د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5199
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يحتاج المرء أحيانا أن يجلس مع نفسه ليقيم الأحداث وما أراه من مشهد اليوم بعد أن تابعت جنائز العنف الذي يحصد الأرواح بين أبناء الوطن الواحد يدعو للأسى والحزن والهم , وأتساءل ما كل هذا العنف فينا ومن الذي زرع الفتن وأججها ويشعل النار تحت الرماد ومن المستفيد من هذا الحصاد المر , هل يوجد من يستطيع أن يدعي أنه وحده الكاسب ,
أرى الكل خاسر والخاسر الأكبر هو الوطن وهؤلاء الذين غيبهم الموت أيا كانت أسبابه و ذويهم الذين إكتوا بنار فقدانهم ولم يحصدوا إلا الحسرة والألم , وفي النهاية من المحاسب يوم العرض أمام الديان الواحد الأحد ,
انقسمنا لفرقاء كل يرى نفسه صح مطلق ولم يعد هناك نقاط التقاء وبات الصراع الآن من يقضي على الآخر وينفرد بما يريد ولن يحدث أبدا , فلن يستطيع الشارع المعارض بكل الوسائل أن يسقط الحكم القائم ولن يستطيع النظام الحالي الحاكم و بطش الشرطة التي عادت بسيفها من جديد أن تكمم الأفواه والأصوات , فلقد تغير الزمن تماما بعد الثورة وتتابع الأجيال والثقافات أتي بجيل جديد لن يسهل التعامل معه أو الإقصاء الكامل أو التغاضي التام عن مطالبه ,
أرى المشهد مأساويا من الجميع نتجه فيه لقتل بعضنا البعض ونعيد أسوأ ما عانينا منه من النظام السابق فقد هنا على بعضنا وهان الوطن علينا ولا يتبقى إلا أن نعزي أنفسنا بأنفسنا في المحبة والإخوة والمودة والتعاون وسقط من بين أيدينا أمر الله تعالى لنا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وها هي الريح تعصف بالجميع ولا أذن تسمع ولا عين ترى ولا قلب يعي أن الفشل قادم قائم وأن الحصاد مر بمرارة العلقم ,
إن للنجاة طريق واحد هو محاولة الإلتقاء في منتصف الطريق فهل فينا من ينزع غل القلوب و الصدور ويتنازل بعض الشيء عن كل المطامع والأحلام لنتقي و نلتقي ...
أتمنى ولكن ليس بالأمنيات فقط تبنى الأوطان .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: