرارة 100 م دون تلف مأخوذ من بكتريا pyrococcus Furious.وحاليا تم تطوير جهاز ذاتي التشغيل يقوم بمضاعفة المادة الوراثية عبر رفع درجة الحرارة آليا لفصل الشريطين ثم خفضها مع بناء الشريط الجديد وارتباطه بالقديم.
كما أن بناء شريط جديد من الدنا أمام شريط قديم يحتاج إلى بادئ (primer) إضافة للنيكلوتيدات التي يتم بها البناء .
الخطوة المميزة في حالة أكثرية الفيروسات ومنها فيروس كورونا المستجد أن محتواه الوراثي من حمض (الرناRNA) مما يستلزم تحويل الرنا إلى الدنا باستخدام انزيم Reverse Transcriptase حتى يتسنى التضخيم والاستنساخ للمحتوي الفيروسي وهو ما يسمى بالاستنساخ العكسي.
تؤخذ العينات في المختبر أو المستشفيات أو في نقاط في مواقف السيارات بحيث لا يترجل الشخص من سيارته وذلك من المسالك التنفسية العليا البلعوم والأنف والفم والمسالك التنفسية السفلى (الرئتين) ثم ترسل إلى المختبر ويستغرق ظهور النتائج ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات.
وحتى نحصل على نتائج أكثر دقة ينبغي أن يكون استخراج العينة على عمق المسافة بين طرف الأنف وشحمة الأذن بعود استخراج قطني طويل.
فإذا ثبت وجود المحتوى الوراثي للفيروس في العينة فهذا يعني أن صاحب العينة حامل للمرض فيما تشير النتيجة السلبية لاستبعاده.
وعلى الرغم من سرعة وفاعلية هذه التقنية الا أن النتائج قد تأتي خاطئة لأسباب منها نقص تدريب الفنيين عليها ولاسباب خاصة بطريقة أخذ العينة إضافة لوقت أخذ العينة فإذا كان مبكرا في مرحلة الحضانة أو في نهاية المرض فإن كمية الفيروس قد لا تكون كافية كما أن استخدام بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية أو المضادات الفيروسية والتي تقلل كمية المادة الوراثية قد يتسبب في الحصول على نتائج سلبية.
أما المجموعة الثانية فهي اختبارات ترصد إذا ما كان الشخص قد اصيب بالفيروس في السابق وتماثل للشفاء منه أم لا وتشمل هذه المجموعة اختبار الأجسام المضادة ELISA
وهي اختصارا ل(ELISA/ enzyme-linked immunosorbent assay) ويقوم هذا الاختبار بالكشف عن وجود الأجسام المضادة في الدم وهي بروتينات يقوم الجهاز المناعي بإنتاجها للتصدي للمستضادات التي تشير إلى الإصابة بالعدوى والأمراض ويتم التحليل عبر أخذ عينة من الدم ثم إرسالها إلى المختبر ليقوم الفني المختص بوضعها في طبق يحتوي على المستضد المحدّد المراد الكشف عنه، فإذا كان الدم يحتوي على أجسام مضادة لهذا المستضد فسيرتبط الاثنان معاً وينتج تغير في اللون وبالتالي يتم قياس مقدار التغير الحادث في اللون والذي يعكس كمية الأجسام المضادة الموجودة في الجسم وفي حالة العثور على الأجسام المضادة بالعينة مما يعني أن الشخص كان مصابا بكوفيد في وقت ما وتعافى وتأتى أهمية هذا الاختبار والذي أصبح مؤخرا على هيئة شرائط تحليل سريعة الاستخدام انه يساعد العلماء في معرفة اعداد المصابين الذين لم تشملهم الاحصائيات الرسمية مما يساعد الدول في اتخاذ القرارات بشأن رفع القيود او استمرارها فضلا عن تحديد درجة القرب أو البعد عن النسبة المستهدفة بمناعة القطيع في الدول التي انتهجت هذه النظرية.
ولكن النتائج قد لا تكون دقيقة مع احتمال حدوث التفاعلية المتصالبة وتعني تفاعل أجسام مضادة مع فيروس آخر شبيه بفيروس كورونا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: