البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس : ماذا تريد المخابرات الروسية ؟

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3368


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نحن لا ننكر الدور الروسى الايجابى جدا فى سوريا منذ بداية تنفيذ المؤامرة الصهيونية السعودية التركية الامريكية الاوروبية ضد هذا البلد و أن يرفع المندوب الروسى فى مجلس الامن الفيتو اكثر من مرة فى وجه هذه المؤامرة فهذا يحدث لأول مرة فى تاريخ صراع القطبين الكبيرين و هذا مؤشر جيد على صدق النوايا الروسية تجاه سوريا و تجاه محور المقاومة العربية فى عنوانه العريض ، بطبيعة الحال السياسة مصالح و روسيا كغيرها من دول العالم و بالذات كبار دول العالم لها مصالح فى سوريا و فى المنطقة العربية و هذا من حقها و من واجبها أن تحقق تلك المصالح و تعزيزها على كل المستويات و لهذا يجب أن يفهم البعض أن التدخل الروسى فى سوريا بهذه القوة العسكرية و الاسناد السياسى الغير المسبوق ليس لوجه الله بل هو نتاج لموقع سوريا فى الاستراتيجية العربية و الدولية ، نحن اذن أمام دولة كبرى لها مصالح و أمام دولة عربية لها موقع سياسى و استراتيجى مهم يجعلها تمثل ورقة صعبة الاجتياز فى كل السياسات التى تسطرها القوى العظمى و الادوات المتحالفة معها، لكن من واجبنا اليوم أن نقف موقف المندد بالموقف الروسى فى خصوص ما يسمى بفضيحة المخابرات الروسية فى تونس و ما ترتب عنها من ضرر للشعب التونسى .

لعل السؤال الجوهرى و المهم الذى يطرحه الجميع اليوم فى تونس يقول لماذا تونس ؟ ماذا تريد المخابرات الروسية من عملية جمع المعلومات حول هوية بعض الاشخاص المرسمين بدفاتر الحالة المدنية التونسية و اذا كانت النوايا حسنة و تتعلق بالبحث عن اشخاص مفقودين او متهمين بأى اتهام فلماذا لم تتبع الدولة الروسية الطرق الدبلوماسية المعروفة للوصول الى هذه المعلومات و لماذا سعت المخابرات الروسية للحصول على وثائق حالة مدنية مختلفة غير مستعملة و من هم الاشخاص الذين تبحث هذه الاجهزة عنهم و ماذا كانوا يفعلون فى تونس و كيف فقدت المخابرات الروسية اثرهم و لماذا اختفوا على الانظار و كيف لم تكن المخابرات التونسية التى تعتبر من اكبر المخابرات فى المنطقة العربية على علم بكل جوانب الوجود الاستخبارى الروسى فى تونس و لم يتم ايقاف افراد هذه الجهاز او طرد السفير الروسى باعتباره شخصا غير مرغوب فيه كما تقتضيه الاعراف الدبلوماسية و لماذا تم التكتم على هذه الفضيحة التى من شأنها تعريض الامن التونسى الى الخطر و لعل السؤال الاهم لماذا صمتت السفارة الامريكية و الموساد الذين ترتع اعوانهم فى تونس عن مد المخابرات التونسية ببعض الخيوط التى تؤدى الى الاسراع بالقبض على هؤلاء الذين انتهكوا الاعراف الدبلوماسية .

من هى مريم ابن ادريس و أوريون ديبون الذين تبحث عنهم المخابرات الروسية فى سجلات الحالة المدنية التونسية و لماذا جندت هذه المخابرات كل هذا العدد من اعوان الحالة المدنية التونسية للاستقصاء و البحث فى هذا الموضوع و اذا كانت المخابرات الروسية بجلالة قدرها قد فقدت اثر هذين الشخصين منذ سنة 1986 فلماذا حركت عملاءها للقيام بهذه الابحاث المعمقة بعد ما يزيد من اكثر من عشرين سنة من تاريخ الاختفاء او الهروب او ربما اغتيالهما بطريقة من طرق المخابرات التى اكتشفنا عينة مرعبة منها فى القضية التى تسمم هذه الايام العلاقات بين روسيا و بريطانيا و التى استدعت تبادل طرد اعوان سفارة البلدين فى كل منهما، ربما هناك تفسير يتداوله البعض هذه الايام من كون المخابرات الروسية تبحث عن بعض هويات اشخاص مفقودين او متوفين بدون عقب حتى يتم ‘ اعطاء ‘ تلك الهويات لبعض اعوانها الحاليين او التى ستدفع بهم فى كثير من الدول لأغراض التجسس و الاغتيالات و هو أمر غريب عن كل اجهزة مخابرات العالم و ما تم كشفه فى موضوع اغتيال المناضل الفلسطينى محمود المبحوح على يد الموساد فى الامارات العربية المتحدة من زيف هويات القتلة يقيم الدليل على ان الموضوع على غاية من الخطورة .

لعل الذين تابعوا من البداية الى تاريخ الحكم الصادر من القضاء التونسى ضد المتهمين الموقوفين قد انتابته بعض الحيرة و كثير من الاسئلة المتعلقة حول الكيفية المثيرة للريبة التى تعاملت معها مصالح الاستعلامات التونسية و المحققين الذين تولوا البحث مع المجرمين المحالين على العدالة و هنا نتساءل لماذا لم يتم بحث عديد من الاطراف الضالعين فى هذه الجريمة الخطيرة رغم وجود اسماءهم على قائمة المتهمين و لماذا تم التغافل المتعمد عن تلقى تصريحات بعض المسئولين فى مصالح الحالة المدنية التونسية و كيف تتحدث المخابرات التونسية عن رصدها لتحركات عملاء الجهاز الروسى طيلة سنوات دون ان تتدخل نظرا لخطورة الموضوع المتعلق بقاعدة بيانات اشخاص تونسيين و اسرار هويتهم مما يمكن ان يعرض تاريخ عائلاتهم للخطر بعد ان تستعمل المخابرات الروسية هوياتهم فى القيام بعمليات فى دول اخرى كما حدث مع المبحوح و غيره، تؤكد الاحكام المخففة جدا التى صدرت ضد المتهمين أن القضاء قد انحاز الى ما يسمى بمصلحة الدولة العليا على حساب اختراق السيادة التونسية و أن هذه الاحكام الهزيلة المثيرة للسخرية هى من تشجع كل اجهزة المخابرات العالمية على ان ترتع فى تونس و تهز من استقرارها الهش و تعمق فى ازمتها السياسية .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، روسيا، المخابرات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-03-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آسيا العبيدى ، القاضية التي قالت لا
  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، محرر "بوابتي"، محمد شمام ، د- محمد رحال، عبد العزيز كحيل، عبد الغني مزوز، منجي باكير، صالح النعامي ، صفاء العراقي، حاتم الصولي، فتحـي قاره بيبـان، صلاح المختار، وائل بنجدو، بيلسان قيصر، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، مراد قميزة، الهادي المثلوثي، كريم السليتي، د - عادل رضا، د- هاني ابوالفتوح، مصطفي زهران، سامر أبو رمان ، رافد العزاوي، مجدى داود، عبد الله زيدان، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، حميدة الطيلوش، عواطف منصور، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، محمد علي العقربي، إياد محمود حسين ، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، عمر غازي، محمد العيادي، د. طارق عبد الحليم، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، ياسين أحمد، علي عبد العال، رافع القارصي، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، أ.د. مصطفى رجب، طلال قسومي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - الضاوي خوالدية، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، عزيز العرباوي، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمار غيلوفي، حسن الطرابلسي، مصطفى منيغ، أنس الشابي، د - مصطفى فهمي، حسن عثمان، أحمد بوادي، د. صلاح عودة الله ، خالد الجاف ، كريم فارق، د- محمود علي عريقات، د - محمد بن موسى الشريف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، نادية سعد، سامح لطف الله، أشرف إبراهيم حجاج، طارق خفاجي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، سلوى المغربي، محمود طرشوبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود سلطان، علي الكاش، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، د. أحمد محمد سليمان، د - المنجي الكعبي، صلاح الحريري، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، المولدي اليوسفي، د. أحمد بشير، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، الناصر الرقيق، فهمي شراب، عبد الله الفقير، المولدي الفرجاني، فتحي الزغل، صفاء العربي، إيمى الأشقر، أحمد ملحم، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد النعيمي، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، تونسي، فتحي العابد، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، محمد يحي، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة