د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5368
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
السياسة نجاسة كلمة سمعتها من أستاذ قانون و دكتور جامعي رائع كان صديقا لوالدي رحمهما الله هو الدكتور محمد كامل ليلة رئيس مجلس الشعب الأسبق في الثمانينيات ,
حقا فالسياسة أحيانا بلا قيم ولا أخلاق ولا مبادىء وأسوأ ما فيها التلاعب بمشاعر البسطاء من فقراء هذا الشعب وعقول الشباب المتحمس من أبنائه , و وقاحة السياسة حين تخلط المصالح الدنيوية العفنة بالدين لتضع السم في العسل فالدين كما قيل هو أفيون الشعوب و هو المدخل السحري للحصول على ما تريد وتحقيق الأهداف ببساطة وسرعة والأمثلة كثيرة لا حصر لها و الساحة حاليا وسابقا و لاحقا مليئة وستظل بهذا العفن الفكري والعهر السياسي كما حدث في غزوة الصناديق في إستفتاء 19 مارس 2011 حين خرجت منابر ضالة مضلة توهم الجميع أن من يصوت بنعم يدخل الجنة و من يصوت بلا كافر زنديق فجاءت نتيجة الإستفتاء بنعم ناراً و جحيماً على وطن بأكمله ندفع ثمنه حتى اليوم فقد عشنا المرحلة كمن يسير عكس السير بالإنتخابات أولا ثم بطلانها ثم فتن إنتخابات الرئاسة و المرحلة الإنتقالية بكل مآسيها ومذابحها و ضياع الأمن والأمان وحتى ضياع كل مطالب الثورة من عيش حرية عدالة إجتماعية جنينا منها فقدان أرواح لا حصر لها مقابل حصول جماعة نعم على ما تريد ,
نعم طرف واحد فقط يستفيد دائما من اللعب على هذا الوتر و من خداع الجماهير و من الخلط بين مصالح واضحة لفريق أو جماعة أو حزب تعتمد على جذب أصوات الجماهير بالإدعاء أن من يقف معها محب للدين حتى لو لم ينتمي لها فكرا و عقيدة ومن وقف معها محب للشريعة و من يصوت ضدها هو آثم ضال مبين مدني علماني ليبيرالي خارج عن دين الله و حب شريعته ,
ما هذا الخلط والخبث و الدهاء في الفكر للتمكين أكثر و أكثر من كل مفاصل الدولة فلا نترك منها شيئا إلا وأمسكنا بتلابيبه بدءا من مجلس الشعب المنحل فالشورى المغيب والجمعية التأسيسية فالرئاسة فالمحافظات والنقابات فالإعلام و رؤساء الصحف واليوم تمرير الدستور وغدا القضاء بدعوى تطهيره ,
كل هذه المعارك تحت ستار واحد هو الدين و كأن مفاتيح الجنة مع جماعة الإخوان تمنحها لمن يؤيدها أما مقاعد جنة رضوان فهي محجوزة فقط للصفوة ممن ينتمون لها حركيا و عمليا ,
هكذا نخلط دعوى صالحة بمصالح باطلة عفنة قل نعم للدستور تستقر مصر والعجلة تدور ,
قل لا ينهار الوطن و تتعطل المصالح ولا تتحقق نتائج لأن لا الكافرة عطلت نعم المؤمنة التقية الورعة , العجيب أن الدستور نفسه بكل ما فيه من مواد لا علاقة له بالشريعة السمحاء إلا في ذكر كلمة مبادىء الشريعة في موضع أو موضعين ولو قرأت آراء مشايخ دين علماء أجلاء لنسفوا لك الدستور نسفا وبينوا لك أنه مخالف لكل شرع و دين من أول مواده حتى آخرها , نعم ليس معارضي الإخوان السياسيين فقط هم من يلعنون الدستور و مواده لأن دستور يبدأ بأن الحكم للشعب و ليست الحاكمية فيه لله هو باطل من أول حروفه إلى منتهاه بل أن رأي أحد هؤلاء المشايخ الأجلاء أن كل من قال نعم آثم قلبه , أتقول آثم يا مولانا من إختار نعم ؟
أفتى فضيلته من على منبره نعم آثم آثم آثم , الله أكبر الله أكبر تهنا هكذا يا مشايخنا الأجلاء أين مفاتيح الجنة إذاً ؟ و كيف نحصل عليها ؟
الجنة مع أي رأي حتى نسير وراءه كالبلهاء مغيبين عن الوعي نمضي في الركاب إمعات لا نقرأ ولا نفهم ولا نناقش ولا نتحاور ونترك لغيرنا يقرأ عنا و يختار لنا و يدخلنا الجنة و النار و يكفرنا و يخرجنا عن شرع الله و كأننا لم نعبد الواحد الأحد يوما و لم نسجد له قط و لم نحفظ كتاب الله ولم نحاول أن نتفقه فيه لندعوه على الأقل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن و من شرور أنفسنا و من مطامع غيرنا في كل شيء في هذا الوطن و مطامعه فينا و في أصواتنا التي يستقوي بها غدا علينا و لولاها ما جلس مجلسه و ما جثم على صدورنا ليتنفس عنا و ينعم بأصواتنا و يسعد بنَعم نعم التي إختارها لنا ويتركنا نصطلي بنار فتنته نعادي بعضنا بعضا و نقتل بعضنا بعضا و نخرج للميادين و نعتصم هنا وهناك و نؤيد و نعارض و نجمع أشلائنا لنصلي عليها و حين نضعها في القبر بين يدي الله يفرق بيننا فيقول قتلانا في الجنة و قتلاهم في النار هذا شهيد حي طاهر من جماعتي وهذا معارض قتل نفسه بغبائه لا جنة له والنار مثواه ’
يا أيها المغيب إستفت قلبك قبل أن يفتيك الناس و إسأل نفسك أطال الله عمرك لو لا قدر الله كنت أحد هؤلاء من لقوا وجه ربهم بنار هذه الفتن حين يغلق القبر عليك هل ستجد حقا مفتاح الجنة في إنتظارك أم أن الموت هو بداية الطريق لتعرف الحق من الباطل و أن نعم لدستور المصلحة لا فرق بينها و بين لا المكفرة وأن لا علاقة لدستور الإخوان بالشريعة و لا جنة رضوان .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
13-12-2012 / 14:32:34 من تونس