د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5573
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قل لي بالله يا وطني ..... نحاكم من في أرواح تسفك هنا و هناك ما بين ميادين واسعة و حدود شاسعة و قطارات ومزلقانات مفجعة ,
كل يوم نودع شهداء جدد نبكي عليهم بعض الوقت بدموع كاذبة ثم ننساهم وننتظر لنودع غيرهم بلا رحمة ولا ضمير ولا دين , ثم نتساءل في كل مرة .... من نحاسب ؟
أنحاسب الإهمال الذي إعتدناه في حياتنا ؟ أم نحاسب المال الذي لم نحسن توجيهه لصيانة حياة الناس والحفاظ على أرواحهم ؟ , أم نحاسب السياسة التي تهتم بصوت الصندوق ولا تهتم بحياة الشعب الذي يضع صوته فيه ؟ ,
أنحاسب الحكومة الضعيفة الضائعة التي لا طعم لها و لا لون ولا وزن ولا حصاد ولا رائحة , أو نحاسب الرئيس الذي لا زال يبحث عن قواه ويتحسس خطاه , أم نحاسب الجماعة المغيبة عن مطالب الشعب الغائبة عن العمل الحقيقي الفعلي المنوط بها و بحزبها الحاكم ولكنها نهمة فقط لإحتكار الكراسي وأدوات السلطة و تمكين الحكم ؟ , أم نحاسب المعارضة المزيفة المصطنعة التي لا حول لها ولا قوة و لو جلست في الحكم ما فعلت شيئا ,
بئس القلوب الميتة التي لا تعي قيمة الحياة ورسالة الحكم و الحاكم والمسؤولية أمام الله تعالى , و عجبا لأصوات عفنة تخرج علينا لتدعي أن الأرواح التي فقدناها بالأمس هي نتاج الحكم البائد , أهكذا يكون التبرير وهكذا تكون المسؤولية والنخوة والرجولة في زمن الثورة ,هل دورنا فقط أن نلقي المسؤولية في كل مصيبة على حكم ذهب و ولى منذ عامين لتقصيره فاستحق ما نال ؟ , هل سنظل نلقي عليه بالتبعة والمسؤولية حتى نودع بعضنا بعضا , الى متى سنظل نردد تلك الكلمات البلهاء ولا ننظر الى المستقبل بخطط مدروسة و عمل واضح وأهداف محددة ,
أين أنت يا عمر يا من خفت حساب ربك عن شاة لو عقرت بأرض العراق وأنت في مدينة رسول الله , إن الإحساس بالمسؤولية يدفع للتخطيط والعمل والأمل ثم يكون الجزاء من جنس العمل و النجاح والتوفيق من الله تعالى , فهل من عاقل يخشى الله ربه يشخص الداء و يعرف الدواء ويعلم أن الإهمال داء عضال تفشى فينا وأن العلاج لن يكون بالبحث عن شماعات نلقي عليها بالتبعية و تتحمل عنا واجباتنا و مسؤولياتنا , بل ننجح فقط حين نتصدى للمشاكل الحقيقية في كل الوطن بالعمل وليس الأمنيات ولا الكلمات الجوفاء حتى ينتهي مسلسل نزيف الدماء في كل مصر , ونبدأ في الإنتباه لمعاناة الشعب الحقيقية في كل مكان على مر الأزمان ,
اليكم جميعا يا كل أبناء وطني يا من فقدناكم ولم نفعل لكم شيئا و لن نفعل لأننا لا زلنا نبحث عن كراسي الحكم ومقاعد المجالس النيابية قبل أن نبحث عن حقوقكم وأرواحكم ودمائكم ...
عذرا جميعا رحمكم الله ..... نحن الآن أضعف كثيرا من أن نحمل ثأركم فأنتم السابقون و نحن اللاحقون
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: