د. محمد فتحي عبد العال - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1977
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
1- ما هو الجديد فيما يخص أعراض كورونا؟
مؤخرا أضاف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC) ثلاثة أعراض جديدة هي سيلان الأنف أو الاحتقان والإسهال والغثيان وذلك إضافة للقائمة السابقة للأعراض والتي تضم السعال والحمى والتهاب الحلق وضيق التنفس والصداع وأوجاع الجسم والعضلات وفقدان حاستي الشم والتذوق.
2-بعد مضى شهور كيف نقيم خيار بعض الدول لتطبيق مناعة القطيع لديها؟
مع إعلان بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا عن انتهاج مناعة القطيع كاستراتيجية لبلاده في مواجهة كورونا فقد اعتبرها البعض تتبع الفلسفة الدروانية التي يكون فيها البقاء للأصلح وأنها بمثابة حيود غير أخلاقي عن القيم الإنسانية حيث يتم من خلاله التضحية بكبار السن ولكن ليس هذا صحيحا فالشباب ليسوا في مأمن من تبعات الكارثة! ثم سرعان ما تراجع رئيس الوزراء البريطاني عن هذا الطرح.
ومناعة القطيع هي أحد أشكال الحماية غير المباشرة من الأمراض المعدية التي تحدث عندما يصبح لدى نسبة كبيرة من أفراد المجتمع مناعة لعدوى ما كالفيروسات، سواء كانت مكتسبة من خلال عدوى سابقة أو عن طريق التطعيم حيث يتعرف عليها الجهاز المناعي ويتمكن من إفراز مواد مضادة تكبح المرض. وقد ظهر المصطلح لأول مرة عام 1923 حيث لاحظ هيدريش انخفاض المعرضين للعدوى بالحصبة بعد أن أصبح غالبية الأطفال محصنين ضد الحصبة. و لا يمكن تطبيق مناعة القطيع على جميع الأمراض ولكن على السارية منها أي التي تنتقل من شخص لآخر. ونظرا لطبيعة فيروس كورونا من حيث كونه ليس بالفتاك كما أن معدل الإصابة به دون أعراض وكذلك معدل الشفاء منه مرتفعين لذا خفض البعض من حجم خطورة استخدام هذه الاستراتيجية للتعامل مع كورونا. وقررت السويد وروسيا البيضاء تطبيقها وتعتبر روسيا البيضاء الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم توقف دوري كرة القدم لديها كما حضت الناس على ممارسة حياتهم بشكل عادي وممارسة الرياضة مع العناية الخاصة بكبار السن وسلكت السويد نفس المسلك غير المقيد لشعبها هادفة بنهاية مايو إلى تحقيق مناعة ذاتية تصل إلى 60٪ . ومع التدهور الحالي في الاقتصاد العالمي وطول الفترة الزمنية لكورونا وعدم القدرة على استمرار إجراءات التباعد المجتمعي إلى مالا نهاية إضافة لرؤية البعض لعدم كفاءة الإجراءات الحالية في التقليل من نسب الإصابات والوفيات فقد عادت مناعة القطيع للمناقشة مرة أخرى مع شكوك مثارة من الناحية العلمية مبعثها عدم التيقن من تمتع المتعافين من كورونا بمناعة كافية و دائمة وأنهم ليسوا عرضة للإصابة بها مجددا. وتدعم منظمة الصحة العالمية هذه الوجهة والتي عبر عنها مايك ريان كبير خبراء الطوارئ في المنظمة العالمية من أن (المنظمة غير متأكدة مما إذا كان وجود أجسام مضادة في الدم يعطي حماية كاملة من الإصابة بالفيروس المستجد و أن الأجسام المضادة حتى لو كانت فعالة، لا توجد مؤشرات تذكر على أن أعدادا كبيرة من الأشخاص طوروها وبدؤوا في توفير ما يسمى “مناعة القطيع” للسكان).
وتعتبر مناعة القطيع خيارا مفضلا في الدول النامية والتي وإن نجت من الآثار الصحية لكورونا فلن تنجو حتما من تبعات انهيار الاقتصاد لديها مع توقف الإنتاج ولكن يبقى أن نعلم أن خوض هذه التجربة في الدولة النامية هو أشبه بالمقامرة فلربما أفضى إلى كارثة صحية في ظل أنظمة صحية هشة بهذه البلدان وقلة عدد الأطقم الطبية لديها وقلة عدد المستشفيات وسعتها الاستيعابية لتقديم الرعاية الصحية لعدد هائل من المصابين في حالة تفشي العدوى.
لكن مؤخرا ظهرت نتائج تجربة مناعة القطيع لدي السويد وأنها كانت مقامرة مع المجهول حيث حلقت معدلات الوفيات لديها إلى مستويات مرتفعة وسط القارة الأوروبية.
3-يهتم الجميع حاليا بتقوية المناعة ولهذا يحتل فيتامين سي والزنك قائمة الأدوية المفضلة لهذا الغرض فما هي الجرعات اليومية الموصى بها؟
يتوافر فيتامين سي في مصادر طبيعية كالحمضيات والتوت والطماطم والفلفل والبروكلي والسبانخ.
.بحسب موقع مايو كلينيك الشهير فالجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين سي للبالغين الرجال 90ملجم وللسيدات البالغات 75 ملجم على ألا تتجاوز 2000ملجم يوميا حيث تؤدي الجرعات العالية منه إلى الإسهال والغثيان والقئ وحرقة المعدة والصداع والأرق وتكون حصوات على الكلى.
أما فيما يخص الزنك وهو يتوفر طبيعيا في الدجاج واللحوم الحمراء كما يتوافر في البقوليات كالعدس وفي المكسرات كالكاجو وبحسب نفس الموقع فالجرعة الموصى بها من الزنك للبالغين من الرجال 11 ملجم وللسيدات 8 ملجم على ألا تتجاوز الجرعة اليومية 40 ملجم
4-هل الكمامات القماشية صالحة للوقاية من العدوى بالنسبة لعامة الناس؟
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC) بتشجيع المواطنين على ارتداء الكمامات القماشية القطنية في وسائل النقل العام والمتاجر والصيدليات.
ويشير موقع مايو كلينيك إلى عدة إرشادات حول ارتداء الكمامة القماشية ونزعها:
-ضع الكمامة على فمك وأنفك.
-اربطها خلف رأسك أو استخدم حلقات الأذن لتثبيتها وتأكد من أنها تغطي فمك وأنفك بشكل مريح ومحْكَم.
-لا تلمس الكمامة أثناء ارتدائها.
-إذا لمستَ الكمامة عن طريق الخطأ، اغسل يديك أو عقّمهما.
-انزع الكمامة عن طريق فك الربطة أو رفع حلقتي الأذن دون لمس وجهك أو الجزء الأمامي من الكمامة.
-اغسل يديك فورًا بعد نزع الكمامة.
-اغسل الكمامة بانتظام بالصابون والماء في الغسالة. لا بأس بغسلها مع الملابس الأخرى.
والحقيقة أن فكرة الكمامات القماشية ليست وليدة اليوم فهي تعود إلى أكثر من مائة وعشرين عاما مضت.
بحسب دورية (ذا لانسيت) الطبية البريطانية كانت بداية استخدام الماسكات الجراحية عام 1897 مع اكتشاف (جوهان ميكلوشز) رئيس قسم الجراحة بجامعة بريسلاو ( فروتسواف حاليا) ببولندا بمعاونة عالم الجراثيم (كارل فلوغ) أن قطرات الجهاز التنفسي تحمل البكتريا فبدأ ميكلوشز يستخدم قطعة من الشاش لتغطية الأنف والفم وفي العام نفسه وفي باريس استخدم الجراح (بول بيرغر) قناعا في غرفة العمليات.
ومع جائحة الانفلونزا الإسبانية عام 1918 وبعد فرض الكمامات بشكل إجباري لمواجهة الجائحة بدأت دراسة فاعلية الكمامات القماشية في صورتها الأولى (الشاش) عبر رش البكتريا على الشاش لمعرفة درجة تأثير الخيوط والطبقات على انتقال العدوى ولازالت المسألة حتى الآن موضع جدل بين العلماء لكن على أية حال فأقنعة الوجه القماشية القطنية متعددة الطبقات قد تساعد بشكل نسبي في الوقاية من كوفيد 19 لعامة الناس كما قد يسهم هذا الحل في تخفيف الضغط على طلب الكمامات الطبية لتكون حصرا للأطقم الطبية التي تعانى نقصا حادا فيها في هذه الآونة.
---------------
د.محمد فتحي عبد العال
رئيس قسم الجودة بالهيئة العامة للتأمين الصحي فرع الشرقية سابقا
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: