احمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3366
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ربما و لأول مرة شعر المتابع العربى و هو يستمع الى شهادة الرئيس المؤقت السابق محمد المرزوقى أنه يستمع الى ديكتاتور، عندما يتحدث الرئيس المؤقت فهو يريد من سامعه أن لا يجيب و لا يعارض و لا يناقش و هذه أصلا من صفات الديكتاتوريين الذين ابتليت بهم الدول العربية منذ عقود من الزمن، لنقل من البداية أن منشط البرنامج أحمد منصور هو اول من أكتشف هذه الصفة القبيحة فى الرئيس المؤقت السابق و لذلك شاهدنا كيف بهت عندما رفض ‘ سيادته ‘ النقد و عندما استشعر أن المنشط لم يقتنع بترهاته و أراجيفه التى كان يطلقها بدون دليل ثابت او شاهد متوقع، المصيبة فى هذا الحوار أنه كشف للشعوب العربية من هو محمد المرزوقى هذا الذى يدعى المسار الحقوقى و الحب العذرى للديمقراطية، كشف المتابع العربى و التونسى على وجه الخصوص أنه لا يكفى أن ترفع بعض الشعارات الجوفاء حتى تلبس لبوس العفة الديمقراطية الحقوقية بل أن الايام كفيلة بأن تكشف كل العورات و تضع حدا للنفاق و تعطى الدليل بأن ليس كل ما يلمع بالاصفرار هو من الذهب الخالص .
على مدار حلقات البرنامج تفوه الرئيس المؤقت، المعزول أخلاقيا ، بكلمة ‘ سجن ‘ عديد المرات مما جعل المنشط يبحث عن سر هذا التركيز القوى و الغير المقبول من رئيس الصدفة على سجن المعارضة و سجن الماضى و سجن رموز الماضى كل ذلك بجرة قلم أو بمحاكمات تشبه فى كثير من التفاصيل محاكمات الانظمة الفاشية لمعارضيها، كانت الثورة بالنسبة لهذا الثورجى فرصة العمر للتخلص ممن سماها الدولة العميقة و من كل من شك أنه يميل أو يتبع لهذه الدولة و هنا لا يختلف المرزوقى عن هؤلاء الدواعش الذين يقيمون محاكمات على الماشى فى مدن العراق و سوريا و بعدها يكتشف العالم كل تلك المقابر الجماعية التى مثلت الدليل من بين أدلة كثيرة على انسلاخ هؤلاء عن الوعى الانسانى و تحولهم الى نفايات و حيوانات شريرة، هم محمد المرزوقى الوحيد ليس بناء دولة عصرية او القيام بفعل سياسى يتركه للتاريخ بل محاكمة الماضى دون أن يكترث الى أنه كان جزءا مهما من هذا الماضى و كان مرتميا فى أحضان بن على و أحد المساندين الداعمين لما سمى بالتغيير فى تلك الفترة، هذا ما كشفته تصاريح و ارشيف تلك الفترة و هذا ما يسعى هذا الرجل للتعتيم عليه و اتلافه منذ حلوله الى قصر قرطاج.
يقول العارفون بتلك المرحلة بان المرزوقى قد كان عنوانا لحالة من الافلاس السياسى بل هناك من تأسف لان الرجل قد ظل فى نظره الطريق فلا هو نفع خلق الله بمعارفه الطبية و لا هو أفلح فى المجال السياسى، الرجل اليوم يتخبط فى المجهول لأنه لم يملك مبادئ يوما بل كان مثل طواحين الهواء يتقلب مع كل الامواج و الاهواء و هنا فهو يتشابه مع كثير من هؤلاء السياسيين الذين نراهم يملئون الساحات الاعلامية ضجيجا لكن تاريخهم مليء بفترات من السواد و الهبوط الاخلاقى و التملق السياسى، لذلك يتأفف بعض الاحرار من وجود محمد المرزوقى بين المناضلين الحقيقيين و يأسفون على زمن تحولت فيه السياسة الى لقمة عيش يقتات منها اللصوص و الافاقون و كثير من الزعامات التايوانية الفارغة، يقول السيد مصطفى كمون احد العارفين بتاريخ الرجل أنه ‘ يأكل الغلة و يسب فى الملة ‘ و هذا توصيف يقال لشخص وصل اخلاقيا الى القاع و تشوب حياته السياسية شوائب مخجلة و مشبوهة، و هنا نقول أن الرجل قد تقلب بين كل الاحضان الرديئة فى هذا الزمن العربى الفاجر و باع الذمة فى كل سوق و عند كل محطة من حياته السياسية المليئة بالفشل .
لقد كان من العار و على سبيل المثال ان يطلق المرزوقى كل خراطيشه الملوثة بدم الابرياء فى الشعانبى نحو الشعب و من داخل محطة تلفزيونية بائسة يعلم الجميع أنها بوق من أبواق الدعاية الصهيونية و تستخدم لضرب الاستقرار و الوحدة العربية، ثم من هو المرزوقى ليسب هذا الشعب الذى صنع ثورة عارمة بدماء الشهداء و أنين الجرحى و كيف يسمح لنفسه الامارة بالسوء أن ينعت شعبه بأقذع النعوت التى لا تخرج إلا من شخص وضعته الصدف القاسية يوما ما فى مكان ليس أهلا اليه بالمرة ثم أليس هذا الشعب هو من دفع راتب 30 مليون لمثل هذا المفلس السياسى، تقول صحيفة ‘ الشروق ‘ التونسية ان الرجل فى تعليقا على شهادته على العصر و سبه للشعب التونسى بأنه يعانى خللا عقليا و انه اصبح شخصا غير مرغوب فيه لدى عامة الشعب، لكن الرجل لا يزال مصرا على الاسفاف السياسى رغم كل الاتهامات الموجهة اليه بالوقوف وراء كل المظاهرات الساخنة التى تفرعت فى عموم الجنوب التونسى و حرقت مراكز الامن و اعتدت على الاملاك العامة و الخاصة فى تواصل منظم مريب يؤكد ان حزب المرزوقى قد انخرط فى لعبة خطيرة ستجعله يدفع الثمن غاليا عندما تحين ساعة الحساب .
يقول الكاتب عزالدين الزبيدى فى مقال بعنوان ‘ على الجزيرة المرزوقى يفقد الصواب ‘ ..المرزوقى وصف الشعب بأوصاف لا يمكن ان تصدر إلا على لسان زنديق مارق و خارج عن نواميس القبيلة و مرتد ارتداد الصعاليك على غرار ‘ الشنفرى ‘ و تأبط شرا ...’، لكن يبقى السؤال لماذا اختارت قناة الجزيرة هذا ‘ الزنديق المارق ‘ فى هذه الفترة بالذات لسماع شهادته و ما علاقة المظاهرات الملوثة ببغض الشعارات الفئوية و الجهوية الضيقة بجلسات الاستماع التى نظمها أحمد منصور المشهور بعداوته للنظام و الشعب و الديمقراطية و الثورة التونسية، هل ان قناة الجزيرة قد أرادت تلميع الصورة البائسة لرئيس الصدفة المؤقت فى انتظار الانتخابات الرئاسية القادمة، لماذا تركت الجزيرة للمرزوقى حرية الانتقاد اللاذع الشديد لحركة النهضة و قطر هى الراعى الرسمى للإخوان و لحركة الاخوان ‘ النهضة ‘ برعاية الغنوشى، ما هى الرسالة التى أرادت قناة العار القطرية ارسالها للقيادة التونسية عبر محاولات ضرب المؤسسة العسكرية و الامنية باتهامها بالتخاذل فى مواجهة الارهاب، لماذا رفضت حركة النهضة الرد لى تصريحات المرزوقى التى كشفت كثيرا من مواطن الفشل السياسى داخلها و كيف سيكون مستقبل التعامل بين الحركة الممولة من قطر و بين المرزوقى الممول من نفس الخزينة المالية النفطية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: