احمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3338
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الايام هى من تكشف الحقائق، بعض هذه الحقائق ما كنا لنصدقها فى الماضى لولا عثرات الزمن و سقوط البعض فى مستنقع الخيانة و القصور الاخلاقى، ربما رسمنا احيانا بالصدفة صورة جميلة لأصدقاء الشهيدين شكرى بلعيد و محمد البراهمى لما لمسناه من نبل فى المبارزة السياسية لدى الزعيمين الراحلين و عشق لا يوصف للراية الوطنية و لتراب هذا البلد الحنون لكن الظروف تشاء اليوم ان نكتشف قبحا كان مخفيا و لؤما كان مستترا و نذالة سياسية كانت نارا تحت التراب ، كشف المستور بل لنقل نحن من كشفنا المستور لان الحريق هذه المرة كان مشتعلا مكننا من رؤية القتلة و المرابين و الفاسدين و المتآمرين على هذا الوطن، نار الفتنة اليوم كانت كافية لنرى و نشاهد و نمعن النظر و نتأكد من هوية الجانى و هو يتحرك تحرك الافاعى و التماسيح لنهش الفريسة ، لنهش الوطن، كانت اللحظة مرعبة فارقة و مؤلمة لكل الذين شاهدوا كل هذه الحرائق المشتعلة على طول البلاد و عرضها، حتى نيرون لم يفعلها و حتى الضحكات التى تعالت من أفواه قيادات الجبهة الشعبية و من والاهم من الخونة و العملاء فى حزب شعب الموتورين و رئيسه محمد المرزوقى احد كبار سماسرة السياسة العفنة فى العالم العربى غطت على ضحكات نيرون حارق روما .
اليوم ظهرت الجبهة على حقيقتها و ظهر الخبث المبطن الذى غاب عن عيوننا و عن حدسنا و عن انتباهنا فاتضحت المعالم على شاكلة لم نعهدها أو هكذا خلنا ـ، ظهر العدوان الجبهوى الخبيث و نظرنا الى ساحة النار الملتهبة فى جسد الوطن فشاءت الاقدار ان نراهم بأم العين و هم يحركون الشارع فى الاتجاه الخطأ، فى اتجاه حرق الاملاك و الارزاق، فى اتجاه حرق مؤسسات الدولة و مراكز صيانة امنها من كل العابثين، رأينا الاعداء بالعين المجردة يشيرون لضرب اعوان الامن دون رحمة و بلا شفقة كأنهم يواجهون جيشا من المرتزقة و ليس ابناء الوطن و العائلة الوحدة، رأينا علامات الغل و الحقد على الوطن توزع على حفنة من الشبان العاطلين عن العمل لتزيد من نقمتهم تجاه هذا الوطن المقصر فى حقهم فى التشغيل و الكرامة، لقد استلوا ابواقهم و هواتفهم النقالة و علب الكبريت و المولوتوف و بدؤوا ينفخون فى النار المشتعلة و يرمون قوارير المولوتوف على الاعوان و كل من هب لنجدة الوطن من مخالب العملاء و الخونة، كان المنظر معيبا و مؤلما الى ابعد الحدود لان الاضرار قد كانت فادحة و المتضررين من الطبقة المعدمة و من الذين كبلوا انفسهم بالديون لشراء سيارة باتت اثرا بعد عين .
تساقطت الاقنعة تباعا و هرول البعض من هؤلاء الخونة اللئام مسرعين الى منابر الاعلام للتغطية و التعتيم و التضليل الكريه و المزعج للسامعين و المتابعين يريدون منا ان نكذب أعيننا و نشهد لهم بالعفة و الفضيلة و نحن لا نزال تحت وقع الصدمة و صياح الكثيرين منهم منادين المفسدين بحى على الفساد و حى على هدم البلاد و حى على ضرب مصالح العباد، باعوا الوطن بثمن التراب و بلا ثمن اصلا للمهربين و الارهابيين و كل المتاجرين بدم المستضعفين المهزومين من هؤلاء المواطنين المنهكين بسبب غلاء المعيشة و ارتفاع تكاليف المعيشة، ليس غريبا على الجبهة ان تزعم و تناور و تنافق و تعتم و تتهرب فزعمائها زعموا عبثا انهم اوفياء للشهيد شكرى بلعيد و ناورا بدمه للوصول الى مواقعهم السياسية الحالية و نافقوا كل الاحزاب و عتموا على حقائق كثيرة و تهربوا من مسؤولياتهم فى حفظ كرامة الوطن فى مراحل و مواقع كثيرة، لقد سمموا الحياة السياسية و نفخوا دائما فى نار الفتنة و الحرب الاهلية و دفع الشعب للاقتتال و الكراهية، كانت قيادات الجبهة تحمل اكياسا من الحطب دائما و كان ابو لهب جاهزا دائما لإعطاء اشارة بث خطاب الكراهية و الفوضى و العناد السياسى السلبى و لذلك تراجعت اسهم الاقتصاد مرارا و تراجعت اسهم الامن مرارا بحيث تخوف الاخرون و حملوا امتعتهم و اموالهم و بات الجميع فى انتظار باخرة موعودة او طائرة محلقة او خبر مفرح برفع منع السفر الى تونس .
لو كان للخيانة اسم لأطلقه الجميع على الجبهة الشعبية و على حزب حراك الخونة لصاحبه محمد المرزوقى و لو كان للؤم اسم مرادف لاسمينا كل ‘ رفاق ‘ الجبهة به، الان فقط فهمنا و وعينا ان ما حصل و ما كنا نتهم به ‘ الاخرين ‘ هو فعل رخيص للجبهة و ان بعض النيران التى اكتوت بها ثياب تونس الطاهرة هى فعل وسخ من خطايا الجبهة و حراك الخونة التى تموله قطر الصهيونية ، الان فهمنا ما يحاك للوطن و ما لم الشامى على المغربى كما يقول المثال الذائع الصيت و فهمنا تجارة المصالح المتشابكة بين الجبهة المتهالكة و بين حزب حراك الخونة الموالى للصهيونية لنجد الجواب الجاهز دائما ان اسرائيل مرت من هنا و ان البعض قد سقطوا فى بئر الخيانة دون ان ننتبه اليهم فى لحظة من لحظات حسن نية الشعب تجاه ابناءه، لقد باعوا الكرامة و العفة السياسية و خرجوا عن الاجماع الى الردة و المطالبة براس الوطن و اسقاط النظام، لا احد سيصدقهم هذا مؤكد و لا احد من الذين حرقت املاكهم سينسى جرائمهم و حرائقهم و ترهاتهم و دجلهم و ضحكهم على الذقون و هم الذين يدعون قربهم من عذاب الشعب و لكنهم يركبون السيارات الفاخرة و يتمتعون بمزايا المناصب و حراسة الامن الذين لا يخجلون من توجيه الصبية للاعتداء عليه فى مفارقة تؤكد مدى الخبث الذى يختزلونه داخل عقولهم المريضة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: