د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5017
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إنفض المولد بخيره و شره والحمد لله تعالى جاء بقاعدة أخف الضررين فلم نفقد فيه أرواحا جديدة ولكنه أعطى مؤشرات عديدة لما دار في الصراع بين فريقين ,
فريق التيار الإسلامي والنظام الحاكم جميعهم خلف التصويت بنعم وقد إستعدوا و خططوا للحدث مبكرا بكل الوسائل , والتيار المدني والليبيرالي جميعهم خلف لا وقد دخلوا السباق متخلفين عن بداياته بعد تردد طويل بين المقاطعة والمشاركة و جاءت النتائج شبة الرسمية النهائية للتصويت في المرحلة الأولى لتعلن حصول فريق نعم على نسبة 56.5 % من إجمالي الأصوات الصحيحة للمصوتين في عشر محافظات منها أكبر محافظتين القاهرة والإسكندرية , هذه النسبة ستتغير حتما في المرحلة الثانية بالزيادة لفريق نعم حيث الدعم المطلق في الصعيد الذي يعتمد على الحشد العائلي و العصبية ,
ومن ينظر للنتيجة نظرة متأنية عادلة ليقرأها بتمعن يجد أن الفريقين قد خرجا راضيين إلى حد ما رغم ما يعلن منهما , ففريق نعم حقق ما أراد من التصويت بأغلبية لنعم وتخطى أكبر عثرة أمامه وهي محافظة القاهرة ولها أكبر نسبة تصويتية في مصر و فريق لا حصل على نسبة مرتفعة من الأصوات تجعله متحدثا بإسم قطاع عريض من الشعب لا يمكن تجاهله , أما الظاهر لنا من عدم رضا أحد الطرفين فما هي إلا مناورات سياسية و للسياسة في الإنتخابات حسابات أخرى غير معلنة ,
في طريق الوصول لنعم رأينا الكثير من التجاوزات لأسباب عديدة مختلفة منها ما هو مخطط له و مدروس من عملية تعطيل التصويت بالساعات في كثير من اللجان أو التصويت في يوم واحد رغم التمديد للمصريين في الخارج لستة أيام و منها ما جاء عفويا كعادتنا فضلا عن أن الإستفتاء قد تم تحت إشراف قضائي شابه بعض المؤاخذات كما أن إمتناع العديد من القضاة ربما أضر بفريق لا أكثر من الفريق الآخر فقد حرمهم تواجد الكثير من القضاة الحياديين أو المؤيدين ,
و بالعودة للنتيجة نفسها نجد أن الفريق الأول بقيادة جماعة الإخوان المسلمين و باقي حشود التيار الإسلامي فريق محترف إنتخابات يعلم جيدا أهدافه و كيف يجمع الأصوات لأن النتيجة النهائية لا تفرق بين صاحب الصوت و ثقافته و فهمه ووعيه و إدراكه لقيمة بناء مؤسسات الدولة و آلية إختيارها و أكاد أجزم أن خبراء الإنتخابات في الجماعة قد درسوا أخطاء إنتخابات الرئاسة جيدا بالتخطيط لكيفية تفادي السقوط في محافظات كبرى كالدقهلية والشرقية والمنوفية والقليوبية و كيفية مواجهة الرفض الشعبي الكبير في القاهرة وأيضا كيفية الإستفادة من التأييد والحشد الكبير في محافظات الصعيد كافة وهي المحافظات التي أوصلت مرشح الجماعة لمقعد الحكم , والفريق الآخر إعتمد على الحشد الإعلامي أكثر من التواجد بين الناس خاصة في القرى و باقي المحافظات بينما للفريق الأول كوادر في كل قرية و شارع و حارة و زقاق تتحرك بخطط و تكليفات و آلية واضحة كما أن للصوت النسائي لهذا الفريق دور كبير في تجميع الأصوات في الإنتخابات بما فيها من سياسة طرق الأبواب ,
نتيجة الإستفتاء أظهرت أن هناك قطاع كبير من الشعب رافض له أيا كانت نسبتهم وهذا القطاع إما رافض لفكر الإخوان أساسا والخوف من سطوتهم وسيطرتهم على كل مفاصل الدولة فهو يعارضهم على طول الخط أو رافض لبعض المواد في مشروع الدستور ,
وسنجد هذة النسبة قد زادت بشكل كبير في العاصمة القاهرة التي يجب أن نقف أمامها بعض الشيء لأننا لا نستطيع أن نتهمها بأنها مع الفلول أو أن تأثرها بإعلام التيار المدني والليبيرالي أكبر من تأثير التيار الإسلامي والقاهرة إذا تكلمت يجب أن يسمع الجميع و يقرأ بعيدا عن نتيجة الإستفتاء فهي أم الثورة و حاضنتها و بدون القاهرة لن تنجح ثورات و لن تقم لها قائمة وغالبية أصوات القاهرة مثقفة متفاعلة مع الحدث و تختلف إختلاف جذري عن طبيعة الصوت في الريف و في باقي محافظات مصر التي من السهل التعامل معها والتأثير المباشر فيها سواءا بالحشد والعطاء أو جذب الأصوات ,
العجيب أنه رغم الإقبال الكبير على التصويت و بسببه تم التمديد لمدة أربع ساعات إضافية إلا أن نسبة 31 بالمائة فقط ممن لهم حق التصويت قد تمكنوا من الوصول للصناديق في المرحلة الأولى وهي نسبة لا تكفي للتعبير عن إرادة أمة في دستورها , كما أن الفريق المؤيد دائما ربما لم يقرأ مسودة الدستور و لم يأخذ من وقته ليفهم أسباب إعتراض الطرف الآخر ليلتقي معهم بل يضعهم دائما في خانة التخوين ,
الحقيقة الثابتة أن هذا الإستفتاء بلا شك قد فرق بين المصريين و هذه خطيئة كبرى في حق مؤسسة الرئاسة التي ذهبت للإستفتاء و هي على يقين من التصويت بنعم و لسان حالها يقول للمعارضين ( أعلى ما في خيلكوا إركبوه ) ولا نستطيع أن نتهم كل من صوت بلا أنه من الفلول أو مغيب عن الوعي أو منزوع عنه الوطنية فهل ينتبه الرئيس و مستشاريه لخطورة هذا الوضع لمحاولة إحتوائه أم أن ضغوط قيادات الجماعة والإستقواء بباقي التيار الإسلامي ستستمر حتى النهاية تحت سياسة البلد بلدنا والريس تبعنا والدستور لا مؤاخذه دستورنا ومجلس النواب اللي هيتولد ولدنا و اللي مش عاجبه يشرب م البحر .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: