أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3375
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يظهر أن النظام السعودى قد فقد الصواب و بات يرقص رقصة الديك المذبوح و يبدو للمتابعين اليوم أن الاموال النفطية السعودية قد تحولت الى فتيل يفجر كل مساحة الوطن العربى بل من الثابت اليوم أن اصرار النظام على ربط علاقات متينة مع الكيان الصهيونى له أهداف معلنة و غير معلنة و أن ما طلب من القيادة السعودية لتسهيل انضمامها للصهيونية العالمية بما تحمله الكلمة من معنى سواء على مستوى حماية النظام أو ضمان استقراره و تواصله أو على مستوى اعطاء النظام الدور الوحيد و الحصرى ليكون شرطى الخليج و المنفذ لكل الرغبات الصهيونية الرامية الى تفتيت الوطن العربى، ان محاولة النظام السعودى المتصدع داخليا و الذى يعانى من ارتدادات اعتقال عديد من الامراء و المقربين و ارتدادات الفشل العسكرى المدوى فى اليمن لفت الانظار كلما دعت الحاجة الى العدو الايرانى مقابل الانحناء البغيض امام العدو الصهيونى الحقيقى لن ينجح فى اثناء الجمهورية الاسلامية عن ممارسة دورها الايجابى باعتبارها أحد الحلقات المركزية و المهمة للدور المقاوم للهيمنة الامريكية بكل عناوينها بما فيها العنوان الصهيونى، هذا واضح للعيان من خلال الصمت المتزن الذى تتخذه القيادة الايرانية تجاه التهديدات و الكلام الاجوف السعودى و هو موقف يؤكد أن القيادة الايرانية تعمل بمبدأ المقولة الشهيرة ‘ القافلة تسير و الكلاب تنبح ‘ .
منذ أيام شهدت الساحة الايرانية بعض التقلبات المزاجية الشعبية استطاعت القيادة الايرانية بحكمتها و اتزانها المعهود معالجتها و فهم خفاياها و أبعادها و من يقفون وراءها و من يدفعون البعض لمهاجمة الاملاك العامة و الخاصة، لم يفهم هؤلاء المتآمرون على ايران أن حرق الاملاك العامة و الخاصة هو مشهد ليس فى صالحهم اطلاقا لان الثورات الشعبية السلمية الحقيقية ترفض المس من مصالح الشعب و من الامن العام و من السلم الاجتماعية و لذلك فشل اعلام السعودية و بعض الدول الخليجية المنحازة لهذه المؤامرة الوهابية فى تسويق هذه ‘ الثورة ‘ مرة أخرى كما فشل فى تسويق ‘ الثورة ‘ السورية القذرة، ما حصل أن الشعب الايرانى قد فهم كل شيء بسهولة تامة و كشفت الايام التالية أن هناك من يريد اشعال الوضع فى ايران لغايات اقليمية و دولية باتت جلية للعيان و من بينها بخس الانتصار الايرانى باعتبار أن ايران قد كانت شريكا فاعلا فى دحر الارهاب من سوريا و العراق و بخس تصاعد منسوب محبة العرب و بخس الاهمية الاستراتيجية التى باتت تحتلها الجمهورية الاسلامية الايرانية بصفتها شريكا مهما و فاعلا فى معادلة البحث عن حل فى سوريا أو فى لبنان او فى فلسطين المحتلة .
ليست هذه المرة هى الاولى التى تشهد فيها ايران احتجاجات معيشية و لن تكون الاخيرة بالطبع، هذا الامر منطقى و هذا يحدث فى كل بلدان العالم تقريبا نتيجة تصاعد اسعار المواد الاولية و البذور و مشتقات القمح و البترول و هذا ما يعانى منه الشعب السعودى نفسه بدليل اضطرار النظام الى تخصيص جزء مهم من العائدات النفطية لتسديد عجز الطبقات الشعبية السعودية على مواجهة موجة الغلاء ، لكن المثير فى الاحداث الاخيرة أنها أخذت طابعا معينا لتؤكد أنها اضطرابات مفتعلة غايتها جر النظام الى استعمال السلاح و جر النسيج السياسى الى الفتنة الداخلية و ارباك النظام حتى يمارس قبضته الامنية لحماية الممتلكات العامة و الخاصة حتى يتم اظهار ذلك على كونه علامة من علامات الاستبداد التى تسوق اليها مجموعة مأجورة من الاقلام الهابطة و التى لم تتعظ من فشلها القبيح فى تسويق الثورة السورية، نحن اذن أمام حالة من حالات ‘ تركيب ‘ الثورات و هو تركيب استعملته المخابرات الامريكية فى رومانيا و كثيرا من بلدان المعسكر الشيوعى السابق و استعملته المخابرات القطرية فى تونس و ليبيا و مصر للإيحاء بوجود ثورة شعبية فعلية فى حين أنه تبين من عدة تسريبات و تحاليل و وثائق ويكيليكس الشهيرة أن الامر قد كان مجرد ثورة مركبة.
هناك شبه بين ما حدث فى سوريا و ما حدث فى ايران فى الايام الاولى لما سمى ‘بالثورة ‘ السورية،لكن من الواضح هذه المرة أن الحملة الاعلامية التى شنتها اقلام المملكة بكل فروعها سواء فى الامارات او لبنان او بريطانيا و فرنسا تريد التسويق لوجود ثورة قادرة على اسقاط النظام و أن هذا النظام آيل للسقوط لا محالة و تم تصوير الوضع على أنه كارثى و غير قابل للإصلاح و أن الشعب الايرانى يريد هذه المرة التخلص من كل القيادات الايرانية التى تحتل المشهد على كل المستويات، لم تتحقق الامانى و خرج المتمارون داخليا و خارجيا بيد فارغة و أخرى لا شيء فيها و تبين أن النظام متين و قوى و غير قابل للكسر مهما حصل بل تبين للمتابعين أن النظام كان شاعرا من البداية بخيوط المؤامرة و بهويات المتآمرين و أن المخابرات الايرانية لم تكن نائمة على أذنيها خاصة و هى تقوم بدور مهم و حساس لحماية مكتسبات و انجازات النظام ، كانت الرسالة الايرانية واضحة للعدو قبل الصديق بأن المؤامرة لن تمر و بان محاولات السعودية لخدمة المشروع الصهيونى لن تكون على حساب المصالح الايرانية العليا و أن ما تحقق فى ايران من قفزة نوعية على كل المستويات رغم اجحاف سنوات الحصار الاقتصادى الظالم لم تمنع الشعب و القيادة الايرانية من احراز تقدم فى كل المجالات و اذا كانت السعودية قد اختارت تبذير اموالها فى الهواء فان القيادة الايرانية قد آلت على نفسها القفز بالشعب الايرانى الى اعلى مستويات التقدم .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: