د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5524
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
غدا بإذن الله تعالى الإستفتاء على دستور مصر القادم فريق سيفرض كلمته قصرا و فريق سيموت قهرا حَفِظ الله مصر من شرور الإستفتاء و نتائجة وشهوة الفرحة و السخرية فيه بل ربما نصل لرغبات جمة في الإنتقام من بعضنا البعض , رأيي الشخصي أن الدستور سيتم التصويت عليه بالمواقفة رضاءاً أو قسراً بأي طريقة كانت ولن تقل النتيجة النهائية عن سبعون بالمائة حتى يكون بالضربة القاضية ,
و التصويت على مرحلتين وإن كان ضرورة قضائية أو لأسباب خفية هو فرصة جيدة لحشد الحشود وتجييش المؤيدين في المرحلة الثانية في محافظات الصعيد الفيوم و المنيا وقنا التي كانت سببا رئيسيا في نجاح الدكتور مرسي في إنتخابات الرئاسة, والإستفتاء غداً في القاهرة والإسكندرية والدقهلية و الغربية و الشرقية التي حصل الدكتور مرسي فيها على أصوات أقل وجميعها محافظات ذات كتلة تصويتية عالية جدا من إجمالي عدد أصوات المصوتين وإجراء الإستفتاء في يوم واحد بدلا من يومين فيها هو أشبه بمبارة كرة قدم نهائية دون وقت إضافي أو ضربات جزاء لكنها مبارة إستعد لها فريق جيدا بكل السبل و الوسائل حتى القتالية منها لكي يجهز على خصم دخل السباق في آخر شوط بعد تردد كبير بين المقاطعة أو المشاركة و هو أمر أضر بقدراته كثيرا على الحشد والتجييش لكن هذا لا يمنع أن هناك مؤيدين للوقوف معه للأسف أصحاب خبرة سابقة في الحرب و القتال ,
المشهد أمامي وهو ما لا أتمناه أن غدا سيكون ساحة قتال في عدة مواقع يدفع ثمنها الوطن من أجل دستور يفرض قصرا سواءا إتفقت مع الكثير من مواده العامة أو إختلفت يقينا مع بعض مواده التي أقحمت قهرا لتصنع نظام جديد يرث نظام بائد من تكريس حكم الحزب الواحد و لا مجال لتداول السلطة بعده و لا مجال لمعارضة محترمة والأيام القادمة حبلى بالحقائق التي إن لم يراها الكثيرون الآن ممن ينظرون تحت أقدامهم أو يسيرون مع الركب بدعوى الإستقرار المنشود لكنهم سيتذوقونها مستقبلا شاءوا أم أبوا ولكن نظرا لضعف الذاكرة التي أصبحت أضعف من ذاكرة السمك سيدعون التناسي أو ربما سيستأنسون هذا الوضع المفروض عليهم إلى حين حتى يأتي جيل آخر له كرامة يبحث عنها وحرية يتمناها , للأسف الشديد ليس الصراع غدا بين حق و باطل بل أراه بين باطل و باطل ففريق الأغلبية ذو الصوت الأعلى يشكك في كل من يعارضه ويكفره و يلعنه ويخرجه من دينه و ينزع عنه رداء الوطن بمبدأ أنا الدين و الدين أنا فمن كان معي دخل جنتي و من عاداني إستحق لعنة الله و لعناتي , والفريق الآخر لا هوية له معارض دائما بدعوى الوطنية و الحرص على الديمقراطية وهم كثير لكن قلوبهم شتى أهدافهم متفاوته فريق مصاب بإنفصام الشخصية يتحرك بعد فوات الآوان كالغريق يتخبط بيديه ولا يجد من ينقذه من فريق يكيل له اللكمات ليل نهار جراء وجوده في موقع الحكم و السلطة و المسؤولية ,
نعم القادم أصعب ولنتذكر ذلك جيدا فليس الأمر مجرد إقرار دستور بمواده التي جاء بها ودافع من أقروه و مؤيديهم عنه دفاعا عن العرض و الدين كأنه دستور رب العالمين بل جعلوها حربا كبرى لا تحتمل نتيجتها إلا النصر ولكن السؤال الأهم ماذا بعد النصر المبين ؟ سيل من القوانين التي تخدم الأهداف الخفية التي وضع لها الدستور ستظهر مع إنتخابات مجلس الشعب ثم الشورى ثم المحليات ليضع فريق واحد يده على كل مقاليد الحكم حينها لنرى فريق المؤيدين بلا رؤية ماذا سيجنون لو ظل حال الوطن كما هو ولم نتقدم قيد خطوة اللهم إلا أننا إستبدلنا نظام شمولي بنظام شمولي آخر لأن السلطة المطلقة مفسدة المفاسد ,
نعم تريد مصر إستقرارا و أمنا لكي تدور عجلة الحياة و لكن العجلة لن تدور بقسمة الوطن وتكريس الدولة في يد فريق واحد وإقصاء الآخر بكل فئاته و كفاءاته أمام فريق بلا خبرات ولا تنوع القيادات و الكفاءات عاش عقود يبحث عن وجود لبناء جماعة لا بناء دولة ,
الحقائق المستقبلية قد تكون مرة بمرارة العلقم لا يراها الكثيرون وسبحان من يؤتي الحكمة من يشاء ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ولكن الحكمة ضالة المؤمن يبحث عنها دون تعصب و دون مطامع و دون أحقاد و دون نزاع و إذا رأيت فريقا يحارب ويقاتل بضراوة بدعوى الدين من أجل دنيا زائلة فإعلم أن الحق ضائع وأن من يؤيده مغيب و حين ترى منابر تُستَغَلُ بإسم الدين نسمع فيها السب و اللعن فإعلم أن الدين منها براء فدين الوسطية والرحمة و الإعتدال لا يأمر إلا بالقسط والتراحم والرحمة والبعد عن الفرقة والشقاق والنزاع قال تعالى " واطيعوا الله و رسوله ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم وإصبروا إن الله مع الصابرين " صدق الله العظيم .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: