د- هاني ابوالفتوح - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4952
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اعتدنا ان لكل شيء مكتسب ثمن ولكل انتخابات فواتير حتى كرسي الرئاسة بات له فواتير لابد من سدادها وأسوأ ما في الحكم السابق أن من دخل القصر كان محملا بفواتير كثيرة لمن وضعوه على كرسي الحكم وأولهم جماعته من أتوا به مجهولا ليعتلي عرش مصر فكان كالمدين الذي أتى بيتا فظل عاما كاملا يبحث عن سداد الدين لا عن ترتيب البيت وتهيئته لمن يعيش فيه وحوله
فواتير كرسي الرئاسة آفة يضيع معها حق الأغلبية من البسطاء وأبناء الشعب المهمشين لصالح فئة واحدة تنال الحظوة وتعتقد انها قد اشترت الوطن بأسره لحسابها طالما أنها من أوصلت رأس القيادة لكرسي الحكم فيظل أسير إرضائها والوفاء لها لا يعرف لقراره حرية ولا لصوته مدى الا ما يطلب منه و يجد نفسه قد لبى الندا
أجمل ما في ساكن القصر الجديد في مصر انه مدين فقط للبسطاء وأنه مطالب بسداد فواتير للوطن بأسره ولمن انتخبوه ولمن ذهبوا للصناديق حقا في الداخل والخارج ليضعوه على رأس السلطة , فلقد أتى بصوت الشعب وأصبح مطالبا بإرضاء هؤلاء والحرص عليهم والسعي خلف مصالحهم فلا ديون مطالب بسدادها لحزب أو جماعة أو فصيل أو طائفة وهذا مصدر قوة لا ضعف
حتى الخلفية العسكرية التي انتمى اليها و خرج منها ثم خلع ردائها ليلبس ثوبا مدنيا كانت عونا لا عبئا فهي على ما كانت عليه لا تحتاج منه الى فواتير سداد ولا تطلب منه غير استمرار الدعم المعهود الذي يبني قوة تحمي الوطن بأسره لا تبني أفرادا يكونون سوطا على ظهر الوطن بمن فيه
الرئيس اليوم مطالب أمام الله ورسوله بالوفاء والولاء الكامل لهذا الشعب ولا غيره , مدين لكل إمرأة خرجت لتقول نعم ثقة أن صوتها لمصلحة وطن , ومدين لكل رجل أحب هذا الوطن بقلبه وعقله وأصر على ان لصوته قيمة تصنع حاضرا ,
مدين لكل شاب ينتظر مستقبلا أفضل ومدين لكل طفل يستحق أن يجد مناخا أنقى ليعيش فيه عيشة كريمة ,
أصوات هؤلاء فقط دينا في رقبة من حصل عليها وأصبح الحرص على هؤلاء فقط والحرص على الوطن الذي خرجوا من أجله هي الفواتير الحقيقة الواجب سدادها لكرسي الرئاسة , والأمل الذي ينتظره الكثيرون والثقة الكاملة التي وضعوها فيه باتت دينا في عنقه يحاسبه عليها من قدر له أن يكون مسئولا عن أمة بأسرها
سدد الفواتير لأصحابها سيادة الرئيس ولا تغفل عيناك يوما عن هؤلاء البسطاء والفقراء والمساكين ولا تغض الطرف عنهم لحظة ولا يشغلنك أبواق اعتادت ان تحوم حول باب القصر أيا كان ساكنه ومدمني نفاق كثيرون يدورون في أفق كل سلطة يأخذون ولا يمنحون شيئا ولا يصلبون عودا ولا تجدهم عند شدائد ولا تستند عليهم في أزمات فلا تركن إليهم أبدا
نعم الحمل ثقيل والمطالب جمة والإمكانيات محدودة والدرب طويل لكن اليقين بالله أولا ثم حسن التدبر والتدبير والتخطيط السليم والتنفيذ المتقن أدوات لا يجب أن تنقص أو تخفى على محارب وطني حر تربى في مدرسة الرجال فكانت خير إعداد فكن أفضل اختيار أتت به الأقدار
زينها بالعدل مع القوة في الحق وإياك وأنات المقهورين وإياك ودعوات المظلومين فأول مسالك الهلاك كثرة المظالم وضياع الحقوق ,
سر على بركة الله وكن كما كنت قدوة في العمل و واحة للأمل تبني مستقبل أمة عانت الكثير وتنتظر اليوم وحدها سداد الفواتير .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: