د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5077
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما أجمل النصرة لبعضنا البعض فنصرة فلسطين واجبة ونصرة المسلمين المستضعفين في بورما واجبة و نصرة الشعب السوري واجبة لا جدال و لكن نصرة مصر أحق و أوجب وإن كان لا تعارض بينهم جميعا ,
لم أكن أعلم ان لدينا كل هذا التمثيل والهزل بين ادعاء النصرة لسوريا وبين مدح خطباء النصرة للحاكم المسلم الذي يريد تطبيق شرع الله ويبكي لسماع آية من كتاب الله , فكم من المسلمين والمؤمنين يبكون بين يدي الله تضرعا و خشية دون الحاجة لكلمات الآخرين ومديحهم ونفاقهم ,
ما أعلمه جيدا إما أن يكون المؤتمر والحشد لسوريا فنحسن اختيار الزمان والمكان والحضور وإما أن يكون المؤتمر والحشد لبيان ان هناك مؤيدين للحاكم ومحبين له و لا ريب في ذلك لكن يجب ان نعلن ان المؤتمر لهذا الغرض ولا لوم ولا تثريب ولكن العيب كل العيب في الخلط بين الأشياء وبين المتاجرة بالدين وادعاء الربط بين نظام الحكم والشرعية وتطبيق الشريعة ولم نرى بعد عام كامل أي خطوة واحدة نحو الشريعة الغراء ,
ولا قيمة ولا جدوى لمؤتمرات الأبواق والميكروفونات فكم من ملايين المظاهرات خرجت خلال خمسين عاما تنادى بتحرير القدس وكم علم للعدو الإسرائيلي حرقناه واحترقنا بناره وكم شعار رفع يهتف عالقدس رايحين شهداء بالملايين ولم يذهب واحد منهم لتحرير سيناء لا القدس , ولا أدري كيف سيتم التحرير ونظام الحكم الآن في مصر هم الضامنين لاتفاق وقف اطلاق النار والسلام بين حماس واسرائيل الذي يمنع اطلاق صاروخ واحد عليها من غزة أو مصر وكذلك أيضا من منع الراغبين في التوجه الى سوريا من الذهاب وها هي الحدود مفتوحة من تركيا الى الأردن , وبدلا من دغدغة المشاعر بمطالبة حزب الله بالخروج فورا كان الأجدى مطالبة إيران وروسيا ولم نجرؤ عن ذكرهما بحرف واحد يوحد بارئه ,
لم انادى ولم اطلب التخلي يوما عن دور واجب لنصرة سوريا الشقيقة ونصرة المستضعفين في كل مكان لكن الغرض مرض ان كان الهدف سوريا حقا فلما لم يقام قبل ذلك مؤتمر نصرة و ها هو عام ينقضي على النظام الحاكم لم نرى فيه كلمة عن مؤتمر يعد لنصرة سوريا وقد اقيم لهم مؤتمرات في كل دول الخليج وسحبوا جميعا سفراءهم هناك ويرسلون دعما لا حدود له لشعبها منذ شهور عدة دون استعراض للعضلات فمتى تقرر عقد هذا المؤتمر وما الذي استجد على ساحة سوريا والدماء هناك تسيل منذ اكثر من عامين ,
انظروا بروية يرحمكم الله نعم نصرة سوريا واجبة لكن نصرة مصر بكل ابنائها أوجب فأين نصرة ثأر جنودنا في رفح و أين ثأر الدماء التي تسيل اسبوعيا في سيناء ,
ما أراه هو الهراء بعينه لأن الإحساس بالمسؤولية وعامل الوقت هام جدا في تفادي الخطر ويعنيني الآن نصرة مصر حقا وتجنب ما سنراه بعد ايام فلا نكن كالنعامة تضع راسها في الرمال حتى يحدق بها الخطر من كل صوب وحدب ,
إن الحرص على درء الفتن وتجنب الخطر أشد وأوجب فالراعي سيحاسب عن رعيته وشعبه أولا لا أن يتاجر بدماء الأشقاء في سوريا الحبيبة ليظهر اليوم أسدا بين أنصاره وغدا حين تشتعل النار حول قصره يصمت ويختفي يومين ثم يخرج بعدها يدعو للحوار والمصالحة الوطنية بعد فوات الأوان وزهق الأرواح , ومن الواجب و الحكمة ان يكون للراعي قرون استشعار يتفادى بها اي أزمات تحدق بالوطن وتكاد أن تفتك به لكن ان نخرج للناس بدعوى نصرة شعب شقيق ونهدف من ورائه اظهار نصرة الرئيس والجماعة ونظام الحكم ,
إن السياسي حين يفتقد الخبرة والحنكة والوعي السياسي يُضَيِع نفسه ومن يسير خلفه اما الحاكم الذي يفتقد للوعي السياسي والخبرة والحكمة فيُضَيِع أمه بأكملها ما بالك لو فقد أيضا البصيرة وخدع نفسه ومن حوله بشعارات جوفاء أكل عليها الدهر وشرب فلا هي حررت أوطان ولا أعادت ثأر شهيد وحين يبتلي الله شخصا بالغرور فلا يرى امامه وحين يبتليه بمحاولة تغييب الوعي والعقل فلا ينظر للمستقبل ولكن يستمر في تقليب صفحات الماضي والحديث عن الفلول وحين يزد عليه الابتلاء بالاستعلاء عن النصح والاستقواء بالعصبة واذا انخدع بمن حوله ولم يرى تحت قدميه وأخذ يهدد ويتوعد ليقسم شعبه نصفين ويثير هذا على هذا ويستعدي انصاره على معارضيه ويشعل النار بدلا من اطفائها فهو الجهل بعينه لأن النار ستأكل الجميع و لن تفرق بين من اشعلها و من انكوى بها ,
حقا لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها , والحكمة ضالة المؤمن ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ومن فقدها فقد ما لم يستطع الحفاظ عليه وهكذا الايام ما أسرعها و ما أسرع النهايات ,
...... اللهم استر مصر بسترك واحفظها بحفظك من شر الفتن وشر الغرور وحب الدنيا والسلطان .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: