د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6049
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كتبت كثيرا عن ضرورة عدم التعجل في إجراء الانتخابات البرلمانية وفقا لقانون مسلوق لأننا بذلك نتسبب في إثارة الفتن بالدولة والإصرار على دخولها في متاهات قضائية ثم نستدعي أنصارنا بعد ذلك للهجوم على القضاء بكافة درجاته وهي جريمة كبرى في حق الوطن لأننا نهدم سلطة أساسية وركن هام من أركان الدولة ,
المشكلة دائما هي في العجلة المفرطة والرغبة الجامحة للسيطرة على كل القوى التنفيذية والتشريعية والقضائية في الدولة أيا كانت العقبات والنتائج هي جريمة كبرى لأنها السبب الرئيسي في الفتنة الدائرة بين أبناء الوطن الواحد ,
والآن بعد حكم القضاء الإداري بوقف الانتخابات و الزام الجميع بضرورة إعادة القانون المشبوه للمحكمة الدستورية لتقول كلمتها فيما تم تعديله من مواد حتى لا يشوب الحكم البطلان وإعمالا لكامل حقها في السلطة المسبقة بل أوضح الحكم الصادر قصور فهم من وضعوا القانون في التأسيسية عن آلية تنفيذه وكامل حق المحكمة الدستورية في مراجعته قبل اقراره ,
العجيب إن مستشاري السوء زينوا لرئيس مصر صحة القرار لدرجة أن يخرج بنفسه في حوار تليفزيوني مدافعا عن القانون بصيغته النهائية والادعاء أنه جاء موافقا تماما لملاحظات المحكمة الدستورية وهو ما كان يجب أن يخرج منه بصفته حكما فصلا عادلا بين السلطات وليس مدافعا عن السلطة التشريعية في مقابل السلطة القضائية ,
هو درس جديد لمؤسسة الرئاسة أن تتقي الله في وطن بأن ينوع من دائرة المستشارين والخبرات والكفاءات المتواجدة حوله وألا تكون من فصيل واحد ينظر لمصلحته العليا قبل مصالح وطن بأسره لأن الرئيس يجب أن يكون رئيسا لكل المصريين حتى من يعارضوه وأنه سيحاسب أمام الله عن الجميع , لكن هل هناك أمل أن يعي قصر الاتحادية الدرس حتى وإن اعتبره ضارا فرب ضارة نافعة ,
هكذا أراد الله بنا خيرا و جاءت لنا فرصة لالتقاط الأنفاس وإزالة الحرج عن الجميع فلا يدعي طرف أنه انتصر ولا يخجل طرف من الانكسار أمام الآخر فهل ينتهزها الرئيس ولا يطعن على الحكم الصادر حتى وإن مورست عليه ضغوط عليا من المقطم ولندع أبواب الحوار مشرعة بدلا من أبواب العناد والتحدي لنبدأ في نزع الفتيل من كل محافظات مصر ,
وبدلا من لقاءات موجهه مع أبناء النوبة والقبائل العربية وهو واجب وضرورة لكن الأهم الآن هو نزع فتيل الحرب والعنف الدائر في بورسعيد والمنصورة والمحلة وكل أماكن الفتنة الدائرة وهي أولى أولويات الحاكم في الحفاظ على أرواح المواطنين بدلا من ترك الساحة للحرب المشتعلة بين الشرطة وفئات معارضة من الشعب سوآءا كانت لها طلبات مشروعة أو مدفوعة
الدعوة أيضا موجهه للمعارضة الهشة أن تبدء حوارا جادا حقيقيا لمصلحة وطن وأن تسمو فوق خلافاتها وتنظر للمصالح العليا لشعب عاني الأمرين منذ قيام الثورة حتى يومنا هذا ولم يعد اقتصاده يتحمل كل هذا النزيف الذي يدمر وطن لا جماعة , والفرصة باتت مواتية لهم للمشاركة السياسية الإيجابية والنزول للشارع للوصول للناخب بدلا من الانفصال الكامل بدعوى المقاطعة الدائمة لأي حوار سياسي أو سباق انتخابي مع جماعة مستبدة لا تؤمن إلا بحقها وحدها في كل الوطن ولا تعترف إلا بخبرات كوادرها وعبقريها لأن الأزمة التي تعصف بالوطن تحتاج للجميع
اتقوا الله جميعا في مصر وشعبها و يا رئيس دولة مصر من فضلك احترم القانون هذه المرة وامشي في كل غرف القصر وقول بركة يا جامع بركة يا جامع بركة يا جامع .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: